آخر الأخبار

هل أنت سعيد

 






هادي جلو مرعي

 

 

 

يخرج المواطن في الصباح متوجها الى مكان عمله، أو الى شأن يعنيه، فيتعثر في مطبات وحفر، ينظر الى السماء فلايجدها زرقاء، هي شاحبة كأنها صفيح مترب، يتطلع حوله، أشجار متيبسة، أغصان متحجرة تشبه أعمدة كهرباء قديمة.  البيوت تبدو كقبور مزخرفة، والوجوه تائهة تبحث عن خلاص من همومها ومشاكلها، والتحديات الجسيمة التي تراكمت في وطن معذب، وحيرت الباحثين عن حلول، وفرص للتغيير، والنجاة من تلك العذابات.

 

الحزن يطبق على النفوس، ويحيلها الى خرائب، ولنعترف.  فليس كل مانعيش نتاج الراهن، هو ركام تجمع على بعضه بمرور السنين، وغطرسة الحاكمين، وتنازع الناس، وضياع أرواحهم الطامحة الى تحقيق مايريدون دون أن ينجحوا في ذلك.

 

عندما لايعيش الناس في وطنهم كما يرغبون، عندما يتجاهلهم أصحاب القرارات، عندما تتحول القرارات الى فرمانات لضمان مكاسب الحاكمين، ومن معهم، ومن يواليهم، وينصاع لفسادهم وطغيانهم، عندما تنتفي عناصر تكوين السعادة، وعندما تتحول البيئة المحيطة الى وباء، وملوثات، وخرائب، وأشكال من البؤس الذي يخيف الناس ويوقفهم على ناصية المعاناة، حينها يكون الأمل نوعا من الترف، وربما العبث الكامل، والتجاوز على طبيعة الأشياء، فطبائع الأشياء عندنا ليست كطبائع الأشياء عند أهل الأرض.

 

الناس حين يكتشفون إنهم في دائرة الوهم يتغلغل الضباب الى نفوسهم وعقولهم، ويجمد الحواس، ويعطل حركة العقل، ويكون كل شيء مرهونا بالصدفة، ولعل، وعسى، وياريت، وياليت. فلايتحقق لهم الحد الأدنى من الأمنيات والمطالب التي هي حق لهم سلبه منهم غيرهم من الباحثين عن المكاسب.

 

سبب النقمة في العراق هو اليأس، وفقدان السعادة.. السعادة ليس بمفهومها الساذج الذي يعرفه كل الناس، بل حقيقة السعادة في نفسك، وفي البيئة المحيطة بك، وفي نفوس الناس الذي تلتقيهم وتشاركهم الحياة..

إرسال تعليق

0 تعليقات