الشرعية والحوثي
بعد 6سنوات من الحرب
المصالحة الخليجية
وانعكاساتها على حرب اليمن
الهاشمية المسلحة في اليمن وحقيقة وجود تنظيم
هاشمي يمني خارج اليمن
رؤية للقادم
زيد الذاري السياسي اليمني ورئيس ملتقى الوئام الوطني كان ضيف
برنامج البوصلة على قناة المهرية اليمنية مع الإعلامي عارف الصرمي.
المذيع: بكل لغات الاحترام كلها، أتشرف بالترحيب بك وأحييك وأشكرك وأهلا
بك معي في برنامج البوصلة
الذاري: أهلا وسهلا أخي العزيز وشكرا جزيلا لك ولمشاهديك وللقناة
المذيع: انقضت 6 سنوات عجاف على شعب يموت ويقتل وقيادات لا تعي
السياسية، ماهي قراءة زيد الذاري للحرب في اليمن بعد ست سنوات؟
الذاري: حقيقةً المرحلة التي نعشيها اليوم هي مرحلة مصيرية بكل
معنى الكلمة لا أستطيع ان أقول انها مفصلية ولكنها بكل تأكيد مرحلة مصيرية لكل
أطراف الحرب الدولية والإقليمية والمحلية، وعلينا اقتناص الفرص، ونستشرف طبيعة
اللحظة للعبور الى المستقبل الآمن متجاوزين مراحل الحرب والدماء التي أنهكت كل
الأطراف شئنا أم أبينا.
المذيع: نبدأ بالمحطات والمربعات والمنعطفات اليمنية محطة محطة،
نبدأ واياك عن تقييمك لجماعة الحوثي بعد 6 سنوات من الحرب، ما الذي كسبته جماعة
الحوثي ومالذي خسرته بعد 6 سنوات من الحرب لم تنتهي حتى الآن؟
الذاري: لا شك ان التقييم الدقيق يحتاج الى إمعان لكي يكون موضوعي
ودقيق وشامل، ليس فقط تجاه جماعة أنصار الله الحوثيين كما تسميهم ولكن تجاه جميع
الأطراف، ما ارجوه وأركز عليه هو دعوة جميع الأطراف لمراجعة المرحلة السابقة بكل
آلامها ومعاناتها وتحديد ماهي المكتسبات التي حققها كل طرف وما هو الأفق لكي يقدم
مخارج وحلول لابد من الوصول اليها طال الوقت او قصر، يكفينا معاناة وحروب ودماء
وصراعات
اليوم العالم يموج بالتغيرات والتحولات على المستوى الإقليمي وعلى
المستوى الدولي، وهذا يستوجب علينا كيمنيين جميعا ان ندرك أهمية هذه اللحظة
لاجتراح الحلول التي تنجي الجميع، لا نجاة لطرف دون آخر، اليمن بلد كل أبناءه،
وكلنا مسؤولون وعلينا جميعا عبور هذه اللحظة من اجل المستقبل والعيش المشترك لكل
أبناء اليمن.
المذيع: أستاذ زيد الذاري .. المشاهدون الكرام أتشرف بأن يعرفوا
بأنك صديقي الأعز والأقرب إلى قلبي وأنت من أفضل المثقفين والسياسيين الباحثين عن
مخارج وحلول وأيضا للجميع في المجتمع اليمني ليعرفوا ان الأستاذ زيد الذاري خاله
شخصيا هو المناضل العظيم في اليمن الأستاذ محمد محمود الزبيري رحمة الله عليه،
أستاذ زيد الذاري اسئلك عن اليمن وأهله بعد ست سنوات من الحرب الشرعية والحوثيين
معا ماذا كسبوا وماذا خسروا؟
الذاري: الجميع يدرك من خلال المراقبة والملاحظة ماذا كسب هذا
الطرف وماذا خسر، ليس هناك خسارة بالمجمل وليس هناك مكسب بالمجمل لأحد، من زاوية
معينه قد يعتبر كل طرف انه الرابح، دعنا نتجاوز هذه الجزئية لنعبر في الحوار بأفق
رؤيوي واستراتيجي لقراءة المشهد بشكل عام عسى ان نصل الى مبتغانا في الخروج من هذه
الحلقة التي تديرها بكل كفاءها واقتدار كما هو العهد بك الى مقاربات تنجينا جميعا.
المذيع: حاولت ان اسئلك سؤالين من اكثر من زاوية ولم تفضل ان تأتي بالإجابة
وفق سؤالي، ما الذي تريد ان تقوله انت زيد الذاري بعد ست سنوات من الحرب للجميع؟
الذاري: الحرب تركت ندوبا وأوجاعا وجراحات في الجسد اليمني، وتركت
تهتك في النسيج الوطني وتركت تباعد للمشاعر البينية بين اليمن الواحد، وتركت خسائر
مادية يصعب ان نعوضها بسهولة، التضحيات البشرية كانت جسام على كل الأطراف، الدم
اليمني الذي سفك من كل الأطراف دم غالي وانا اشعر بالأسى والحزن والجميع فيها
خاسر، من يشعر انه حقق مكتسبات معينه هي مؤقته اذا لم ينطلق الجميع نحو مشروع وطني
جامع لكل أبناء اليمن بكل شجاعة و إقدام وجسارة، لأن الشجاعة الحقيقة هي في
التلاقي وتجاوز آلام الماضي والعبور نحو المستقبل وليست في الحرب والاقتتال.
المذيع: أستاذ زيد الذاري الآن بعد ست سنوات من نهاية الحرب في
اليمن التي قامت بين تحالف جاء لينقذ اليمن من انقلاب في صنعاء فإذا بنا وقد أصبح
لدينا انقلاب في عدن، الانقلاب في صنعاء يصلهم سفير إيراني حسن ايرلو والانقلاب في
عدن أصبح جزء من الشرعية في حكومة استقبلتها عدن بالصواريخ والقصف والدمار والموت
والهلاك
المصالحة الخليجية ترمم البيت الخليجي واليمنيون مفخخون بالصراع
والثارات والكره ما هو تعليقك؟
الذاري: أولا دعني اعرج على المصالحة الخليجية والتي لا يسعني الا
ان أباركها وأشيد بها وأتمنى وأدعو لأن تكون مفتتح لمرحلة جديدة، وبالعودة لجوهر
سؤالك المشهد اليمني بعد ست سنوات من الحرب يختلف عما كان عليه في بداية الحرب، كل
طرف اختلف عما كان عليه في بداية الحرب محليا واقليما، اليوم ايران والسعودية
مختلفتان عما كانتا عليه في 2015 – 2016 ، هناك مشهد وواقع جديد لدى كل الأطراف،
محليا جماعة انصار الله صارت شبه منفرده ومستفرده بالحالة التي تحت يدها والأراضي
التي تقع تحت سيطرتها، وازدادت قوه وتمكُن وتنامت قدرتها العسكرية وقدراتها
وخياراتها صارت اكثر مما كانت عليه قبل الحرب.
الشرعية استجدت ولم تعد ذاتها الشرعية السابقة بعد دخول المجلس
الانتقالي باستراتيجية مختلفة ومتناقضة في أصلها وجوهرها وغايتها وأهدافها عن
الشرعية التي تمثلها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفاؤه
المملكة العربية السعودية اليوم هي صورة جديدة غير ما كانت عليه في
واقعها وسياساتها وتوجهاتها داخليا وغيره..
إيران لم تعد إيران 2015 الدولة الإقليمية الكبيرة المتوسعة والتي
كانت تتمدد في فراغ هائل في منطقتنا بفعل دوافع ذاتيه معينه، لكنها اليوم بحالة
دفاع وليس هجوم عما كانت عليه في 2015.
المذيع: أستاذ زيد الذاري ادخل معك في بعض التفاصيل الخليجيون
يتصالحون والامريكيون يحتشدون لتنظيف ما بقي من عهد ترمب اليمنيون ما الذي ينقصهم
لفهم لعبة السياسية ولعبة الحرب؟
الذاري: التحولات الإقليمية في المنطقة والمصالحة الخليجية
والإدارة الامريكية الجديدة وملامح تغيير السياسات الجديدة تجاه المنطقة من
الأطراف الدولية واحتمالات معينه هناك مهددات وهناك فرص وهناك تحديات لجميع
الأطراف المنخرطة في الواقع اليمني
ما يجب على اليمني هو ان يتلقف هذه اللحظة التاريخية التي تعتمل
على مستوى الإقليم والعالم ليتقاربوا بكل شجاعة ويصيغوا مشروع مشترك فيما بينهم
لمواكبة هذا التحول ولكي تكون هذه التحولات والمصالحات والمراجعات والواقع الجديد
في المنطقة يأتي لمصلحتهم لا على حسابهم، نحن بحاجه الى عقل سياسي راشد والى
توجهات واعية مدركة لالتقاط هذه اللحظة وصياغة المشروع وتتلاقى وتتواضع تجاه بعضها
البعض.
المذيع: أستاذ زيد هل تعتقد ان المصالحة الخليجية ستنعكس على حرب
اليمن، في السابق كان هناك صراع خلال أربع سنوات بين السعودية والامارات وبين قطر،
وهناك ثمة خلافات بين السعودية والامارات وبين سلطنة عمان وان كان غير معلن وغير
مرئي، تصالح الخليجيون .. هل هذا يعني ان خصوماتهم ستنعكس إيجابا على اليمن كما
انعكست إيجابا على الحدود البرية والبحرية والجوية بين مجلس التعاون الخليجي؟
الذاري: مشهد المصالحة الخليجية مهم جدا وهذا التقارب السعودي
القطري يوفر فرصة سانحه لليمنيين لأن يتقاربوا فيما بينهم من خلال الأطراف ذات
العلاقة بهذا الطرف او ذاك، حالة التنافر التي كانت قائمة بين السعودية وقطر بلا
شك انها انعكست على الواقع اليمني، قد نتفاءل اليوم ان ينعكس هذا إيجابا على
الحالة اليمنية وننطلق كيمنيين من محددات استراتيجية مصيره لنا كيمنيين، لدينا
حالة الحرب وما انتجته من معاناة ولدينا قضية رئيسية واستثنائية ومصيرية وهي قضية
الوحدة اليمنية، أتوقع ان تكون هناك تقاطعات استراتيجية في موضوع الوحدة لتكون
مدخلا لنا كيمنيين نعبر به الى الاخوة في الإقليم الذين تصالحوا ليكون محدد في
سياستنا وربطاً بمصلحتنا ومصيرنا بمصيرهم
في اعتقادي ان السعودية وقطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية
جميعهم موقفهم إيجابي بالنسبة للوحدة اليمنية، لنبني على هذه النقطة وهذا الجامع
المشترك بيننا كيمنيين وبين هذه الأطراف الإقليمية الفاعلة والمؤثرة وتكون هي
المرتكز لتحالفنا ونظرتنا للمستقبل ومسيرتنا نحو التسوية.
المذيع: قبل ست سنوات منذ انطلقت هذه الحرب كان الحوثي يقول انه
سيحكم اليمن ويذهب ليحكم مكة ويحرر القدس، وكانت الشرعية تقول انها خلال أسابيع او
ربما شهر مع التحالف العربي ستقضي على الحوثي وتنهيه الى الأبد ، ست سنوات الم
يفهم فيها الحوثيون والشرعية اننا لن نهزم بعضنا واننا امامنا ان نتفق وان نعيش في
اليمن هل لديك تعليق؟
الذاري: هذه هي الحقيقة القائمة، واقع اليوم مختلف ومتغير عن كل
الشعارات السابقة التي أطلقت بداية الحرب لجميع الأطراف. وليس من السهولة ان تتحقق
كل هذه الشعارات سواءٌ كانت جادة او غير جاده سواءٌ اكانت تحمل اهداف حقيقة او
شعارات او هناك اهداف مضمره غير معلنه، ما يهمني اليوم ان ندرك فعلا انه لا يمكن
لأحد ان يلغي أحد ولا يمكن لأي طرف ان يحكم اليمن منفرداً، لا يمكن على الاطلاق
لأي طرف إقليمي قريب او بعيد ان يتجاهل إرادة اليمنيين وطموحهم وارادتهم ورغبتهم
بإدارة شؤون بلدهم بكل استقلال وبكل حرص على طبيعة العلاقات الصحية والصحيحة.
المذيع: أستاذ زيد الذاري لا الحوثيون يعرضون ان تنتهي الحرب، ولا
الشرعية تعرض ان تنتهي الحرب ولا التحالف ومن ورائهم المجتمع الدولي يعرض ان تنتهي
الحرب، هل هذا يعني ان الحرب في اليمن بعد ست سنوات لا يزال عظمها طري ولم تنضج
بعد لتبدأ لعبة السياسية؟
الذاري: الإشكالية الحقيقة في طبيعة المشاريع وتناقضاتها، سوا
مشاريع الأطراف الداخلية او مشاريع منخرطة في اطار التحالف وان كانت ظاهريا شبه
موحدة لكنها في أهدافها النهائية تختلف وتتعارض تماماً ، ليس الجميع على قلب رجل
واحد ولا في اطار من وحدة الاستراتيجيات، أتمنى ان يبادر طرف ما بمبادرة جادة
واعية ومدركة تلتقط اللحظة وتقدم الحلول الاستراتيجية في اطار رؤية استشرافيه
ومسؤوله من خلال استقراء هذا الواقع ولتكن اليمن ارض تلاقي لا ساحة صراع، لا نريد
لليمن ان يستمر بدفع ثمن الخلافات الخليجية الخليجية او السعودية الإيرانية او
الاختلافات البينية على مستوى الأطراف اليمنية بين ألأنصار والإصلاح والمؤتمر
والمجلس الانتقالي يكفي الجميع ما سال من دماء ويكفي الجميع الارتهان لمنطق الصراع
والإنشداد اليه
المذيع: أستاذ زيد الذاري سأفرض امامك طريقة الوعي العام اليمني في
النظر للحوثي وللشرعية وللتحالف ولإيران، ثمة قناعة ان الحوثي لا يملك قراره وانما
قرار الحوثيين في طهران او بالأدق لدى سفير إيران في صنعاء حسن ايرلو، ولا يوجد قرار
ولا موقف ولا سلطة للشرعية وانما القرار في الرياض، هل ان القرار في اليمن مرهون
في الرياض وطهران وبالتالي نحن نسلم على غير الضيف، نبحث عن انهاء الحرب لدى هادي
والحوثي هل امام اليمنيين ان يغطوا على هادي والحوثي ام علينا ان نتجه للرياض
وطهران؟
الذاري: العامل الإقليمي هام ومؤثر ولكن ليس بالمطلق أن الأطراف
اليمنية محكومة باستراتيجيات مطلقه لدول الإقليم سواء السعودية او ايران، هناك
تأثير كبير لهذه الأطراف بفعل الحاجة وبفعل الأحداث التي حصلت، لكن هذا لا يعني
مطلقا ان الأفق مسدود امام اليمنيين لكي يتلاقوا وليس الأفق مسدود امام اليمنيين
ان يتفاهموا مع جيرانهم سوا كانوا حلفاء او خصوم لبعض الأطراف وليس الأفق مغلق
امام مصالحات إقليمية تنعكس إيجابا على اليمن بشرط ان يدرك كل طرف حدود واجباته
ومصالحه واوليات ما يفرضه الموقع والجغرافيا في تحديد ونوع طبيعة العلاقة بين الأطراف
اليمنية والأطراف الإقليمية
المذيع: أستاذ زيد هل ان وجود السفير حسن ايرلو في صنعاء يجعله
مجرد ممثل او سفير لإيران لدى الحوثيين ام هو حاكم اليمن في الداخل كما ومحمد ال
جابر هو حاكم اليمن في الرياض؟
الذاري: من وجهة نظري انه وجود شخصيتين بحجم السفير حسن ايرلو
والسفير محمد الجابر بحجمهما وما يتمتعان من صلاحيات مطلقة في الملف اليمني هذا
عامل إيجابي وليس عامل سلبي إذا أحسنا النظر والتعامل مع هذا الموضوع، بمعنى ان
وحودهما يمنحنا نحن كيمنيين سهولة التواصل وانعكاس وجهات نظرنا وتحديد اولوياتنا
وخياراتنا من خلال هاتين الشخصيتين المقتدرتين اللتين يمكن ان تسهما في التأثير
على صانعي القرار في بلديهما على اجتراح الحلول اليمنية كلا من موقعه وعلاقاته..
المذيع: أستاذ زيد نحن نعرف محمد آل جابر، ولكن من هو السفير حسن
ايرلو من وجهة نظرك داخل ايران؟
الذاري: حسن ايرلو شخصية إيرانية وكان مسؤول الملف اليمني ويكاد
يكون المسؤول الأول عن الملف اليمني امام القيادة الإيرانية بشقيها السياسي
والعسكري وأيضا المرجعي، هو في موقع قرار وخبير بالحالة اليمنية وعلى وعي بأدق
تفاصيل المشهد اليمني، وكذلك السفير محمد آل جابر كان ملحق عسكري في اليمن ولديه
خبره واسعة وقدرات عاليه وبالتالي كلاهما يعرفان المشهد اليمني ويعرفان متطلباته.
المذيع: أستاذ زيد اول مره أقول هذه امام المشاهدين والشاشات، عام
2013 زرت ايران مع مجموعة من اليمنيين والتقيت بحسن ايرلو وحينها قُدم لي على انه
أبو الحسن ومستشار سياسي في الحرس الثوري الإيراني وجلست معه على انفراد ويتحدث
بخبره عن الجيش والتسليح اليمني والسعودي، ويتحدث عن الإصلاح والزنداني وغيرهم،
اليوم أرى حسن ايرلو في صنعاء، ومنذ وصل صنعاء والصواريخ مكثفه على المصالح
السعودينة وتحديدا أرامكو هل تعتقد ان حسن ايرلو نافذه لاقناع سلطات ايران لتسوية
الملعب في اليمن ام انه ليس سوى صاعق للقصف بارض اليمن في الصراع والنفوذ والمحرقة
الخليجية؟
الذاري: ما نحدده نحن كيمنيين من خيارات واستراتيجيات نستطيع ان
نفرضه على السفير حسن ايرلو او غيره، علينا ان نأخذ بأيدي بعضنا البعض ونفرض عليهم
ما يتطابق مع مصالحنا نحن .. لا ان يكون اليمن ساحة او منطلق لتحقيق مصالح هذا
الطرف او ذاك.
المذيع: لم تجبني ان كان حسن ايرلو حاكم جماعة الحوثيين ام لازال
عبد الملك الحوثي؟
الذاري: من خلال معرفتي الشخصية والعميقة بشخص السيد عبد الملك
الحوثي هو شخصية استقلالية حتى النخاع، وهذا التقييم سمعته حتى من شخصيات عليا
بالمملكة العربية السعودية عن شخص السيد عبد الملك الحوثي ولا يخالطهم الشك بأن
شخصيته هي شخصية استقلالية لا يمكن ان تكون خاضعه ولا مرتهنة لا لإيران ولا للرياض
المذيع: ما تعليق زيد الذاري المثقف والسياسي والمحلل والذي يحظى
بمكانه واحترام لدى الجميع، ما هو تعليق زيد الذاري على من يقول بأن مشكلة اليمن
في العمق ليست مع جماعة الحوثيين ولا مع المذهب الزيدي وانما مع الهاشمية المسلحة
التي هي حينما حملت السلاح تحول المذهب الزيدي الى مصيبة في اليمن وتحولت جماعة
الحوثيين الى انقلاب يحرك الصراع في المنطقة العربية الإقليمية بأكلمها؟
الذاري: السؤال كبير ويحتاج لشرح وربما قد يستغرق حلقة كاملة،
توصيف الهاشميين بهذا الشكل هو توصيف ظالم ومجحف ومناقض لتاريخهم ووجدانهم الذي
خبره كل يمني، العنصر الهاشمي احد اهم مرتكزات الواقع اليمني والمجتمع اليمني
والتاريخ اليمني الوطني، الهاشميون كانوا بمقدمة الصفوف بأي حدث او مرحلة وتحول
دفاعا عن اليمن وسعيا لتغيير الواقع نحو الأفضل، الصورة التي تقدم اليوم بصورة
مغلوطة عن الهاشمية وتوصيفها بالمسلحة هي نتاج حتمي لطبيعة لغة الاستعداء و
التخريض والاقصاء للعنصر الهاشمي و والسعي تقديمة بصورة نقيضه للوطنية اليمنية
التاريخية وللهوية العربية على مستوى المنطقة، هذه الحالة التي يشعر بها الهاشمي
اليوم من استهداف واسع لا يكاد تجد منبر ولا ساحة ولا موقع من مواقع الشرعية وبعض
حلفاؤها الا وهو منطلق لشيطنة العنصر الهاشمي واستهدافه، ..
المذيع:
ولو نعود الى الجذور في تقييم هذا الشعور المنبعث لدى الهاشميين لم
يكن الا نتاج للحروب الست التي تم خوضها تجاه صعدة والتي شملت جميع الهاشميين بشكل
يكاد يكون عام. عشت وعايشت تلك الحروب لحظة بلحظة وكانت في بدايتها محصورة في إطار
محدود ولكن طبيعة الاستهداف استهدفت وشعر كل هاشمي انه كان مستهدف بهذا القدر او
ذاك، وفي ساعته وحينه جرى عدة حوارات وعدة نقاشات وصلت الى الحده بيني وبين الرئيس
السابق علي عبدالله صالح الذي كان يستمع ويستجيب في لحظات معينه ويحاول بهذا القدر
او ذاك ولكن طبيعة الهجمة التي مست كل هاشمي لم يكن لهم علاقة بصعدة ولا بحروب
صعدة ولا بالسيد حسين بدر الدين الحوثي، كانت الاعتقالات واسعة وكان الاستهداف
شامل هذا الذي جعل الشعور بالاستهداف ينمو.
المذيع: أستاذ زيد الان بعد ست سنوات من الحرب هناك من يقول ان
هناك خلية هاشمية يمنية تعمل خارج اليمن وتتواصل مع الامارات ومع الرياض ومع
بريطانيا وانك انت شخصيا احد اهم هذه الحلقات في التواصل بين اكثر من دولة والتقيت
بريطانيين ولست وحدك ربما ان لديك إسماعيل الوزير واحمد الكحلاني وخلدون با كحيل
واخرون .. هل انتم خلية الهاشميين خارج اليمن للتواصل مع الدول والحكومات والكيانات؟
الذاري: ليس هناك ثمة خليه، وهذا نوع من الاجحاف وإحدى الصور
النمطية الظالمة، حينما اتحرك انا اتحرك كزيد الذاري من منطلق وطني ومن منطلق حريص
على السلام والاستقرار وتقريب وجهات النظر من خلال علاقاتي ومعرفتي بالأطراف وما
يمكن ان يتوصلوا اليه، نعم زرت السعودية والامارات والتقي بالعديد من السفراء منهم
السفير الأمريكي والبريطاني والمسؤولين والباحثين وأقدم مقاربات وطنية بعدها وطني
وغايتها يمنية أحاول ان اجسر الخلافات وان اعين جميع الأطراف الراغبة واوجد قناعات
تقرب للحلول لا للاصطفاف ولا للمكايدة.
اتحدث معهم عن المؤتمر وعن الأنصار وعن الإصلاح وعن جميع الأطراف
بروح وطنية، الى متى هذا سيضل سيفا مسلطا على الهاشميين في ظل هذه الهجمات الشرسة
تجاه العنصر الهاشمي حينما تذكر لي أسماء بحجم ووزن إسماعيل الوزير الرجل الوطني
الذي تاريخه كله كرس من اجل اليمن ومن اجل بناء الدولة وافناء عمره وحياته من اجل
بناء اليمن
ليس من المقبول ان يضل هذا السيف – الهاشمية - مسلط على رقابنا،
واذا استمرت هذه النظرة تجاهنا واستباحة اعراضنا واموالنا وحقوقنا فأنا سأسطف مع
السيد عبدالملك ما دام وهو من يمكن ان يحميني كهاشمي في اطار هذه الموجه الشرسة
كلها التي يمكن ان نجدها في بعض المواقع مدعومة من هذا الطرف او ذاك فما هو الذي
يمنعني في اطار الوطنية اليمنية وفي اطار من وحدة الانتماء لهذا الشعب ولهذا البلد.
المذيع: هل هناك خلية يمنية هاشمية تسعى لأن تكون البديل للحوثي
والشرعية معاً، وتقدم نفسها كبديل جامع للمرحلة القادمة؟
الذاري: ولا هناك خلية هاشمية تقدم نفسها كبديل عن الجميع – الحوثي
والشرعية – ماهي الا مجرد أوهام تعشعش في بعض الاذهان، فالهاشميون جزء من هذا
النسيج الوطني وموجودون في كل الاتجاهات وفي كل الأحزاب هم رجال دولة ورجال سياسة
ورجال حكم، وطنيون مشبعون بروح الانتماء لليمن، لا نسعى لأن نكون بديل عن السيد
عبد الملك الحوثي ولا بديل عن الشرعية وعن نفسي انفي نفي قاطع عن وجود ما يسمى
بخلية هاشمية بل نطمح ونتمنى ان نقدم شيء يخدم الوطن ويعمل على مقاربة وجهات النظر
المذيع: زيد الذاري خاله محمد محمود الزبيري الثائر العظيم، لماذا
لا ينتمي الذاري الى الزبيري بدلا من الانتماء لعبد الملك الحوثي؟
الذاري: اوجد لي محمد محمود الزبيري اليوم ذلك الرجل الطاهر النقي،
ذلك الرجل الذي كان اليمن كل اليمن همه، كل ذره يمني كانت مشروع محمد محمود
الزبيري، لا فرق لديه بين هاشمي او غيره، أعطني اليوم رجال بهذا الحجم، أعطني رجال
بحجم ووزن عبد الرحمن الارياني وبوزن محمد بن يحيى الذاري الذي صرخ بوجه الامام
لينقذ اخاه وصديقة القاضي عبد الرحمن الارياني وينقذ عشرات الشخصيات التي كانت على
وشك ان تقطع رؤوسها بسيف جلاد الامام، أعطني هذه الشخصيات اليوم لنستعيد ونشعر
بالوحدة والانسجام، انت توصف حركة انصار والسيد عبد الملك الخوثي انها حركه سلاليه
عرقيه وانا اختلف معك ولا اوافقك ابدا لاني كنت وما زلت وسأظل اراهن على شخص السيد
عبدالملك الحوثي وارى فيه شخصية زعامية وطنية تستطيع ان تعبر بالهاشميين وغير
الهاشمين وباليمن وتمد يدها الى كل اليمنيين والى الجوار لكي نعبر نحو بر السلام
المذيع: منذ جاءت جماعة الحوثيين وسيطرة على الحكم في صنعاء عبر
الانقلاب كان حليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قتلت جماعة الحوثي الرئيس
السابق على عبدالله صالح وانفردت بالانقلاب والحكم في صنعاء، ما هو تقييمك لحزب
المؤتمر الشعبي العام بعد مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح وهل الهاشميين في
المؤتمر مع المؤتمر ام قد اصبحوا مع المؤتمر الحوثي العام
الذاري: اسئلتك تعكس هذه المناخات التي تدفع للاستفزاز ولقول أشياء
ربما انت تستنبطها اخي العزيز، انت وغيرك يعرف انني ممن سعى للتقارب بين المؤتمر
الشعبي العام وانصار الله وبين السيد عبدالملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله
صالح رحمه الله ولا أذيع سرا ان أقول انني اول من وضع لبنات التحالف وأول من صاغ
حروفه وفي مرحلة معينه كنت انا والدكتور احمد عبيد بن دغر مكلفين لصياغة مشروع
التحالف بين المؤتمر وانصار الله واتذكر في جلسة معينه عندما عرضت على الرئيس علي
عبدالله صالح رغبة سمعتها من السيد عبدالملك الحوثي بإنشاء مثل هذا التلاقي كان
مرحب وعرض الامر على بعض مستشاريه لكي يكون تحالف ومصالحة تاريخية بين المؤتمر
وانصار الله يطوى فيها الحروب الست بما في ذلك قضية استشهاد السيد حسين بدر الدين
الحوثي رحمه الله ، في البداية كان مرحب ولكن استمع الى بعض الآراء فقال انه لا
يمكن ان يكون هناك مصالحة بين المؤتمر والحوثي ولكن بين الدولة وبين الحوثي، فقلت
له انني اريدها ان تكون بين المؤتمر لأنك أنت رمز المؤتمر، قال انا كنت رئيس دولة
وهذه الحرب كانت مع الدولة، جرى حديث واشتد قليلاً ومان د بن دغر موحودا وفي كل
الأحوال انا أرى انه من مصلحتك الشخصية انه يتم انجاز هذه المصالحة التاريخية في
مهرجان عام يشارك فيه الطرفين لطي الصفحة
المذيع: أستاذ زيد الذاري في الحقيقة اجتهدت كثيرا في ان اعرض عليك
الأسئلة الشائكة التي نتفق ونختلف عليها معا، اترك لك الكلمة الأخيرة في هذا
الحوار، ما الذي يريد ان يقوله زيد الذاري كخلاصة للكل وجهات النظر وما نراه
ونتمناه لليمن في المرحلة القادمة
الذاري: كنت أتوقع ان الحلقة تأخذ منحا آخر في الحوار، كنت اريد ان
نتحدث عن افق استراتيجي من خلال قراءة المشهد الإقليمي والدولي وما يمكن ان
نستخلصه لنتقدم خطوات في سبيل انتشال وطننا بروح وطنية وبرؤية مسؤوله، الولايات
المتحدة الأمريكية اليوم في لحظة تحول وسيكون لما يجري فيها انعكاسات كبيرة،
الإدارة الجديدة والأطراف الإقليمية والمحلية امامها مهددات وفرص مع الإدارة
الجديدة، كنت أتمنى ان نستعرض لبعض القضايا التي يجب على الجميع ان يتداركها، انا
منطلق من حريص شديد جدا على طبيعة وسلامة الكيان اليمني وسلامة الكيان الخليجي
والعربي وبالذات مع المملكة العربية السعودية وانا من اشد الدعاة لعلاقات مصيرية
بين اليمن والسعودية
وانا شديد الايمان بمصيرية العلاقه مع المملكه العربيه السعوديه
وارى اليوم ان المملكه الجديدة ليست منشده للصراعات ولن تكون حبيسةً للصراعات ولا
للماضي لانها تنظر للمستقبل
المذيع: أستاذ زيد ما تعليقك على من يقول ان هذا التقارب بين زيد
الذاري وبين هذه الأطراف في السعودية هو الذي جعلك صوت غير مسموع لدى جماعة
الحوثيين بل صوت مشكوك فيه لدى كل جماعة الحوثيين هل هذا المنطق سليم
الذاري مبتسماً : دع من يريد ان يُقَيم يقيم، انا اعرف من انا
وماذا اعمل تجاه بلدي ووطني سوا مع المملكة العربية السعودية او مع غير السعودية
منطلقاتي منطلقات يمنية وطنية منطلقات عروبية حاديها المصلحة اليمنية.
المذيع: كيف نفهم أنك اليوم تريد وتدعو للتقارب مع الرياض فيما كنت
في
السابق شخص مقرب من حسن نصر الله امين عام حزب الله في لبنان؟
الذاري: لا انكر ذلك وما زلت اتمتع بعلاقة طيبة مع الرياض ومع شخص
السيد حسن نصرالله وأريد ان أقول لك معلومة وعبر قناة المهرية ونحن نتحدث عن اليمن
وعن وحدة اليمن وعن المشتركات سمعتها من السيد حسن نصرالله شخصيا ان السيد حسن
نصرالله في مرحلة تاريخية معينه وقف ضد مشروع امريكي قدم للشيعة في السعودية
لإقامة دولة خاصة بهم كما قدم من الامريكان مشروع لإقامة دولة شيعية في العراق ..
السيد حسن نصرالله هو الذي وقف في وجه هذا المشروع مع من له داله عليهم من شيعة
العراق ومن شيعة ايران ومن الدولة الإيرانية ومن شيعة المنطقة الشرقية وانا اتحدث
بهذه المعلومة لكي أقول ان حجم الفرص المتاحة اليوم امامنا كعرب في مد الايادي
وتوسيع دائرة التلاقي في ما هو ابعد من اليمن بما ينعكس على اليمن وعلى سلامة
واستقرار اليمن والجزيرة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية اليوم
ما اراه من فرصه اليوم في وجود الإدارة الامريكية ومن مخاطر علينا
في الإقليم وبالذات على السعودية أيا يكن حجم ملامح الإدارة القادمة في امريكا
فانها ستكون ملزمة بمناخ معين هو نقيض ومغاير للمناخ الذي كان أيام ترمب..
وانا اعلم واعرف ان هناك جملة مشاريع معروضه اليوم على الكونغرس
الأمريكي تستهدف المملكة العربية السعودية في الصميم لا شك انها بحاجه لمقاربات
تزيل كل مخاطر ومشاريع تستهدف سلامة كيانها واستقرارها ووحدة أراضي بلداننا.
0 تعليقات