آخر الأخبار

الفقيه الليث بن سعد ومحنة الأصحاب ..

 





 

علي الأصولي

 

 

هو أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن، إمام أهل مصر وفقيههم كان محدثا ثقة ولد في احدى قرى القليوبية سنة (94) هجرية(713) ميلادية. توفي(175) هجرية.

 

قال الفضل بن زياد: قال احمد: ليث كثير العلم صحيح الحديث.

 

قال ابن سعد: استقل الليث بالفتوى في زمانه: وقال ابن تغري بردي: كان كبير الديار المصرية ورئيسها وأمير من بها في عصره. بحيث أن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته.

 

قال خالد بن عبد السلام الصدفي: شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضا ويبكون،

 

فقلت: يا أبت، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة!

 

فقال: يا بني، لا ترى مثله أبدا ..

 

ومن روائع سلوكياته أنه لا يقبل الهدية من ولاة الأمر حيث صرح مرارا وتكرارا في مجالسه أنه اذا دخلت الهدية من الباب خرجت العدالة من النافذة. وقد رفض ولاية مصر بعد أن عرضها عليه الخليفة ابو جعفر العباسي.

 

محنة الفقيه الليث بن سعد يصورها لنا فقيه الشوافع محمد بن إدريس. بعد أن قال: الليث بن سعد أفقه من مالك. ( إلا أن أصحابه لم يقوموا به ) فهذه هي نكبته.

 

كانت في طلبته وإتباعه وتلامذته حيث أن أكابر طلبته لم يقوموا وما يملي عليهم الواجب وحق الأستاذية فلم يدونوا آراءه الفقهية وحديثه ولم يحفظوا أثره وبالتالي لا مدرسة له. وزالت أفكاره سريعا بعد وفاته حتى ضاعت آراءه في زحمة التاريخ .

 

خلافا لما كان يفعله أتباع وطلبة مالك بن أنس إذ كان دأبهم حفظ آراء فقيه المدينة ونشرها بين الآفاق.

 

اجل: من لا يجد له طلبة وأتباع يؤمنون بمخرجات أفكاره فمن المؤسف والتضحية بالغالي والنفيس في غير مكانه أو أوانه ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات