آخر الأخبار

ضرورة لقاح الأنفلونزا

 

 


 

د. محمد إبراهيم بسيوني

 

 

تكثر نزلات البرد أو ما يعرف بالانفلونزا أو الزكام هذه الأيام، مع ما يصحبها عادة من أعراض كالصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف واحتقانه والعطاس المتكرر.

 

الزكام ليس مرضا في حد ذاته، ولكنه مجموعة من الأعراض تحدث نتيجة الإصابة بفيروس الانفلونزا ويصعب تحديد متى وكيف وصل إلى الجسم، فهو ينتقل عن طريق استنشاق هواء ملوث من سعال أو عطاس شخص مصاب أو حتى أحيانا بالحديث معه، كما ينتقل بمشاركة الأشياء الملوثة كالمناشف والأكواب وغيرها، كما أن له القدرة على أن ينتقل عند لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، وسبب زيادة انتشاره في الأجواء الباردة، هو أن التعرض للبرودة يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجهاز التنفسي، ما يضعف القدرة الدفاعية له ويضعف استجابة الجهاز المناعي.

 

 

والعلاجات تقلل من شدة الأعراض المصاحبة، بل من مدة الإصابة والأهم من ذلك كله أنه يحد بل يوقف إمكانية انتقال هذه الإصابة إلى ما هو أشد كالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي. وحيث إن الوقاية خير من العلاج، فإنه من الأهمية بمكان أن يتخذ الشخص خطوات الوقاية من الإصابة بنزلات البرد، وذلك باتباع نظام غذائي صحي يشتمل على الفواكه والخضراوات المحتوية على العناصر الغذائية الأساسية التي تقوي الجهاز المناعي وتزيد قدرة الجسم على مقاومة الإصابة بالعدوى، وكثرة تناول المشروبات العشبية الصحية كالزنجبيل والقرفة واليانسون ونحوها، كما يلزم تجنب ملامسة العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين، حيث إن غسلهما باستمرار يحد كثيرا من الإصابة بالعدوى، كما أنه من المهم أخذ قدر كاف من النوم وتجنب السهر وممارسة الرياضة بشكل يومي. دراسة علمية أجريت في اليابان أثبتت أن الغرغرة بماء دافئ ثلاث مرات يوميا يقلل فرصة الإصابة بنزلات البرد تصل إلى 36 في المائة. وينصح المختصون كذلك بالإكثار من شرب الماء والسوائل الدافئة عموما، وكذلك الحرص على تجنب التوتر في الحياة ما أمكن ذلك، لأن التوتر من الأمور التي تسهم في إضعاف الجهاز المناعي، وبالتالي تتيح الفرصة للفيروسات مهاجمة الجسم بشكل أسرع.

 

 

التطعيم ضد الإنفلونزا مهم للحد من الإنفلونزا لأنه يمكن أن يساعد في تقليل التأثير العام لأمراض الجهاز التنفسي على الأشخاص وبالتالي تقليل العبء على نظام الرعاية الصحية وبخاصة المستشفيات أثناء جائحة كوفيد-19. ويوصى بالتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق (مع استثناءات نادرة) لأنه وسيلة فعالة لتقليل أمراض الإنفلونزا، والحاجة الى دخول المستشفيات، والوفيات.

 

خلال جائحة كوفيد-19، يعد تقليل العبء الإجمالي لأمراض الجهاز التنفسي أمرًا مهمًا لحماية نظام الرعاية الصحية وبالتالي حماية الفئات من السكان الاكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالأمراض الشديدة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات