خاص
: رسالة النيل
فى ذكرى
انتصار الثورة الإسلامية، وتأسيس الجمهورية الإسلامية توجهة " رسالة
النيل" إلى رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة عناية السفير ناصر
كنعانى بالحوار حول عدد من الأسئلة التى تشغل الرأي العام المصرى والمتابع العربى حول
الجمهورية الإسلامية والثورة وأهدافها واهم تحدياتها فى هذه المرحلة .
وكنعانى
هو دبلوماسى مخضرم وتولى مناصب دبلوماسية عديدة، فعمل كنائب مساعد لوزير الخارجية
الإيرانية لشئون العراق، وتولى رئاسة لجنة العراق فى وزارة الخارجية، وبعد ذلك
تولى منصب قائم بأعمال السفير الإيراني في الأردن، كما أنه يتحدث العربية بطلاقة..
الإضافة لحبه الشديد للمصر وللمجتمع المصرى والذى لمسناه من خلال الحوار الذى امتد
لوقت طويل والذى نعرض منه أولى حلقاته ....
رسالة النيل : لماذا نقول الجمهورية الإسلامية
الإيرانية وليس الجمهورية الإيرانية؟
كنعانى: يرجع وصف إسلامية الجمهورية في إيران إلى
ماهية النظام والرؤى والأهداف الخاص بمؤسسها الإمام الخميني رضي الله عنه ورأي
الشعب أيضًا، فقد كانت الحركة الأولى للإمام ضد نظام الشاه مبنية على أسس الإسلام
والدعم الشعبي منها، كما كان مؤسس الثورة في إيران هو عالم ديني وفقيه مقاوم ومرجع
تقليد كبير وقد أسس حركته الثورية ضد النظام الشاهنشاهي الذي كان حاكمًا في إيران
وتابعًا لأمريكا وإسرائيل على الإسلام والرضا الإلهي والحجة الشرعية، كما تحدث الإمام
في خطبته المشهورة والهامة والمفصلية بتاريخ 4 يونيو/ حزيران 1963م قائلًا: "اليوم
قد أخبروني باستدعاء بعض أهل المنابر (علماء الدين) إلى مبنى الأمن وقالوا لهم
عليكم بالابتعاد عن ثلاثة أشياء، وقولوا ما يحلو لكم، الأمر الأول هو ألا تذكروا
الشاه والثاني ألا تذكروا إسرائيل والثالث ألا تقولوا أن الدين في خطر. لا تذكروا
هذه الثلاثة وقولوا ما يحلوا لكم! حسنًا! لو نحينا هذه الثلاثة جانبًا، فعن أي شيء
نتحدث؟! كل ما نعاني منه بسبب هذه الثلاثة."
السبب الآخر لإسلامية
الجمهورية في إيران هو اختيار الشعب المستلهم من أفكار مؤسس الثورة، حيث أن الإمام
وفي بعض تصريحاته الإعلامية قبل انتصار الثورة قد قال أن النظام الذي يسعى إليه
والذي سيكون بديلًا للنظام السلطوي هو الجمهورية الإسلامية، لذا فقد تحول هذا
الأمر إلى شعار الشعب في المظاهرات العامة "الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية."
وبعد انتصار الثورة مباشرة أكد الإمام على ضرورة تحديد نوع النظام السياسي سريعًا،
لأنه كان قد تم طرح عدة رؤى مختلفة حول تسمية النظام الجديد، وكان الإمام يقول أن
رأيه هو "الجمهورية الإسلامية، لا كلمة أقل ولا كلمة أكثر"، ولكن يجب أن
يعلن الشعب رأيه حول هذا الأمر.
لذا وفي حركة
ديمقراطية، تم طرح هذا العنوان للاستفتاء الشعبي وصوت أكثر من 98% من المشاركين في
الاستفتاء لعنوان "الجمهورية الإسلامية، وتم تسمية هذا اليوم (1 أبريل/ نيسان
1979م) بيوم الجمهورية الإسلامية.
لذا فإن إسلامية
النظام يرجع إلى كون الشعب الإيراني مسلمًا والأهداف والعقائد الخاصة بمؤسس وباني
الثورة واختيار الشعب أيضًا، وعلى هذا الأساس فهو متسق ومتطابق مع الدستور
الإيراني وهو الدستور الذي حصل على موافقة الشعب الإيراني أيضًا، الإسلام هو مصدر
التشريع في إيران ويجب ألا يتم تشريع قانون مخالف ومناقض لأسس الدين الإسلامي
المبين، كما أن الإشراف على القوانين والقرارات التي يصدرها البرلمان الإيراني من
حيث كونها متسقة مع أحكام الإسلام أم لا يقع على عاتق مجلس يُسمى مجلس صيانة
الدستور.
وقال الإمام الخميني
في إحدى مقابلاته: "نحن نريد الجمهورية الإسلامية، جمهورية تعني هيكلية وشكل
الحكومة، وإسلامية يعني القوانين الإلهية هي مضمون هذا الهيكل".
وأما بالنسبة لنوع
نظام الحكم، تقول المادة الأولى في الدستور الإيراني:
"نظام الحكم في
إيران جمهوري إسلامي، صادق عليه الشعب الإيراني بأكثرية 98.2 %ممن كان لهم الحق في
التصويت، في استفتاء عام أجري في 11 و12 من شهر فروردين سنة 1358 هـ. ش، الموافق 1
و2 جمادى الأولى سنة 1399 هجرية قمرية (29 و30 أذار/مارس 1979)ـ وقد شارك الشعب في
هذا الاستفتاء انطلاقاً من إيمانه الراسخ بحكم القرآن العادل الحق، بعد ثورته
الإسلامية المظفرة بقيادة المرجع الديني الكبير "آية الله العظمى الإمام
الخميني".لذلك فإن الطبيعة الإسلامية للنظام الجمهوري في إيران أمر أراده
مؤسس الثورة وأيده الشعب، وتم إقرار به فی الدستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية
الذي أقره الشعب.
0 تعليقات