آخر الأخبار

دولة خزاريا اليهودية الخفية

 






 

للكاتبة الروسية / تاتيانا غراتشوفا

 

 

 

 

ماهي دولة خزاريا ؟

 

هي دولة أسسها الخزر على شواطئ بحر قزوين في منطقة دلتا نهر الفولغا ، تمتدت من جبال القوقاز حتى ضفاف الفولغا ، والخزر هم قبائل تركية الأصل تمركزوا في تلك المنطقة من آسيا الوسطى، وفي العام ٨٠٢ ميلادي حضر إلى خزاريا من إيران عدد من التجار اليهود بزعامة الحاخام ( عبادي ) بعد اندلاع ثورة ضدهم ، ونجح الحاخام في إقناع حاكم الخزر الذي كان يطلق عليه لقب ( الخاقان ) باعتناق اليهودية وجعلها الدين الرسمي للبلاد ، بعد ان كاد الحاكم ان يعتنق إحدى الديانتين المسيحية أو الإسلامية بحكم أنهما الأكثر انتشارا في المنطقة .

 

تلك المجموعة من التجار وعلى رأسهم الحاخام اقنعوا الخاقان ان اعتناق الإسلام يعني تبعيته للدولة العباسية في العراق ، أما اعتناقه المسيحية فسيؤدي الى تبعيته للقيصر البيزنطي في القسطنطينية وذلك على عكس اعتناق اليهودية إذ سيبقى مستقلا دون تبعيته لأي كان .

 

بعد ان أعلنت اليهودية الديانة الرسمية للبلاد رفض الحاخام اعتناق جميع سكان خزاريا الديانة اليهودية وجعلها حكرا على طبقة النبلاء من كبار التجار وقادة الجيش ووجهاء القوم ، وعندما استتب الأمر لهم شكلوا مجلسا استشاريا للخاقان كان بمثابة سلطة تشريعية وتنفيذية في البلاد يرأسه أحد أفراد الجالية اليهودية القادمة من إيران ليتحول الخاقان الى العوبة بأيدي اليهود الغرباء عن المجتمع الخزري .

 

ويذكر العالم السوفييتي ( ليف غوميلوف ) في كتابه ( اكتشاف خازاريا ) ان اليهود حكموا البلاد بطريقة ديكتاتورية قمعية لم يعرف التاريخ لها مثيل ، فقمعوا بشدة ودموية ووحشية أي ثورة شعبية مطالبه بالحد من هيمنة اليهود الإجانب .

 

ومع الزمن تكون في خازاريا مجتمع مؤلف من عدة طبقات :

 

١ - الطبقة الأولى : وهي الطبقة الحاكمة من اليهود الإيرانيين الغرباء إضافة الى الخاقان وحاشيته .

 

٢ - الطبقة الثانية : وهم اليهود الذين ولدوا من أم يهودية إيرانية وأب خزري ، واعتبروا يهودا وشكلوا طبقة كبار ضباط الجيش وكبار موظفي الدولة .

 

٣ - الطبقة الثالثة : وهم الأشخاص الذين ينتمون لأب يهودي وأم خزرية، اعتبروا يهودا من الطبقة الثانية أو أنصاف يهود، وعملوا أيضا في الجيش كضباط ميدانيين صغار وشغلوا الوظائف الحكومية المتواضعة .

٤ - الطبقة الرابعة : هم عامة الشعب الخزري أو المقيمون فيها من جنسيات وعرقيات اخرى من غير اليهود ، منهم المسلمون والمسيحيون الشرقيون والوثنيون .

 

ويؤكد العالم السوفييتي غوميلوف أن اليهود الأجانب استطاعوا قبض سيطرتهم وبسط حكمهم على تلك الدولة بتأجيج الخلافات الدينية والعرقية بين الشعوب المختلفة بين الفترة والاخرى .

 

كان موقع خزاريا استراتيجيا على ضفاف بحر قزوين وضفاف نهر الفولغا وهي الطريق التي تصل سيبيريا والصين بآسبا الوسطى وبالشرق العربي الاسلامي أي الدولة العباسبة من جهة وبيزنطة أي آسبا الوسطى واوربا الشرقية من جهة اخرى ، الامر الذي سهل عملية السيطرة على طريق تجارتي الحرير من الصين والفرو من سيبيريا ، إذ كان حكامها اليهود يجبون ضريبة مرور من كل قافلة تمر عبرها مقابل حماية القوافل من هجمات اللصوص والقبائل البدائية المتوحشة التي كانت تعيش على حوض الفولغا وفي جبال القوقاز .

 

وبفضل أموال تلك الضرائب استطاع حكام خازاريا من اليهود الأجانب جمع أموال طائلة من الذهب ، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى هاجمها الروس في العام ٩٦٥ م بقيادة اميرهم ( سفيتيلاف ) من البر ، وعبر نهر الفولغا على متن سفن صغيرة وسريعة ، وفور احتلالهم لمدينة ( ايتيل ) عاصمة خزاريا نهبها الروس وسبوا أهلها ونقلوهم الى اوروبا الشرقية والوسطى ، ليظهر بذلك اليهود في اوروبا في بولونيا وهنغاريا بداية ومنها الى ألمانيا وسائر دول اوروبا الشرقية والوسطى . والذين اطلقوا على انفسهم فيما بعد يهود الاشكيناز أي الغربيين .

 

لكن اللافت في الأمر أن يهود الطبقة الحاكمة في خازاريا اختفوا منها مع أموالهم وذهبهم قبيل سقوطها ، وتقول المراجع الروسية القديمة إن الروس عندما دخلوا مدينة ( ايتيل ) العاصمة لم يجدوا فيها أحدا من حكامها او شيئا من الخزينة .

 

اما الطبقة الثانية من سكان خازاريا فسمحت لهم إمكانياتهم المادية ان يعيشوا ويندمجوا في المجتمعات الاوروبية بعد اعتناق كثير منهم المسيحية ظاهريا ، فيما الطبقة الثالثة من يهود خازاريا فقد رفضهم الاوروبيون بسبب فقرهم وجهلهم وعدم الحاجه لهم ما ادى الى عيشهم في مجمعات وأحياء خاصة بهم .

 

كان يهود تلك الطبقة لا يتزوجون إلا من بعضهم البعض ولم يسمح لهم بدخول المدن الاوروبية الكبرى بل اقيمت بحقهم مذابح عدة بعد ان ثارت الشعوب ضدهم بسبب سمسرتهم واعمالهم الدنيئة ، وتلك الطبقة بالتحديد هي التي عملت الحركة الصهيونية على تهجيرها الى فلسطين على اعتبارهم أبناء صهيون وشعب الله المختار رغم أنهم لا يمتون لبني اسرائيل بأية صلة عرقية او جنسية او لغوية مطلقا فقط كونهم يهود .

 

تسلط تاتيانا غراتشوفا في كتابها ( خزاريا الخفية ) الضوء على الطبقة الحاكمة فيها معتمدة على مراجع تاريخية تؤكد أن تلك الطبقة غادرت خزاريا بأموالها وذهبها الى البندقية وسردينيا عبر بيزنطة حيث أنشؤوا شركات تجارية بحرية هيمنت على التجارة في البحر الأبيض المتوسط وضاعفوا عبرها ثرواتهم ثم انتقلوا بعدها الى اسبانيا ودعموا الأمراء الاسبان ماديا في حروبهم ضد المسلمين في الأندلس ثم دعموا ماديا البحارة الاسبان والبرتغاليين في رحلاتهم البحرية ، وتقول غراتشوفا : إن تلك المجموعة من اليهود كان لها نفوذ سري واسع في اسبانيا رغم المحاكمات الدينية المرعبة التي جرت بحق المسلمين واليهود .

 

وبعد ضعف اسبانيا وبزوغ فجر انكلترا كدولة مهيمنه على التجارة الدولية انتقلت تلك المجموعة إليها وأسست بنك انكلترا المركزي والذي جمع فيه معظم احتياط العالم من الذهب وسيطروا عليه .

 

وفي اواسط القرن التاسع عشر ركزت تلك المجموعة نشاطها على الولايات المتحدة الأمريكية ثم نقلت اموالها إليها في أوائل القرن العشرين وأسست الخزينة المركزية الفيدرالية الأمريكية تحت إدارتها وليس تحت إدارة الدولة وتؤكد غراتشوفا في كتابها ان أي رئيس أمريكي حاول إعادتها الى يد الدولة اغتيل أو عزل عن الحكم ، ثم عملوا فيما بعد على تأسيس الحكومة العالمية السرية التي تحكم العالم حاليا .

 

وتشرح المؤلفة في كتابها مستندة الى وثائق تاريخية وملفات رفعت عنها السرية كيف عمل أحفاد حكام خزاريا على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ودعوا الى تأسيس وطن قومي صهيوني في فلسطين ، وكيف اشتروا قادة الدول الكبرى حينها للموافقة على نقل اليهود من اوروبا الى فلسطين ، كما تذكر في الكتاب كيف تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا ومولت حركة هتلر الانتخابية واوصلته الى الحكم عام ١٩٣٣ م ، وتذكر الكاتبة حقائق تؤكد دفعهم الاموال للفاشيين ليقوموا بمجازر ضد اليهود ( الذين ليسوا يهودا حقيقيين بمفهومهم إنما هم من أم خزرية وأب يهودي ) في أوروبا لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين ووثقت غراتشوفا جميع تلك المعلومات بمصادر تاريخية مع تسمية الأشخاص الذين نسقوا بين جميع الجهات .

 

غراتشوفا تذكر في كتابها ان الولايات المتحدة الامريكية هي دولة خزاريا الثانية المخفية ويحكمها سرا أحفاد اولئك اليهود وتتعدد الأساليب التي يستخدمها احفادهم حاليا لإخضاع الحكومات والدول التي ترفض ان تكون جزءا من امبراطوريتهم العالمية ، فتدأب تلك الفئة على إغراء الدول بمشاريع اقتصادية ضخمة تستوعب أموالا طائلة يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولي التابع للخزينة الفيدرالية الأمريكية ، وفي حال استقراض أي دولة من الصندوق المذكور يعني تبعيتها الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية ودخولها في الامبراطورية العالمية بحسب غراتشوفا .

 

اما إذا رفض قادة الدول الانزلاق وراء تلك العروض فتشن عليهم حملات تشويه إعلامية وتلجأ الى الاسلوب الاخطر وهو تدمير المجتمعات بنشر الدعارة والمخدرات والعادات السيئة او تدمير الحضارات بالعمل على محو الثقافة الوطنية للشعوب مما يؤدي الى انهيارها فكريا وثقافيا وبالتالي تسهل السيطرة عليها وضمها الى الامبراطورية الدولية ، وقد حقق احفاد حكام خزاريا اليهود أهدافهم في تدمير وانهيار العديد من الدول والسيطرة عليها اقتصاديا وثقافيا وعسكريا وفكريا وخاصة في منطقةالشرق الاوسط والمشرق العربي ، ، ،

....

وهي باحثة ومحللة سياسية ومسؤولة قسم الأبحاث السياسية في أكاديمية العلوم العسكرية التابعة لقيادة الأركان العامة في الجيش الروسي ، وباحثة في مركز العلوم العسكرية التابع لقيادة الأركان ، حازت على شهادة الدكتوراه من أكاديمية قيادة الاركان في العلوم العسكرية ، مختصة بالأمن القومي لها العديد من المقالات والكتب حول الأمن القومي الروسي وكيفية تطويره بما يتناسب مع التهديدات الخارجية والداخلية وتغيراتها وتطوراتها ،،

 

إرسال تعليق

0 تعليقات