آخر الأخبار

فقه اللحوم .. (١)

 

 

 


علي الأصولي

 

كثيرا هي الموارد القرآنية التي ذكرت فيها مفردة أو مفردات اللحم ومشتقاته من قبيل - لن ينال الله لحومها –

 

وقد ورد في الأحاديث جملة من النصوص حاثة على اكل اللحم من جهة ومنبهة وعدم تركه من جهة أخرى. فضلا عن تفصيل بعض اللحوم على بعضها الآخر من قبيل لحم الضأن والطيور ونحو ذلك مما هو مذكور في محله.

 

الاستحباب قام على اختيار اللحم على جميع الادام والطعام ففي صحيحة الرضا(ع) بإسناده عن أبائه (ع) قال قال رسول الله(ص) سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم. وهناك جملة من الأحاديث ذكرت فوائد اللحم من قبل القوة البدنية وبناء الجسم ونحو ذلك. بل قراءنا في بعض النصوص وعدم ترك اللحم محذرة وبشدة على ما في بعض طوائف الراويات وعدم عبور السقف النهائي لترك اللحم بمقدار أربعين يوما.

 

من قبيل ما ورد عن الصادق (ع) قال: اللحم من اللحم ومن تركه أربعين يوما ساء خلقه كلوه فإنه يزيد في السمع والبصر .

 

وعن الإمام الكاظم (ع) من لم يأكل اللحم أربعين يوما تغير خلقه وبدنه.

 

بالنتيجة: إذن لابد من أكل اللحم بفترة اقل من أربعين يوما ولكن هل يفضل الإكثار من اللحم ؟ يمكن أن يقال إذا راعى الإنسان الشروط لابأس بذلك بل ربما يكون هو المطلوب حيث اشرنا في بعض أجزاء السلسلة إلى أن اللحم كان يحبه أهل البيت (ع)..

نعم قد يقال: أنه قد روي عن عبد الرحمن العزرمي عن الإمام الصادق(ع) قال: كان علي(ع) يكره إدمان اللحم ويقول : إن له ضراوة كضراوة الخمر .

 

إلا أن هذه الرواية أوردها العلامة المجلسي في البحار من كتاب المحاسن ثم علق عليها أولا: بين ان معنى الضراوة الاعتياد حيث نقل كلمات أهل اللغة فيها وان كيف ان مدمن الخمر يصعب ان يتركه كذلك مدمن اللحم ثم علق قائلا : وأقول: كأن هذه الأخبار محمولة على التقية لأنها موافقة لإخبار المخالفين وطريقة صوفيتهم.

 

بل توجد بعض الروايات وهذا المعنى وان كان في بعضها نقاش سندي أو بعضها متني والتحقيق يحتاج إلى مزيد من المؤونة على ما أفاد بعضهم. ولكن يمكن اللجوء إلى قول الخبراء. خبراء الطب والتغذية والاستماع إلى قولهم الفصل في الإكثار من عدمه وعليه يدور الحكم الشرعي وجودا وعدما.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات