عادل عصمت
• حسب المفكر المغربى عبدالله العروى فإن إعجاز التنزيل الحكيم،
يتحقق ببساطة فى كون لغته عربية، لكنها فى الوقت نفسه لا تشبه أية لغة عربية أخرى
على مر العصور.
• فاستخدام الله جلت قدرته للغة العربية مختلفًا ودقيقًا وبليغًا،
وتوظيفه للألفاظ كان معجزًا ومغايرًا حصرًا. ولقد ضبط الكتاب اللغة العربية بشكل
معجز وبين الفروقات بين مانظنه ترادفا وتشابها، فجاء في لغة الكتاب : الوالد غير الأب، والزوج غير البعل، والروح ليست
هي النفس، والعرش ليس هو الكرسي، والوفاة غير الموت، والصلاة ليست إقامة الصلاة .
• كما أن التنزيل الحكيم جاء بمعاني جديدة للألفاظ بمعان ومدلولات
لم تألفها من قبل ولم تستخدم سلفا فى لسان العرب، معتمدا على إدخالها في سياقات
متعددة وعديدة، ونظم مختلف ومغاير فى كل مرة يغير من خلاله معنى اللفظ الواحد
ومدلولاته تماما، وهو ما لم يدركه المفسرون العرب وكل من تعاملوا مع كتاب الله
معجزة الرسول الحصرية، دون الدقة المتناهية التى يتطلبها الكتاب، ووفق الترادف
الذى أطاح بدقته، وضرب تمايزاته وتنوعات ألفاظه وتنوعات معانيها فى مقتل، فلم
يدركوا المحكم والمتشابه والمحكم وتفصيله، كما لم يدركوا الفرق بين الديني
والتاريخي ولم يفصلوا بين مقام النبوة البشري ومقام الرسالة الديني المعصوم الأسوة
لم يفصلوا بين الكتاب والقرآن والإسلام والإيمان كما تعاملوا مع آيات قصه النبي
وقومه علي أنها جزء من الرسالة من الدين .
• وسوف نحاول اليوم أن نجمع خطوات أو أركان نظرية معرفية منضبطة
وعلمية لأول مرة تاريخيًا للتعامل مع آيات الذكر الحكيم، مع أى آية يراد تفسيرها
أو فهم مقصدها، وسوف نلزم أنفسنا بها ونأمل أن يلتزم بها غيرنا عندما يتعامل مع
آيات التنزيل الحكيم وتتكون النظرية المقترحة وفقا لمنهج مفكرنا الراحل العظيم،
الدكتور محمد شحرور من ١٥ خطوة ولكن قبل الولوج إلى تلك الخطوات علينا ان نؤكد
أننا سننطلق و سنسير مسترشدين بمنهاج وطريقه المفكر السورى الراحل العظيم الدكتور
محمد شحرور وماجاء بكتبه العشرة..
وعليه علينا أن ندرك الآتي:
• أولا: ضرورة الإقرار بأن كتاب الله مختلف عند الكتب البشرية وان
"عربية" العرب تختلف عن "عربية" القرآن الكريم ..
· ثانيا"
:لايفسر من خارجه أبدا، وإنما من داخله فقط وحصرا، وعبر تقاطع آياته مع بعضها
البعض وأنه حجة على قواعد اللغة التي وضعها سيبويه وليس العكس.
• ثالثا ": إدراك الفرق بين استخدام البشر للغة العربية بشكل
غير دقيق ومترادف ، واستخدام الله المعجز للغة، فمن الخطأ والخطر التعامل مع معانى
الألفاظ فى التنزيل الحكيم وفقا لمقاصدنا نحن، أو وفقا لمعانيها فى المعجم أو فى
لسان العرب، لأن توظيف الله (للفظ) مختلفا تماما ومعجز ودقيق ومبدع وثرى، ومتجاوز
لمقاصد البشر، وهنا يجب إدراك فضل القرآن على اللغة العربية التى زاد ألفاظها ثراء
وغنى وتوظيفًا واستخدامًا. ودقه بالغه .
• رابعا ": الإقرار بأن الله تعهد ببيانه أى (ذكره)، كما تعهد
بتفصيل كل شىء فيه قال تعالى {ثم إنا علينا بيانه} (١٩) القيامة، وقال أيضًا {الر
كتاب أحكمت آياته ثم فصلت} (١) هود، وقال كذلك {هو الذى أنزل لكم الكتاب مفصلًا}
(١١٤) الأنعام، وأكد سبحانه {وكل شىء فصلناه تفصيلا} (١٢) الإسراء، وأشار إلى أنه
{قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون}(١٢٦) الأنعام، {وتفصيل كل شيء} (١١١) يوسف.
قال تعالي ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) ( الأنعام)
وقال تعالي ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (19) القيامة
وقال تعالي ( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) (يوسف) 111
*خامسا" : التأكيد علي خطورة (الاجتزاء) للآيات وخطورة
(الاستقسام) للآيات وخطورة إهمالنا للسياق العام الذي وردت ضمنه الاية التي نحن
بصددها يضيع المعنى تماما ويغير المراد منها تماما .
*سادسا" : التذكير بأهمية الانقطاع التام مع المعنى والتفسير
القديم السابق وإفراغ عقلك منه.
·
سابعا" :إدراك أنه كلما زاد المبنى زاد المعنى، أى
كلما زاد اللفظ حرفا تغير المعنى المقصود ودلالاته.
ثامنا ": إدراك أنه ليس فى القرآن حشو أو استعراض؛ فهذا سلوك
المؤلف من البشر أما الله فلا .
·
تاسعا" : إدراك أن الإسلام غير الإيمان وان الدين
واحد، والشرائع (الطرق الى الدين) متعددة.
وإدراك الفرق بين الإسلام (كل أهل الكتاب) وبين الإيمان بالرسالة الخاتمة.
*عاشرا" : ضرورة التفريق بين مقام النبوة البشري ومقام الرسالة
الالهى
* حادي عشر : ان العبادة فى الصراط المستقيم والالتزام بمحرماته العشرة
* ثانى عشر : ضرورة إدراك الفرق بين محرمات الإسلام العام الدين
ومحرمات الشريعة المحمدية
*ثالث عشر : الإقرار بأن الله هو وحده الذي له سلطه تحديد الحرام
وان المحرمات أبديه ولايمكن زيادتها محرما واحدة.
* رابع عشر : أن النسخ فى المقصود الإلهي معناه (إلغاء أو تطوير أو
تكرار حكم من أحكامه التى جاءت فى الشرائع السابقة)، وأن هذا يكون من شريعة سماوية
إلى شريعة سماوية أخرى من شريعة سيدنا موسى إلى شريعة سيدنا محمد مثلا. ولا يكون
داخل الشريعة نفسها وهنا لا بد من الإلمام بالأحكام التى جاءت فى التوراة وحصرها،
فالإعدامات فيها على سبيل المثال ١٦، بينما فى شريعة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
إعدام واحد فقط فى القصاص، فحد الزنى فى التوراة الرجم حتى الموت، وفى القرآن
الجلد (١٠٠) جلدة، واللواط وعقوق الوالدين إعدام فى شريعة سيدنا موسى ونسخها الله
فى شريعة سيدنا محمد فألغى الإعدام فى عقوق الوالدين وجعل الإيذاء عقوبة اللواط
وهكذا...
* خامس عشر : الانطلاق من القواعد التي وضعها ثعلب النحوي ثم أبو
علي الفارسى وتلاميذه ابن جني و عبد القاهر الجرجاني في كتبهم وفي مقدمتها ان
ماتظنه مترادفا هو متباين ومختلف (ثعلب) ان اللغة لم توجد مكتملة (ابن جنى) وان اللغة
ارتبطت بالتفكير الإنساني وأنها تطورة بتطوره وعليه لايمكن فهم أو تفسير أي أيه
علي نحو لايقتضيه العقل وان المتكلم عندما يكلم السامع لايقصد إفهامه معاني الألفاظ
المجردة إنما هو النظم والسياق الذي يحدد المعني، (الجرجانى) وعليه لايمكن إهمال
النظم والسياق أبدا وعلينا الا ننسي ماقاله ثعلب النحوي ( ان مانظنه ترادفا هو في الأصل
تباينا) وعلينا ان نستعين ونتوسل بمعجم مقاييس اللغة لابن فارس
و الانطلاق من قاعدة (اللاترادف)، أى أن لكل لفظ فى القرآن معناه
المخصوص؛ فالكتاب دقيق للغاية، فالإسلام غير الإيمان، والمسلم غير المؤمن، والنبى
غير الرسول، والمشرك غير الكافر غير المجرم، والوالد غير الأب، والذنب غير السيئة،
والقسط غير العدل، أى ضرورة إدراك أنه ليست هناك مترادفات. حيث بدأت مدرسه
"اللاترادف" في التعامل مع اللغة العربية في القرن الثالث الهجري ومن
أشهر روادها ابو علي الفارسي ، ثم تلاميذه ابن جني ، وعبد القاهر الجرجاني ومن
روادها حديثاً الدكتور جعفر دك الباب السوري الجنسية.
• أما عن القواعد والأسس المنهجية لمدرسه (اللاترادف) في اللغة العربية
فهي تتمركز في التالي :-
· القاعدة الأولي
: والتي عبر عنها عبد القاهر الجرجاني بقوله: "عندما يخاطب المتكلم السامع لا
يقصد إفهامه معاني الكلمات المفردة وإنما هو النظم والسياق هو ما يحدد
المعنى" .
• وبالتالي لا يمكن إهمال السياق في فهم المعني ابداً ، فالمفردة
الواحدة قد تحمل أكثر من معنى ،،،، والسياق وحده الذي جاءت فيه هو ما يحدد معناها.
•فعندما يقول المتكلم ( قطعت الشرطة الطريق ) فهو لايقصد إفهام
المستمع معني كل لفظ من الألفاظ الثلاثة علي حده ( قطع) ، ( الشرطة ) ، ( الطريق )
إنما يقصد ان يخبره بخبر (منع السير) .
• إذن هو النظم والسياق الذي يظهر المعني المراد ، وعندما يقول
تعالي( تقطعوا أرحامكم) فلا يكون مقصودا ساعتها معني كل لفظ علي حده ( قطع ) أو (
رحم ) ، فإن النظم والسياق معناه (هجر الأقارب وعدم برهم).
· القاعدة الثانية
من قواعد مدرسه اللاترادف ، والتي وضعها الجرجاني أن اللغة مرتبطة بالتفكير
الإنساني ومن هنا تمت صياغة القاعدة الأكثر أهميه انه "لايمكن أن يفهم نص
لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل" .
•وبالتالي فإن المعاني اللغوية لا يمكن أن تكون بمعزل عن المنطق
والعقل .
• فلايجوز وأنت تقرأ القرآن الكريم مثلاً أن تتعامل دائما ًمع لفظه
( نساء) كلما صادفتك علي أنها (جمع امرأه) ، أو تتعامل مع لفظه ( رجال ) كلما
قابلتها وظهرت أمامك علي أنها (جمع ذكور بالغين ).
• لابد ان يكون التفسير والمعني منطقي يقبله العقل ، فلايجوز أبدا
ان نعتبر كلمة (نساء) في الآية التالية (جمع امرأه) هذا غير منطقي وغير عقلي وغير
مقبول وغير مفهوم وغير متسق اي مجرد عبث ، قال تعالي { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
الشَّهَوَاتِ مِنَ (النِّسَاءِ) وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ
ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}
(14)ال عمران.
فالآية تقول زين (للناس) كل الناس والناس فيهم نساء ورجال ذكور وإناث
وأطفال وكبار .
• ولا يجوز أبدا ان نعتبر ان كلمة رجال تعني جمع ذكور بالغين في
هذه الآية بل تعني ذكور وإناث مترجلين أي يمشون علي أرجلهم ( وَأَذِّن فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن
كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج
* القاعدة الثالثة من قواعد مدرسه اللاترادف أن أي زيادة في اللفظ
تتبعها زيادة في المعنى فلا يوجد في النص القرآني أي إطناب أو حشو أو تكرار.وبناء
على هذه القواعد فعندما يقول تعالي أَبْنَائِكُمُ (الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ)
، ولان المبني قد ذاد ( الذين من أصلابكم ) فإن المعني بالتبعية قد زاد أيضا
وفهمنا ان هناك أبناء لنا ليسوا من أصلابنا ( اي بالتبني).
* سادس عشر : ضرورة الإدراك ان لكل محكم تفصيله فنقول هذه آيات
الصيام كمحكم وهذه آيات تفصيل الصيام أو هذه آيات تفصيل الإقساط في اليتامي أو
تفصيل الحج أو تفصيل بر الوالدين وان نميز بين محكم الدين ومحكم الشريعة المحمدية .
* سابع عشر :ضرورة الإقرار بأن الكتاب له نظامه المعرفي المنضبط
الخاص به فعندما يسمي كيانا ما قرية أو يطلق تعبير مدينه فإنه لاينطلق من معاييرنا
البشرية الحكومية في تسميه الأشياء.
* ثامن عشر : ضرورة إدراك أن هناك مايسمى بالمعنى المعجمى للفظ
والمعنى السياقى للفظ أو قل إن شئت المعانى السياقيه للفظ الواحد وهما مختلفان تماما
المعجمى والسياقى و ان للفظ فى الاستخدام الالهى أكثر من معنى وان السياق هو الحكم
الوحيد والحصري .
* تاسع عشر " إدراك مايطلق عليه المفكر السورى الكبير جورج
طرابيشى النشأه المستأنفة للإسلام، وضرورة إدراك عالمية الرسالة المحمدية وحدود
نطاقها
* عشرون : التأكيد على عدم وجود معجزات حسية يراها الناس لسيدنا
محمد وانه (ص) لم يتفرد وحده كنبى بذلك وان معجزته الحصرية هى القرآن الكريم.
· وأخيرا" إدراك
ان قواعد النحو التى وضعها سيبويه وغيره من النحاه تاليه على كتاب الله وليست
سابقه له وأنها ليست حجه عليه.
=====
• ونأتى إلى خطوات النظرية التى نحاول اجتراحها وفقا لما فهمناه
واستوعبناه من راحلنا العظيم الدكتور محمد شحرور ومنهجيته البحثية العلمية الدقيقة
:
١- لا بد أولا وقبلا من (ترتيل) جميع آيات الكتاب التى جاء بها
اللفظ المراد فهم مقصده، أى جعلها (رتلا) أى (طابورا)، قال تعالى{ورتل القرآن
ترتيلا}.
٢- قراءة واحترام السياق و(النظم) لمختلف الآيات التى رتلناها
لمعرفة المعنى المخصوص الذى يقصده الله للفظ فى كل سياق، وليس معناه فى لسان العرب
أو لغة المعجم، ويكون السياق والنظم ساعتها هو الفيصل والحكم الوحيد.
٣- دراسة الضمائر في كل آيات الكتاب والالتفت لها وتحديد المتكلم
والمخاطب فى الآية التى نحن بصددها، فهذا مهم للغاية فمثلا {إن كيدكن عظيم}، جاءت
فى القرآن على لسان العزيز وليس الله بينما {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} المتكلم
فيها الله والسياق خاص بالمؤمنين فى مواجهة الشيطان.
٤- تحديد (نوع) الآية؛ حيث إن الآيات، الآيات المحكمات/ الآيات
المتشابهات/ آيات تفصيل الكتاب/ آيات وصف الكتاب/ بخلاف السبع المثانى، قال تعالى:
{هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} (٧) آل
عمران.
٥- معرفة (مكان) الآية فى المصحف وهل جاءت ضمن الفرقان
(الصراط المستقيم) أم القرآن أم الرسالة أم السبع المثانى أم قصة
النبى وقومه، وهو ما يترتب عليه تاليا تحديد هل الآية من التاريخى أم من الدينى فى
كتاب الله؛ حيث يقتصر الدينى على (الفرقان والرسالة) فقط. راجع كتاب (الكتاب
والقرآن) للمفكر السورى الراحل محمد شحرور. طبعه 2010
٦- إدراك أهمية مواقع النجم أى مواقع (الفواصل) بين الآيات، فهى من
معجزات الكتاب وإدراك أن تحريكها يمينا أو يسارا كلمة واحدة يفسد المعنى المراد
ويغيره تماما.
٧- عدم الوقوع فى (التعضية) أى قسمة ما لا تجوز قسمته أو قطع
المعنى فيه فمثلا {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى}، وهنا لا يصح أن نقف،
بل أن نكمل لنعرف الإجابة ولا نستقسم، وإلا فهم أن الله لم يجب، وعندما نكمل الآية
{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} سنعلم أن الله أجاب بأن الروح هى علمه الواسع
الذى أتأنا منه القليل وهكذا..
٨ - اعتماد اليه تقاطع الايات مع بعضها للوصول الى معنى اللفظ
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا
يَظُنُّونَ) البقرة (78)
( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ) آل
عمران 20
0 تعليقات