سجاد الحسيني
تخيل لو شاركت القوى السياسية العراقية في البرنامج الشهير من
سيربح المليون الذي يدقمه الإعلامي اللبناني المعروف "جورج قرداحي" ماذا
سيحدث وكيف يجدون المبررات ويبتدعون الأساليب للحصول على المليون ريال سعودي
في لعبة مشابهة حدثت وتحدث على مسرح العراق وفي الناصرية تحديدا
لكن المبلغ هو "ترليون وليس مليون" مبلغ موازنة المحافظة ، ومن يمسك
بمنصب المحافظ يكون المبلغ المذكور وغيره من حصته، هذه اللعبة القذرة التي راح
ضحيتها عشرات بل مئات من الأبرياء العزل َكلفت اهالي ذيقار الكثير ولازالت تزف ذي
قار الشبان أضحية لهذا الصراع البائس!!
مايحدث في ناصرية الخير ليس مجرد تظاهرات ومشاحنات بين المتظاهرين
والقوات الأمنية كما يحاول البعض تصوير هذا المعنى وتسويقه، حقيقة مايجري هناك هو
صراع قذر وتنافس غير شريف من شلة فقدت الشرف بعد أن فقدت البصر والبصيرة فأصبح
لديهم هتك الستر وإراقة الدماء وسرقة المال العام وقطع أرزاق الناس أمر مباح وهذا
هو العمى الحقيقي الذي يناله من امتلأ قلبه ظلما وطغيانا "فهم كالأنعام بل أضل
سبيلا " كما يعبر القران الكريم،
صراع القبض على كرسي الدم في الناصرية الفيحاء يمثل قمة السفالة
والانحطاط للكتل الكبيرة والمتنفذة حتى صار بعضهم متفاخرا "بيضة القبان"
، في تمكين الحكام والسلاطين الفاسدين والبعض الآخر اتخذ من المتاجرة بدماء
الشهداء وشعار المقاومة وشاحا وستارا لأجنداتهم البذيئة وهم نفسهم متحالفين مع
قادة الإرهاب فضلا عن فرق الموت التي يغذونها لتصفي كل من يعارض أو يهدد مصالحهم
فضلا عن أذرع الإرهاب والسلوكيين الذين يتربصون الدوائر بهذه المدينة الطيبة،
ليس غريباً أن يحدث مثل هذا الصراع وان تهتك الحرمات وتقتل النفس
التي حرم الله إلا بالحق وتستباح بدم بارد مادام الخصوم لايمتلكون شرف الخصومة بل
شرف الرجولة والأخلاق،
بالأمس القريب سرق بعض المصلحين قناني "الأوكسجين" من
مستشفى الحبوبي في الناصرية ليأججو الوضع حتى حصلوا على منصب مدير الصحة!! وقبلها
جرت على أيدي مرتزقتهم حملات حرق وتخريب وفوضى كان الهدف منها الحصول على
"كرسي الدم" وكان لهم ذلك بعد دفع الفدية اذ راح ضحية الكرسي المشؤوم
شبان بعمر الورود؟!
واليوم تقف تلك الجهات بكل وقاحة أمام الأصوات التي تطالب بإقالة
المحافظ الذي وضع ليكون واجهة لفسادهم وصفقاتهم المشؤومة وهذا جزء من الحقيقة وليس
كلها!!
مشكلة ذي قار ليس بشخص محافظ معين وليس خدمات وبنى تحتية رغم انها
لم تحصل على ابسط حقوقها وشبابها يعانون من البطالة رغم أنها تطفو على بحيرة من
النفط، لكن مشكلة ذي قار الحقيقية هو لمن يكون هذا المنصب خصوصا والانتخابات
البرلمانية على الأبواب،. لذا على العقلاء في الناصرية ان يكونوا على قدر
المسؤولية ويعوا هذه اللعبة جيدا وعليهم ان يسعون جاهدين لإطفاء هذه الفتنة حتى
تحفظ دماء أبنائهم وذويهم لأنهم أمانة في أعناقكم لا في أعناق السفلة والمجرمين..
والله المستعان
سجاد الحسيني
٢٧ شباط ٢٠٢١
0 تعليقات