عز الدين البغدادي
منذ زمن بعيد كنت أتحسس مشكلة تضخم الحديث، وارتباك المنهج الموجود
في التعامل مع الحديث، وعندما قمت بتدريس علم الرجال شعرت بالاشكاليات الكثيرة
التي تعقد هذا العلم أكثر مما تحل. فكان في بالي ان اكتب كتابا في الموضوع.
مديرة مدرسة فاضلة محترمة ارسلت احدى مدرساتها التي كانت تدرس
الماجستير الي لكي أساعدها باختيار عنوان وموضوع لرسالة الماجستير في علم الحديث،
قلت لها: ماذا تريدين بالضبط؟ هلل تريدين رسالة لتمشية الحال أم رسالة متميزة؟ لم
تكن مستقرة على حال، وكانت تريد موضوعا سهلا.. في نفس الوقت بدأت كتابة كتاب
"فصل المقال في وظيفة علم الرجال" والذي مثل منهجية كاملة لهذا العلم،
وجمعت فيه من الاراء والنقاشات ما لا تجده في غيره وبتنظيم وبلغة سلسة، وخلال
شهرين عمل او اكثر بقليل تم الكتاب وكان الامر مفاجئا لي انا شخصيا قبل غيري.
والمثير للاستغراب اني اكملت الكتاب والأخت المدرسة لا زال تبحث عن
موضوع وعنوان لرسالتها!!
سألني احد طلبة العلم: ما فرق كتابك عن الكتاب الفلاني؟ فقلت له:
الكتاب الذي ذكرته جيد وانتفع به كثير من طلبة العلم، لكن الفرق الاهم هو ان
الكتاب المذكور يعطي معلومة جاهزة وحسب، اما "فصل المقال" فإنه يحرك ذهن
الطالب، وهذا اهم فرق، فضلا عن الفرق الكبير في كمية المادة العلمية بين الكتابين
كما أسلفت.
قبل سنتين اتصل بي صديقي من اهل الكوت وهو يحمل دكتوراه في
الفيزياء الا انه لديه ولعا في العلوم الشرعية، وكان قد حصل على نسخة من الكتاب،
قال لي: شيخنا عندي لكم خبر، قلت له: خيرا ان شاء الله، قال: كتابكم في علم الرجال
ذهب الى تركيا وبالتحديد الى دار الحديث المقارن في انقرة مع مجموعة من كتب الرجال
الشيعي (قبسات من علم الرجال للسيد محمد رضا السيستاني وهو كتاب ممتاز لولا ضعف
التنظيم ومباني علم الرجال للشيخ محمد سند)، وجاءني الجواب بعد فترة بأن هذا
الكتاب من أفضل ما كتب في هذا العلم، وان مدير الدار قال له: انا ألزمك بأن تأخذ
درسا عند مؤلف الكتاب.
الكتاب طبع الآن طبعة ثانية مزيدة ومنقحة وسيكون بعد أيام قليلة بإذنه
تعالى في النجف الاشرف في مكتبتي نبيل والطور.
ملاحظة: التعليقات الثلاثة الأولى من رسالة صديقنا الأستاذ من أهل
الكوت
0 تعليقات