بعد يومين من الهدوء القتال يتجدد فى مناطق الاورومو بإقليم
الامهرة, وتدخل القوات الخاصة العفرية فى ووريدا بجانب الامهرة...
إثيوبيا من الداخل ....والعلاقة مع الفشقتين
عبد القادر الحيمي
بيلاى جيلانى
اديس ستاندرد...
تجدد القتال مؤخرا فى مناطق الاورمو بإقليم امهرا وذلك بعد يومين
فقط من صدور بيان للحكومة الإقليمية للامهرة عن هدوء الاحوال واستتاب الأمن
والسلام ، الا ان التقارير اللاحقة قد أفادت باستئناف وتجدد القتال وأعمال العنف .
وكانت الأحداث اندلعت فى 19 مارس الماضى ،عندما قتل امام مسجد رميا
بالرصاص أمام مسجده فى اتاييي Ataye بواسطة قوات الامهرة الخاصة ،ثم خرجت الأحداث عن السيطرة وانفلتت،
رغم محاولات السيطرة عليها عبر كبار القوم بالمنطقة.
فى كيمسى، خلفت أعمال العنف أعداد غير معروفة من الضحايا مع خسائر
فادحة فى الممتلكات.
فى جنوب شوا ، قال ابيرا موكنن رئيس دائرة السلام والأمن : فى اتاى
ونتيجة لأعمال العنف تم حرق مسجد وكنيسة، ولا أستطيع إعطاء تفاصيل أكثر لان
التحقيقات جارية.
أصدرت حكومة اورميا الإقليمية عبر حزبها OPP, Oromia prosprety party ,والذى يتبع للحزب
الحاكم فى إثيوبيا ( الازدهار) PP, Prosprety Party, بيانا اتهم فيه ،قوات الامهرة الخاصة بالتحريض على العنف فى
المنطقة ضد الاورومو ،وشرح البيان محاولات القوات الخاصة للامهرة القاء اللوم على
أعمال العنف على OLF," جبهة تحرير
اوروميا" فى محاولة لإخفاء اعتداءاتها على مواطنى الاورومو .
من جهة أخرى اصدر حزب الامهرة بالاقليم APP( Amhara Prosprety Party,) والتابع الحزب الحاكم فى اثيوبيا بيانا
انتقد فيه..
بيان حزب الاورومو وقال انه غير مسؤول وغير منطقى , واتهم فيه
مجموعة جبهة تحرير اوروميا OLF وجناحها العسكرى Shene بزعزعة الامن والاستقرار فى اقليم الامهرة .
اكد سعيد محمد ، رئيس مكتب السياحة والثقافة فى باتى بمحافظة
ووريدا ( منطقة خاصة بالاورومو فى الامهرة) ، بوصول القتال واعمال العنف الى باتى
وكشف عن التطورات المستجدة فى ووريدا قائلا : ان حكومتى العفر والامهرة
الاقليمتيين لقد اتوا معا الى ووريدا ( محافظة للاورومو بالامهرة) بهدف القضاء
علينا وانهاء وجودنا فيها وتهجيرنا منها. واضاف كل واحد هنا يعلم ويدرك ، انخراط
قوات الامهرة الخاصة فى أعمال العنف والقتل فى جنوب شوا،ومنطقة الاورومو بالامهرة
، لكن الكل يتجاهل ان قوات العفر الخاصة متورطة بالكامل فى أعمال العنف جنبا الى
جنب مع قوات الامهرة الخاصة .واضاف: الارواح فقدت ، الممتلكات دمرت ،السكان هجروا
، وهناك 6 قرى تم تهجير سكانها وهى : قاماتو ، اونا بورانا ، كانتا هررو ،ماريتو،
ابا بييان، و قربا هورا.وواصل سعيد محمد حديثه هناك فى ووريدا 57 منزلا و5 هكتارات
بمحاصيلها تم احراقهما بالكامل.واضاف : كبار السن والنساء مع اطفالهم يملاون طرقات
ووردا هربا من العنف والقتل .وقال نحن نواجه قوتيين خاصتين مدججة بالسلاح ،
واحداهما المفترض ان توفر لنا الحماية والامن لكنها هى من تقوم بقتلنا وتهجيرنا
وتدمير وحرق ممتلكاتنا ( هذه إشارة منه لقوات الامهرة الخاصة والتى اصدرت حكومة
اقليم الامهرة عدة بيانات تقول فيها ان قوات الامهرة الخاصة ليست لاقليم الامهرة
فقط وانما لتوفير الامن والسلام لكل مواطنين اقاليم اثيوبيا / عبد القادر )
أنتهى التقرير وقد ترجمته بتصرف .
هذه هى اثيوبيا من الداخل وقد ترجمت هذا التقرير الصحفى لما يحدث
حاليا فى اوروميا من أعمال عنف وقتل وتهجير بقصد استيلاء الامهرة على الاراضى وما
يحدث أيضا حاليا فى بنى شنقول اعنف وامر ، نفس الأفراد والعقليات التى تخطط وتنفذ
الاستيلاء على الاراضى فى بنى شنقول واوروميا هى نفسها التى تدير وتدبر الاستيلاء
على الفشقتين بقوة السلاح والاحتفاظ بهما وابقائهما تحت السيطرة باسم الدولة
الاثيوبية وعلى رغم انف الحكومة المركزية الاثيوبية ..ولو ادى ذلك الى خوض حرب ضد
السودان .. ولا تهمهم عواقب ذلك حتى على دولتهم . يديرون نفس المخطط من غرفة
عمليات واحدة للاستيلاء على الفشقتين بنفس الأسلوب المتبع فى بنى شنقول واروميا .
اثيوبيا حاليا تعدادها 120 مليون نسمة ، وحسب احصائياتهم يولد
سنويا 2 مليون طفل حى ، اى بعد عشرين سنة هناك 40 مليون فرد .
لاتوجد لديهم اراض زراعية الا فى تخوم السودان فى الفشقتين ،
يقابلها إنفجار سكانى ليس فى اثيوبيا ككل بل أيضا فى اقليم الامهرة المتاخم الذى
تجاوز 60 مليون نسمة ، هناك ندرة فى المناطق الزراعية فى اثيوبيا لانها فى
غالبيتها ومعظمها جبال وعرة ذات طبيعة صخرية ( قرانيتية ) لاتصلح للزراعة ، بينما
فى الفشقتين اراض شاسعة فى غاية الخصوبة قليلة السكان او تكاد معدومة خاصة اشهر
الصيف .
الحكومات السودانية المتعاقبة لم تعطى الفشقتين اية أهمية تواجه
بها الاطماع الاثيوبية وذلك منذ العام 1902 والذى ابدى الامهرة وقتها اعتراضهم على
تخطيط الحدود وخط قوين .
مرت مياه كثيرة تحت الجسر فى ملف الفشقة ، حاليا ادركت القيادة السودانية
الحالية مدى المخاطرة والاطماع الاثيوبية نحو الفشقتين ،رغم مفاوضات طويلة وعديدة
جرت فى عهد البشير ،لم تجد القيادة الحالية غير اللجوء للقوة العسكرية ازاء
المماطلة والمرواغات الاثيوبية ، واتخذت الخيار الأفضل والانسب وصار احد أهم
اولوياتها فى التعامل مع اثيوبيا بخصوص الفشقتين واستردتهما بشكل شبه كامل عبر
القوة العسكرية .
حاليا فى الفشقتين لايوجد اثيوبى بها مثل السابق حيث كانوا سواء
مسلحين او مدنيين منتشرين فيها بالكامل لدرجة ان المواطن السودانى معرض للقتل وكنا
تتحرك فيها بكل حذر ، مواطنى القرى الحدودية نهر عطبرة يبعد اقل من
حتى المواطنين السودانيبن وللاجراءات الامنية والعسكرية يتم دخولهم
للفشقة بعد تدقيق وفحص وعادة هذه الايام لا يدخلها غير المزارعين تحت حماية القوات
المسلحة وتامينها .
ظلت الفشقتين تعانى من الاهمال وعدم توفر اية خطط تنمية الخ وبفضل
انتشار القوات المسلحة تم الانتهاء من تشييد شبكة طرقات واسعة تربط الفشقتين بدوكة
والقضارف وببعضهما البعض وتخترق الفشقتين ثلاثة انهر هى نهر عطبرة ، سيتيت ،
باسلام. وتم الانتهاء من تشييد ثلاثة كبارى ضخمة والرابع فى المراحل النهائية .
هذه الكبارى والطرق من اضخم الانجازات بفضل القوات المسلحة فى الفشقتين اذ انها فى
موسم الامطار تنقطع المنطقة تماما من ولاية القضارف خاصة شرق الانهر.
ادلى ابى احمد فى البرلمان بتصريحات مهمة عن السودان وتحدث
باستفاضة عن ازلية علاقات البلدين وعن عدم رغبة اثيوبيا او السودان فى شن حرب ودعا
للتفاوض لفتت انتظار الراى العام السودانى .
مسببات الأزمة وما ينزع فتيل الحرب هو انسحاب الاثيوبيين من
المناطق القليلة التى تحت سيطرتهم وهى مستوطنة برخت ( برر خت) هكذا تنطق والمنطقة
الاستراتيجية المهمة فى الفشقة الصغرى فى محلية القريشة ، وهى جبل قلع اللبان وخور
شين .هذه المنطقة شهدت موت فوق الالف ضحية من السودانيين طيلة فترات النزاع وفيها
كان التوغل الاثيوبى للمزارعين الاثيوبيين ومناطق زراعتهم الرئيسية قد طردتهم
القوات المسلحة بالكامل ، ومن قاوم قابله الجيش السودانى بالقوة الغاشمة .
قبل شهرين عندما جاء مندوب اماراتى الخرطوم للتوسط ، وهدف الإمارات
هو الإمساك بملف الفشقة ، طلب الوسيط الإمارات رجوع القوات المسلحة السودانية الى
المواقع التى كانت تتواجد.بها قبل 6 نوفمبر ورفض البرهان وقال نحن تتحرك فى أراضينا
وترك الوسيط الاماراتى فى الخرطوم وذهب فى نفس اليوم إلى الخطوط الامامية فى
الفشقة ومكث فى خيمة مع قواته لمدة ثلاثة أيام .
حتى الوفد الذى سافرت الإمارات بالأمس لن يخرج عن الثوابت
السودانية والتى حددها البرهان ( لن نترك لهم شبرا فى الفشقة ومستعدين الموت )
خاصة وهم يفاوضون من مركز قوة ، والكل يدرك ان الوساطة الاماراتية تحصيل حاصل وهى
تتعلق بالفشقة ، لان الوساطة الأكثر أهمية وتشمل النزاع الحدودى السودانى الاثيوبى
وسد النهضة هى الوساطة التى يقودها دونالد بوث المبعوث الامريكى للقرن الافريقي .
ابى احمد.رئيس الوزراء الاثيوبى بحكم انه رجل دولة يتحرك بشكل
متواصل هذه الأيام لأنه يدرك ان القوات المسلحة السودانية على وشك القيام بهجوم
كبير يحرر بقية الفشقة ، فهو رأس الدولة الاثيوبية ويوجد نفسه امام مواجهة المجتمع
الدولى فى الانتهاكات التى تحدث فى التقراى ، رغم تقديم ارتريا كبش فداء وفرض
عقوبات وادانات دولية عليها الا انه يهدف الى تحجيم الامهرة وتحييدهم لاقناع اسياس
افورقى ، حليف الامهرة٫ بسحب جيوشه من التقراى ، تمهيدا لسحب الامهرة من الفشقتين .
وفق معرفتى الوثيقة ، لا يستطيع ابى احمد إجبار الامهرة بالانسحاب
من الفشقتين ولو اصطدم بهم سيطيحون به بسهولة ، لأنهم تمددوا وسيطروا على الدولة
الفيدرالية ، وذلك رغم وصف أنصار ابى احمد بانه داهية سياسية وهو أصلا رجل
استخبارات يحسب خطواته بدقة شديدة ....الا انه يدرك وهو ما يحاول تلافيه وتجنبه
تورط الحرب مع السودان ، لانها بدون أدنى شك ستقود السودان ومصر الى تقديم كل أنواع
الدعم لجبهة تحرير شعب بنى شنقول ، وجيش دفاع التقراى ، وقد يشمل ذلك دعم جبهة
تحرير اروميا OLF وجناحها العسكرى شينى
'shene..
القيادات المدنية السودانية والعسكرية على قناعة تامة انه ومن
تجارب السنوات الماضية لاحل غير الحسم العسكري والقوات المسلحة قادرة على الحسم
،لانه تم اناشارها وتسليحها ليس فقط تحرير ما تبقا من الفشقتين والدفاع عنهما وتأمينهما
، بل قدراتها تتعدى ذلك بكثير ومستعدة بكافة الاحتمالات..
عبد القادر الحيمي
0 تعليقات