آخر الأخبار

عن البهرة (1)

 

 



مالك الأشتر

 

 

من هم البهرة ؟

 

بداية أود توضيح أن معرفة طائفة البهرة تخصنا كمصريين بشكل خاص كذلك فهم اليوم أصحاب نفوذ اقتصادي وتأثير اجتماعي وهم من التجمعات النشطة والمسالمة في مصر وساهموا بقدر كبير في إحياء حالة التشيع المصري عبر تجديدهم للتراث الفاطمي عموما وإنفاقهم ملايين الدولارات لإعادة إعمار ما كاد أن يندثر من مزارات ومساجد وأثار ساعدت على إعادة بعث للهوية المصرية الغائبة.

 

ونبدأ القصة من جذورها ومن الصفر لكي نفهم من هم البهرة أو بشكل علمي تاريخي واصطلاحا من هم « الشيعة الإسماعيلية المستعلية»؟

 

الإسماعيلية هم شيعة إمامية، يؤمنون بوجوب النص على الإمام وتعيينه كباقي الإمامية جميعا، ويختلفون مع باقي الإمامية في سلسال الأئمة من بعد وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام، حيث اعتقد بعض الشيعة بأن الإمامة من بعده كانت لإسماعيل ابنه الأكبر والذي توفي في حياة أبيه ولكنهم اعتبروه الوريث الشرعي للإمامة وحامل جيناتها وبالتالي بعد وفاة الإمام الصادق انتقلت الإمامة لحفيده الإمام محمد المكتوم بن إسماعيل مباشرة، والذي لقب بالمكتوم لكتمان أمره وتستره في بقاع مختلفة من الأرض بعيدا عن عيون الدولة العباسية التي كانت تطارده لاغتياله، ومن هنا تبدأ الدعوة الإسماعيلية في الظهور وبسبب هذه الحالة طغى عليها دائما الكتمان الشديد والنزعة الباطنية والحالة التنظيمية السرية حتى استطاع عبيد الله المهدي الإمام الحادي عشر في سلسلة الأئمة الإسماعيلية بإظهار الدعوة وإعلان الخلافة الفاطمية ومن بعده نجح حفيده المعز لدين لله في دخول مصر وتأسيس القاهرة وتكوين الدولة الفاطمية الكبرى واستمر الأمر كذلك حتى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وهو الإمام الثامن عشر في سلسلة الإمامة الإسماعيلية.

 

بعد وفاة المستنصر انقسم الاسماعيليون لجناحين رئيسيين فاعتبر البعض أن الابن البكر "نزار" هو الإمام التاسع عشر بينما استقرت الدولة واغلب الدعاة الإسماعيلية الرسميين والأزهر والوزير على اختيار أخيه الأصغر «أحمد» ليكون هو الإمام وتم تلقيبه ب«المستعلي بالله» فأصبح هناك إسماعيلية نزارية هربوا لإيران وقام بحمايتهم وإجارتهم حسن الصباح في قلعة الموت الشهيرة وأسس حركة الحشاشين المعروفة، والنزارية اليوم يعرفون باسم «الأغاخانية».

 

أما من بايعوا المستعلي فأصبحوا معروفين باسم «المستعلية» واستمر سلسال إمامتهم في القاهرة حتى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله الذي تنتهي من بعده الامامة عندهم وتنتقل لابنه الطيب الذي دخل في الستر والغيبة نتيجة انقلاب الوزراء في الدولة الفاطمية.

يعني من جهة أخرى فإن الخلفاء الفاطميين الذين تولوا الحكم في القاهرة بعد الآمر بأحكام الله ليسوا أئمة حسب اعتقاد كل الشيعة الإسماعيلية الموجودين في زماننا بل مجرد حكام عاديين قام بتعيينهم الوزراء وإن كانوا من النسل الفاطمي.

 

وبعد انتهاء الدولة الفاطمية بشكل تام على يد الأيوبي فر الدعاة إلى اليمن وإلى الهند وباكستان حيث كانت هذه البقاع تحت تأثير النفوذ الاسماعيلي لقرون طويلة.

 

ومن هنا يبدأ المستعلية مرحلة جديدة ملامحها الرئيسية غياب الأئمة وعدم وجود دولة خلافة فاطمية ..

 

يتبع ..

إرسال تعليق

0 تعليقات