آخر الأخبار

باب الثعبان أم باب الفيل؟

 


 

عز الدين البغدادي

 

 باب الثعبان هو أحد أبواب مسجد الكوفة، وهو يقع بالزاوية الشمالية الغربية من مسجد الكوفة ويقع مقابل باب القبلة، ويقال بأنه ورد في الروايات من آداب الزيارة استحباب الدخول منه، لكن لم اطلع على شيء من ذلك.

 

كان يعرف بباب الفيل، يقال لأن زياد بن أبيه كان قد تزوج من أم أيوب بنت عمارة، وكانت صغيرة،  فكان زياد يأمر بفيل كان عنده، فيوقف، فتنظر إليه أم أيوب، فسمي باب الفيل.

 

لكن اشتهرت تسمية باب الثعبان لاحقا بسبب رواية ذكرها الصفار والكليني عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهمَّ الناس أن يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام أن كفوّا، فكفوا وأقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلَّمَ على أمير المؤمنين عليه السلام، فأشار أمير المؤمنين عليه السلام إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت؟ فقال: عمرو بن عثمان خليفتك على الجن وان أبي مات وأوصاني أن آتيك فاستطلع رأيك وقد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به وما ترى؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أوصيك بتقوى الله وان تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن، فإنك خليفتي عليهم، قال: فودع عمرو أمير المؤمنين وانصرف فهو خليفته على الجن، فقلتُ له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال: نعم.

 

ومتن الخبر منكر، لكن مع ذلك يمكن ان ننظر في سنده، فقد رواه عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي الذي انفرد بهذا الخبر، وهو كذاب من الغلاة، قال عنه النجاشي: ضعيف جدا، زيد أحاديث في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه، والأمر ملبس.

 

كما نص ابن الغضائري على ضعفه في موردين من كتابه.

 

والغريب أنه في روايات أهل البيت (ع) تجد تسمية الباب بباب الفيل وليس الثعبان، فقد روي عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لولد فلان عند مسجدكم يعني مسجد الكوفة لوقعة في يوم عروبة؛ يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإيّاكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالا من أخذ في درب الأنصار.

 

وعن أبي بصير،عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة؛ لكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون.

 

وحتى لو كان في هذه الروايات إشكال سندي فإنها أيضا تكشف عن أن الاسم الشائع في زمن الأئمة وبين شيعتهم هو "باب الفيل"، وهذا بالتالي يدل على عدم اعتبار قصة الثعبان عندهم، وهي قرينة قوية إضافية في تكذيب خبر أو أسطورة الثعبان.

إرسال تعليق

0 تعليقات