علي الأصولي
لم نسمع عن مواجهات حقيقية بمعنى الكلمة إلا
في عصور الأنبياء والرسل (ع) مع أقوامهم من المترفين من جهة وزعاماتهم السلطوية من
جهة وبقايا الكهنوت من جهة أخرى.
ولعل آخر مواجهة كانت على يد نبينا الأكرم (ص)
تجاه هذه الأصناف من الناس وضرورة إعلاء كلمة الله وبيان مراداته للناس حيث
الهداية والفوز الأكيد ،
ومع بزوع عصر الإمامة الإلهية تحولت
المواجهات إلى اخف حدة واقل تصادما مع الانحرافات السياسية منها والدينية،
ومنها دخل مفهوم ومقولة رعاية التوازنات
ودونك مشكلة السقيفة التي كانت مشكلة قائمة بين الشرعية واللا شرعية بنظر أهل
البيت(ع) وبالتالي المعصوم هو من يشخص حالة المواجهة من عدمها ونقاط التماس
والمصادمة والانسحاب بحسب ما يراه من تكليف نعتقد بصوابيته وواقعيته لاحاطته
بالملاكات وحقيقة التزاحمات،
إلا أن مقولة رعاية التوازنات بعد عصر الغيبة
أخذت حيزا من المطاطية والضبابية ودخول عناصر وتقييم هذه النظرة الموازناتية من
قبيل سيكولوجية الفقيه ومحيطه وتربيته والجو المؤثر في تشخيصه حتى بدأت تزداد عمقا
هذه المقولة وتراجعت المواجهات بشكل ملحوظ تحت مطرقة فقه الأعذار وطلب العافية. إلا
أن وجدنا أنفسنا في مأزق لا يحسد عليه.
بنقل عن إحدى المثقفات في الهند تقول:
لا يوجد في الهند شخصية شجاعة تتجرأ أن تشرح
للناس بأن لحم الأبقار يمكن أن يؤكل. انتهى:
يمكن إجراء مسح عام وهذه النص وعدم الجراءة
وعدم امتلاك الكثير ممن تعرفهم لبيان الحقائق لترى حقيقة الخشية. خشية هؤلاء من
مواجهة الناس بطرح الحقائق الدينية والسياسية.
نعم: المهمة مكلفة ومكلفة جدا ولكن لا سبيل
إلا واستحضار طريقة الأنبياء والمرسلين(ع) ومواجهة مسببات المشكلة كبرت أو صغرت
والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات