علي الأصولي
ذكر الفقهاء فتوى
ونصها ما يلي: يحرم وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين. وأمّا سائر الاستمتاعات كاللمس
والتقبيل بشهوةٍ ونحوهما، فلا يحرم شيءٌ منها. انتهى:
وهذا لازمه ان
الزوجة دون سن البلوغ وان كانت صغيرة أو رضيعة يجوز الاستمتاع بها. وهو ما يصنف في
هذه الإعصار بالشذوذ ناهيك عن آثاره المترتبة على نفسية البنت مما جعل غير واحد في
مقام التأمل وإعادة القراءة في النصوص والفتاوى والواقع الموضوعي، كونها لا تنسجم
والمبادئ الإسلامية ورعاية حقوق الطفولة،
نعم: ضرورة إعادة
النظر في مسألة البلوغ وفهم كون هذا البلوغ يلحظ بالبلوغ الشرعي الذي عليه مدار
التكاليف وبين البلوغ التكويني الذي نبه عليه القرآن الكريم بلفظ الحلم تارة
والرشد تارة أخرى،
وكيف كان: أن الرأي
القائل بأن البلوغ الجنسي، والذي يبيح للرجل مقاربة زوجته فيه، أو ممارسة سائر
الاستمتاعات المشروعة، ويتحقّق هذا النوع من البلوغ بالرشد والنضج الاجتماعي
والقدرة على إدارة الحياة، وفي هذه المرحلة تشعر البنت من الناحية الفسيولوجية
بقابليّة التناسل والتوليد، وهو أمر نسبيّ إذا ما قورن بالسنوات، ويختلف بحسب
طبيعة المكلّف والمنطقة الجغرافية وحالة الطقس فيها. ولا فرق في هذه المرحلة بين
الاستمتاع بالزوجة، والدخول فيها. ومنه يتّضح عدم جواز الاستمتاع فضلاً عن الدخول
في مرحلة البلوغ الشرعي وقبل بلوغ البنت مرحلة البلوغ الجنسي والرشد الاجتماعي،
وقابلية التوليد، وقد يجتمع البلوغان معاً وهو أمر نادر هو من أفضل الآراء الفقهية
المعاصرة.
وعليه: لا ينبغي
إغفال تداعيات الاستمتاع في مرحلة البلوغ الشرعي من الآثار النفسيّة والأخلاقيّة
والاجتماعيّة الخطيرة على الأطفال. والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات