علي الأصولي
كثيرا ما تسمع أو نسمع ممن جهل القرآن الكريم
ومضامين آياته وسوره على أن الآية - الكذائية - تناقض الآية - الكذائية - سواء
بنفس السورة أو بغيرها. وبالتالي تجد الإطلاق بلفظ التناقض قائم على قدم وساق،
بيد أن هؤلاء لم يفرقوا بين معنى ومفهوم الضد
والضدين وبين معنى ومفهوم التناقض، للفقر المنطقي المانع وفهم السياقات المنطقية
الصحيحة،
وعلى أي حال: أن كل من تورط بدعوى التناقض
القرآني فهو لم يلحظ الاختلاف اللفظي بين الآيات القرآنية مع وحدة الموضوع، فحسبوا
ذلك مم مقولة التناقض المنطقي،
ولا مناص وعرض الوحدات المنطقية التسعة والتي
من خلالها تشخيص التناقض:
أولا: وحدة الموضوع، وعليه: فلا تحقق لاجتماع
النقيضين في قول - الواحد فرد والثلاثة ليست فردا –
ثانيا: وحدة المحمول، فلا يتحقق التناقض في
قول - العلم نافع والعلم ليس بضار –
ثالثا: وحدة الزمان، فلا يتحقق التناقض بقول -
الجو حار صيفا والجو ليس بحار شتاءا –
رابعا: وحدة المكان، فلا يتحقق التناقض في
قول - الجو حار في البصرة والجو ليس حارا في بغداد –
خامسا: وحدة الشرط، فلا يتحقق التناقض في قول
- الفاكهة مفيدة إذا كانت ناضجة والفاكهة ليست مفيدة إذا كانت غير ناضجة –
سادسا: وحدة الإضافة، فلا يتحقق التناقض في
قول - الواحد نصف الاثنين والواحد ليس نصف الثلاثة –
سابعا: وحدة الكل والجزء، فلا يتحقق التناقض
في قول - الأرض بعضها ماء والأرض كلها ليس ماءا –
ثامنا: وحدة القوة والفعل، فلا يتحقق التناقض
في قول - البذرة شجرة في القوة والبذرة ليست شجرة بالفعل –
تاسعا: وحدة الحمل، فلا يتحقق التناقض في قول
- الجزئي جزئي بالحمل الأولي الذاتي والجزئي ليس جزئيا بالحمل الشايع الصناعي –
وبالمحصل: أن وجدت القرآن الكريم وقد احتوى
على وحدة من هذه الوحدات التسعة التي سطرها المناطقة فلك أن تطلق عليه ولفظ
التناقض وما عدا ذلك فالاطلاق لا قيمة له منطقيا وبالتالي علميا والى الله تصير
الأمور ..
0 تعليقات