عبدالقادر الحيمي
يترقب الإثيوبيون
باهتمام بالغ يوم الاثنين المقبل 21 يونيو وهو اليوم الذى حدده المجلس الوطني
للانتخابات وهو هيئة دستورية مستقلة ) National
Electorial Board , NEBE).. بعد ان كانت مقررة فى اليوم الخامس من يونيو الماضي ، إلا انه
تم تأجيلها لثلاثة أسابيع لدواعي لوجستية ، واصلا كانت الانتخابات مقررة فى أغسطس 2020
إلا انه تم تأجيلها بسبب جائحة كرونا حسب ما قالت الحكومة ، إلا ان الواقع يقول تم
تأجيلها لتتم فى ظروف سياسية مواتية للحزب الحاكم ، ( الازدهار PP).
وفقا لرئيسة مجلس الانتخابات الإثيوبي، السيدة بورتكان ميدقسا، عن عدد الأحزاب
السياسية التي ستشارك في الانتخابات المقبلة هى 46 حزبا سجلوا مرشحيهم للمشاركة
فيها.
وأوضح المجلس في
بيان، أن عدد المرشحين عن الأحزاب بلغ 9327 مرشحا بينهم 1976 مرشحا من النساء، يمثلون 46 حزبا مسجلا
ومشاركا في الانتخابات العامة المزمع إجرائها في الـ21 من يونيو المقبل.
وأضاف أن حزب
الازدهار (الحاكم) يأتي في مقدمة الأحزاب المتنافسة من حيث تسجيل المرشحين،
بتسجيله 2799 مرشحا، ويليه حزب المواطنين
الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية المعروف بـ"إيزيما" والذي ينافس بـ 1540 مرشحا.
وتابع البيان، أن
حزب "إنات" يأتي في المرتبة الثالثة منافسا بـ 605 مرشحا ،وحزب الحرية
والمساواة، و578 مرشحا، والحركة الوطنية لشعب أمهرة 510 مرشحا، ومنظمة الوحدة
لجميع الإثيوبيين 466 مرشحا.
وذكر المجلس أن
المشاركة النسوية من حيث المرشحين سجلت رقما مناسب في الانتخابات المقبلة، حيث بلغ
عدد المرشحات للمنافسة في الانتخابات العامة 1976 مرشحة ، مشيرا الى أن حزب
الازدهار (الحاكم) رشح 1171 مرشحة، فيما ينافس حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل
العدالة الاجتماعية بـ 189 مرشحة من السيدات ، وحزب الحرية والمساواة 80 مرشحة.
وبلغ عدد مرشحى "المعاقين"
بلغت 95 مرشحا، وحصد الأكثرية منها حزب
المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية بترشيح 22 معاقا ويليه حزب الازدهار
(الحاكم) بتسجيل 15 مرشحا.
تكتسب هذه
الانتخابات أهميتها لأنها الأولى منذ الإطاحة بجبهة تحرير شعوب إثيوبيا EPRDF عام 2018 والتى كونها الراحل ميلس زيناوى وخلفها حزب الازدهار , برئاسة ابى احمد
والذى يشعر من خلالها الى توطيد حكمه عبر حزبه الحاكم أصلا...
ثمة مهددات كبيرة
تطرح سيناريوهات عديدة ومحتملة وتشكك فى مرور عملية الاقتراع بسلام بدا من يوم
الاثنين المقبل . وتتمثل فى التوترات والأزمات فى الأقاليم الإثيوبية وهى صراعات
عرقية وسياسية وحدودية ، بالإضافة لتصاعد واستمرار حدة المعارك فى التقراى اوروميا
وبنى شنقول ومؤخرا فى مناطق شعوب الإقليم الجنوبى ، وانقلاب ابى احمد وتراجعه عن
اتفاقيات السلام التى وقعها مع الحركات المسلحة ، وكلها وضع ضغوط كبيرة على حكومة
ابى احمد .
نتيجة لهذه النزاعات
تم إلغاء الانتخابات بالكامل فى إقليم التقراى كما ألغيت فى محافظات عديدة ومناطق
فى اوروميا نتيجة لعدم الاستقرار الامنى ، فقد هوجمت بعض مراكز التسجيل فى اوروميا
، خاصة غربها بواسطة حركة المعارضة المسلحة ودمرت المراكز وأحرقت سجلات المقترعين.
كما لم تستطع السلطات تسجيل الناخبين فى كليم.
ووليغا، هورو جودورو،وشرق وغرب ووليغا .
شنت الحكومة حملات
قوية ضد الأحزاب المعارضة الرئيسية والتى تشكل تحديا انتخابيا كبيرا للحزب الحاكم
ولابى احمد شخصيا لو أتيح لها المشاركة فى الانتخابات فقد أغلقت السلطات مراكزها
واعتقلت ناشطيها وكوادرها الحزبية واودعت قادتها فى السجون ، مؤتمر الأورومو الفيدرالي OFC (، وجبهة تحرير أورومو OLF، وبالديراس من أجل ديمقراطية حقيقية، وعدد كبير من مناصريها، من
أبرزهم جوار محمد وبيكيلي غربا، ، وحمزة بورينا، واستر سيوم، وديغينا تافا، وشمس
الدين طه، ومحمد رغاسا. وذلك بالرغم من توقيع نحو 107 أحزاب في البلاد، من بينها
الحزب الحاكم، على مدونة قواعد سلوك في مارس 2019 تتعهد فيها بالامتناع عن العنف
والتخويف في فترة ما قبل الانتخابات، ومع ذلك وجَّه بعض الأحزاب مثل حزب "المواطنين
الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية" المعارض اتهامات للحزب الحاكم في
البلاد بمحاولة التورط في اغتيال اثنين من أعضائه.
إضافة الى ذلك تدنى
شعبية ابى احمد إلى ادني مستوى بعد أن كان يتمتع بشعبية جارفة رافعا شعار الإصلاح
ويشعر الإثيوبيون بالإحباط من السياسيات الدكتاتورية التى اتبعها فى سياساته ،
وهناك تيار بإجماع كل الإثيوبيين بمختلف قومياتهم واستياء كبير من تواجد الجيش
الارترى فى إثيوبيا وانقسام واسع فى الحزب الحاكم حول التعامل مع قضايا بنى شنقول والسودان والتقراى وفى العديد من
الملفات الأخرى .
اضف الى ذلك انخفاض
مريع فى الإقبال على الانتخابات فقد توقع المسؤولين عن مشاركة 50 مليون ناخب ، الا
ان إحصائيات المسجلين فى مراكز الاقتراع فى العاصمة أديس أبابا التى يقدر سكانها ب
7 مليون نسمة ، سجل منهم فقط 1,800,000 مما يعكس ويعبر عن إحجام الإثيوبيين عن
الانتخابات فى كل إثيوبيا ولم تجدى نفعا عملية طرق موظفى الانتخابات طرق ابواب
البيوت لحث المواطنين التسجيل الانتخابات .
كما تطال الاعتقالات
الواسعة لكوادر الاورومو ومثقفيهم لان السلطات الامنية تهدف الى منع وقطع التقارب
بينهم وبين التقراى ، وفى الواقع تم تجسيد هذا التقارب وتحول الى تحالف وتنسيق
عسكرى فى الميدان بين قوات دفاع التقراى TDF وبين WAPO وهى نفسها OLA التى انشقت من OLF وتطلق عليها الحكومة شينى shenee. كما هناك تنسيق كبير يتم الان بين جيش دفاع التقراى والمعارضة
الارترية.
لذا لا يتوقع
الكثيرين ان تمر ايام الاقتراع بسلام الاثنين المقبل فقد اصدرت كل من السفارة
الامريكية والسفارة الكندية تحذيرات الى رعاياها
بتوخى الحذر والابتعاد عن مراكز الاقتراع .
وهناك انباء عن إدخال
الاورومو ميليشياتهم ( قيروو) الى اديس ابابا وهو ما يوحى باصطدامات واضطرابات فى
يوم الاقتراع ، خاصة لو حدثت بينهم مواجهات مع ميليشيات الامهرة ( فانو) وهى
ميليشيات تكونت فى قوندر عام 2015 وهى التى تقاتل حاليا بجانب الجيش الفيدرالى
الذى تحول اسمه الى جيش الدفاع الاثيوبى فى التقراى وبنى شنقول واوروميا كما تقود
القتال فى الفشقتين . وهناك تخوف من صدامات بينهم خاصة هناك صدامات قديمة بينهم
حول تبعية اديس ابابا.
0 تعليقات