آخر الأخبار

"الإنسان أصله قرد " قالها "دارون"... ومن النخبة المصرية ما يثبت صواب النظرية!!

 



 

رأفت السويركي

 

حاولت أن أجد تفسيراً أو دليلاً هادياَ يساعد في فهم مسببات "تراقصات" النخبة المصرية الطفيلوية، والتي لا تنتهي بفصائلها المتنشطة والمتأدلجة والمتأخونة والمتدولرة في أغلبيتها عن مشابهة الممارسات المعروفة عن القرود في التفكير والحركة والدوافع؛ فلم أجد سوى عبقري العلم "دارون"؛ والذي أثبت أن أصل الإنسان هو القرد. ومن حسن حظ هذا العبقري أن هناك ما يؤكد صواب تصوراته العبقرية؛ وتحديداً بما تقدمه تلك النخبة التي طفحت بها "البُرْكة المصرية المتعطنة" منذ ما تُسمى "فوضى يناير"؛ والتي لا تزال بخطابها تؤكد "قرودويتها" في "فيسبوك" و"تويتر".

 

***

 

 

أفراد هذه النخبة من نماذج "القرود السياسوية" التي ابتليت بهم حياتنا يؤكدون حقاً "جذورهم البيولوجية"؛ إذ يفضلون دوماً عدم الوقوف على الأرض فتجدهم متعلقين بأذرعهم وذيولهم في أفرع الأشجار الافتراضوية، وينتقلون من دون منطق بين تلك الأفرع، وهم يذكروننا بالعبارات الشعبوية "عجين الفلاحة" و"أرقص يا ميمون"؛ لأن "القراداتي" الذي يسخرهم ويلسع أجسادهم ويلقي إليهم الفتات يطلب منهم ما ينبغي أن يقدموه من رقصات "حسب الطلب".

 

"نخبة القرود المصرية" تمارس راهناً رقصة "سد الحبشة"؛ وتجهد نفسها في "الشقلبات" وإطلاق  العبارات "البهلوانية" بأن الدولة المصرية فرَّطت في "نهر النيل" وأضاعته؛ فصار القدر المقدور موت الشعب المصري قريباً من العطش؛ وهذه النوعية "القروداتية" لا تريد أن تدرك عملوياً مُتغيرات مناهج إدارة الأزمة في استراتيجيات السياسة؛ وأن ما كان يصلح سابقاً من برامج انتهت أزمنته وانقرضت لتحل بدلاً عنها استراتيجيات مغايرة؛ وتعتبر السياسة المصرية الراهنة تعبيراً عن هذا التغير البنيوي؛ حيث المخاطر محتسبة؛ والآليات لإدارتها معروفة؛ وحسابات المخاطرة موضوعة في الحسبان؛ بوساطة خبراء الدولة العميقة الرابضين في أجهزتها السياسوية الجامعة بين ذكاء التلويح بحسابات القوة على الأرض والمناورة بتوظيفها عندما لا سبيل سواها بعد استنفاد كل السبل المتاحة.

 

 

***



 

"نخبة قرود التنشط المصرية" التي تتباكي - تمثيلاً بحركات ميمون - حول موضوعة "سد الحبشة" لا تفعل أكثر من آداء رقصة "عجين الفلاحة"؛ ولا هدف يحركها سوى رفع معدل التحريض المضاد للدولة المصرية بغرض تشويه أية جهود مبذولة في ميادين الأمن داخلياً  وخارجياً وبرامج التنمية وإعادة تأسيس البنية الأساس، بعد أن أصابها التهالك والإهمال في زمان حسني مبارك المتردي.

 

إن هذه النمطية السياسوية "القرودوية" المظهر والمسلك فقيرة في منهاجها – منهج جُلَّاس المقاهي - الساعي لتزييف "الصورة الذهنوية" حول رجال الدولة المصرية الراهنة بأنهم يفرطون في الوطن وجوداً وسيادة؛ وقد تنازلوا عن أجزاء منه مثل "تيران وصنافير"؛ وسمحوا بإقامة "سد الحبشة"؛ ويواصلون إغراق الدولة المصرية في مزيد من الديون؛ حيث يهدرونها في إقامة شبكات الطرق ذات المواصفات القياسوية الهائلة؛ والمدن الانتاجوية الحديثة ويهدمون استقرار ساكني المناطق العشواءوية؛ ويغيرون نمط حياتهم!

 

إن نخبة القرود السياسوية المصرية من دون تحديد أسمائها متهافتة الخطاب؛ وساقطة الأغراض لأنها في التأثير "لا تهُشْ ذبابة" عن وجهها فيما قالته ولا تزال تقوله؛ ليس غير إثارة الزوابع الكلامية الرخيصة؛ والتي لا تتمخض إلَّا عن هُراء؛ ولم تحرك "طوبة" وُضِعَتْ في البناء الجديد. والمؤكد أن السلطة الوطنية المصرية التي تعمل على تجهيز كافة أوراق التعامل مع الأزمة؛ وما التدريبات المشتركة جواً وبحراً وبراً بمسميات أسود النيل ونسور النيل مع السودان غير الأنموذج الدال على اليقظة العسكريتارية لحماة مصر؛ فتلك السلطة تمتلك "الذكاء الاستراتيجوي"؛ وتتيح الفرصة لقرود النخبة لكي تمارس القفز أكثر على أغصان الشجرة كما تشاء؛ ولربما تقوم بتوظيف ذلك الهراء النخبوي والمتهالك ضمن أنماط أدوات إدارة الصراعات الإستراتيجوية باعتبارها تعبيراً عن أنماط الضغوط الشعبوية فيما هي لا قيمة لها ولا وزن حاكم على الأرض!!

 

***

 

"قرود النخبة المصرية" ومنها شريحة كبيرة هربت خارج مصر تتوهم بغبائها السياسوي أنها يمكن أن تعيد إنتاج الفوضى؛ والتحكم في نهج إدارة الدولة المصرية. وعليكم أن تتذكروا ما روَّجوا له سابقاً، وسعوا بترتيبات أجهزة التمويل والرعاة من إمكانية أن يشكلوا جبهات بديلة تتولى إدارة السلطة في مصر؛ فيما هم فقراء في المفاهيم وفهم وتطبيق النظريات التي "يبغبغون" بها؛ ولا تسمع منهم سوى عبارات مكرورة وتصيب بالملل مثل: "ضرورة الديموقراطية" و"خروج العسكر" من العمل السياسوي؛ وحل مشكلة "سد الحبشة" بتدميره بطائرة؛ وضرورة توقف الدولة عن شق الطرق الجديدة أو إعادة تأهيلها؛ حماية للأجيال المقبلة من هذه الديون؛ ومنع الاستمرار في إنشاء "العاصمة الإدارية الجديدة"؛ و...؛ و... إلخ من خزعبلاتهم.

 

وفي هذه القضية تتغافل "نخبة القرود" عمداً عن أن "نمط التنمية بالقروض" هو نمط اقتصادوي عولموي معاصر؛ لا بديل له لتوفير فرص العمل والانتاج؛ وكل الدول بدءأ من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين لديها ديون رأسمالية؛ إذ "بلغ حجم الاقتراض الحكومي بإصدار سندات دين سيادية العام الجاري إلى 12.6 تريليون دولار" حسب independentarabia"". كما دخلت الولايات المتحدة في فخ ديون تتجاوز 27 تريليون دولار في 2020م. وبلغ حجم الدين الخارجي لروسيا الاتحادية، وفقاً لتقويم المصرف المركزي الروسي، 450 مليار دولار، عقب انخفاضه منذ رأس السنة، بمقدار 40.8 مليار دولار. و"تجاوز مقياس ديون الصين 310% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وفقا لمعهد التمويل الدولي أي أكثر من 40 تريليون دولار أو ما يعادل 15% من إجمالي الديون العالمية".

 

***

 

إن جولة سريعة في فضائي "فيسبوك" و"تويتر" تضع أمام العقل الراصد جبالاً من هراء "نخبة القرود" السياسوية المصرية التي تثبت سلامة "نظرية دارون" بأن "الإنسان أصله قرد"؛ والدليل ما يسمى "هاشتاجات سد الحبشة"؛ و"الديون المصرية" والهدر في "العاصمة الإدارية" و"حماية إسرائيل" من "صواريخ حماس" بالتدخل في غزة؛ ... إلخ، وكلها ليس غير الهراء وتعبير عن البلاهة التي أصابت أجيالاً نشأت في مرحلة تسرطن الرأسمالية الطفيلوية المصرية؛ فمن هؤلاء القرود من صنعوا أسماءهم وشخصياتهم وثرواتهم ومراكزهم كمقاولين في مرحلة الفساد المباركي؛ ويحزنهم أنهم خرجوا بفسادهم من لعبة التنمية الجديدة في مصر؛ وهذا هو سر المسألة!!

إرسال تعليق

0 تعليقات