آخر الأخبار

قريب من السياسة : خسارة الأمم بخسارة أفذاذها ..

 




 

علي الأصولي

 

لكل أمة أفذاذ وبمختلف المجالات المعرفية والعلمية ، بالتالي تقدم الأمم بمفكريها وعلمائها وتراجعها بانحسار هذه الطبقة ، فإن أفل العلم حل بدله الجهل وتسيد الظلام ،

 

ذكر التاريخ القريب انه وبعد أن استتب الأمر للثوار الفرنسيين ، عزموا على تصفية عدد ممن اعتقدوا أنهم خصوم لهم ، بغض النظر عن مكانتهم الشخصية أو العلمية أو الفكرية ، فقد طالت إعدامات محاكمهم في الساحات سياسين وكتاب وشعراء بل لم يسلم من هذه المحاكمات حتى من كان يؤيد الثوار في بدايات ثورتهم ، حتى وصلت النوبة لإعدام - باب الكيماء - حسب ما أطلق عليه العالم العالم الكبير أنطوان لوران دي لافوازييه - مخترع النظام المتري ومكتشف الأوكسجين والكربون ولسيليكون - بإرساله إلى المقصلة عام (1794) ولا احتاج بيان هذه الشخصية كثيرا فدونكم محرك كوكل .

 

الغريب وعند صدور حكم الإعدام بحقه - بحق لافوزييه - التمس من المحكمة بتأجيل الحكم لمدة (15) يوما، ريثما يكمل عمله على أحد التجارب الكيميائية المهمة ، غير أن رد المحكمة جاء على النحو التالي " لا حاجة للجمهورية، لا الى العلماء ولا للكيميائيين ، قرار المحكمة لا يمكن أن يؤجل".

 

وبهذا الإجراء التعسفي أعدم الرجل ولم يستثمر الثوار خدماته العلمية إذ ذبحت أبحاثه وأفكاره على دكة المصالح السياسية الثورية ،


وبعد تنفيذ حكم الإعدام ، علق عالم الرياضيات - جوزيف لويس لاجرانج - على هذا الحدث ، قائلاً "لم يستغرق الأمر منهم سوى لحظة واحدة لقطع هذا الرأس ، وقد لا يكون متاحا لمائة عام آخرى ان تنتج الأمة الفرنسية رأساً مثله" ،

 

نعم: الأمة التي لا تحترم العلم والعلماء وتفضل حفاة المخ على مفكريها وأفذاذها فهي امة مهزومة وسقوطها آت آت لا محالة ..

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات