علي الأصولي
واقع بيعة الغدير وان كان عنوانها البيعة لأمير المؤمنين(ع) إلا
أنها بالحقيقة هي بيعة لله تعالى ، بتوسط المبلغ عنه وهو نبينا الأكرم(ص) بالتالي
البيعة لعلي(ع) لازمها البيعة لآل علي(ع) انتهاءا بآخر إمام من أئمة المسلمين ،
واعني به الإمام الحجة (ع) فالبيعة بالنتيجة مجموعية لائمة الدين(ع) وإن عقدت
لأكمل أفرادها وهو أمير المؤمنين(ع) .
وهذه البيعة بها اكتمال الدين ولولاها فالدين منقوص بطبيعة الحال ،
قال تعالى {يا أيُّها الرسولُ بلّغ ما أُنزل إليكَ مِن ربّك وإنْ لم تفعل فما
بلّغتَ رسالتَهُ واللهُ يعصمُكَ من الناس إنّ اللهَ لا يهدي القومَ الكافرين} 67
من سورة المائدة –
ونقص الدين بعدم إكمال التبليغ لا ينتج الفائدة والثمرة ومن هنا
كان الخطاب القرآني مشددا وضرورة التبليغ مع ضمان العصمة - والله يعصمك مم الناس -
من هم هؤلاء الناس الذين يحول الله بينهم وبين نبيه(ص) وعدم ضرره؟
الآية أجابت بوضوح وبيان صفتهم كما في ذيل الآية - إن الله لا يهدي
القوم الكافرين - كفر - يعني ستر - الولاية بنحو مباشر كالإنكار المعتمد أو لوي
عنق النص ومفرداته وتوجيهها وما يناسب نقض البيعة او عدم إلزام من يحاول التفص
منها بالتالي مع وصول الحجة ووضوحها وهذا أيضا نحوا من أنحاء الكفر مع العلم ،
ما أريد بيانه ووفقا للآية ، ان لا ثمرة ولا فائدة للدين كل الدين
في ظل غياب الجزء الأخير فيه وهو من الأهمية بما لا يحتاج إلى إيضاح ، بالتالي
المعلول - الثمرة والفائدة - لا يوجد إلا بعد وجود العلة وعدم نقصان أجزائها ،
فلسفيا قالوا : ان العلل المركبة من الأجزاء يكون جزئها الأخير
فيها هو الأعلى رتبة وإن كان هذا الجزء صغيرا بلحاظ مجموع الأجزاء ، بالتالي لا
معلول بلا علة ولا علة إلا بأجزائها حتى تكون علة تامة ،
نعم: كل بيانات النبي(ص) من أقواله وأفعاله واقاريره دين ولكن هذا
الدين لا يتحقق كماله إلا بتمامه ، والكمال في ما نحن فيه هو التبليغ - بلغ -
والتمام - هو بحصول الثمرة والفائدة في مقام العمل بعد العلم - وأتممت عليكم نعمتي
- بالنهاية هذا ما يمكن بيانه ونحن في رحاب بيعة الغدير نسأل الله الثبات على
الولاية عملا بعد إيماننا بها سلفا ، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات