آخر الأخبار

أوهام المعرفة : الأحوال مواهب والمقامات مكاسب ..

 




 

علي الأصولي

 

 

هذا ما قرره أهل المعرفة في تنظيراتهم ولك إن تطالع ما ذكره القاساني أو الكاشاني في كتاب - شرح منازل السائرين - فهناك عدة مقامات على طول خط الطريق الباطني ، ابتداء من مقام التوبة صعودا إلى أعلى المقامات كالفناء ونحو ذلك.

 

وفي طوي هذه المقامات تحصل عند السالك عدة أحوال نتيجة الأذكار أو الرياضيات أو ما تم تسميتها بالتكاليف الباطنية ، ومن ضمن هذه الأحوال ، هو حال المكاشفة للمريد ، وتحصل هذه المكاشفة تبعا لمستوى المريد واستعداده واستحقاقه ، وعادة ما تكون هذه المكاشفات بدائية ، والتي لا يعرف السالك كيفية حصولها ابتداء وطريقتها وفائدتها وانتهائها ، وانتمائها.

 

فتجد المريد يطرب لما يحصل له فرحا بهذا الإنجاز عن طريق التكاليف والذي لولا دخوله في هذا المسلك لم تحصل له هذه المكاشفة الا ما ندر على طول خط حياته !

 

وبقدر ما يفرح المريد بهذا الفتح غير أنه لا يعلم بأن قدمه قد خطت أول خطوة نحو عملية إستدراجية إختبارية من قبل الحق تعالى ، فقد يحسب بأن هذه الموهبة حصلت نتيجة القرب الإلهي ، والرضا الرحماني والعناية القدسية لأنه سلك مسلك الأولياء والأنبياء ، ولكن غفل بأن هذه الكشوفات لا تدل على حقانية الطريق ولا صدقية المسلك ولا عن علو شأن المربي.

 

إذ إن هذا الكشف كما حصل عند هذا السالك فقد حصل قبلا عند عامة الخطوط الباطنية الشيعية الإمامية وغير الشيعية من المتصوفة والعرفاء بل وحصل عند الكثير من الديانات ذات الطابع الغنوصي كما يعبرون.

 

ولذا نحن نتشدد ونحتاط في إثبات صحة الطريق اولا ، ووثاقة رجاله ثانيا ، ومن ثم الجنوح للمكاشفات وفي اي خانة تركن ثالثا ، فلاحظ وانتبه والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات