آخر الأخبار

تحرير العقل الشيعي: ضرورات المرحلة ..

 



 

 

علي الأصولي

 

 

في حديث الإمام الرضا (ع) وهو بصدد بيان موقفه من ولاية العهد - الشكلية - في خلافة المأمون العباسي ، ذكر (ع) لمن شكك بقول: ويحهم! أما علموا أن يوسف(ع) كان نبيا ورسولا دفعته الضرورة إلى تولي خزائن الأرض{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ أمين} ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك على اني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه والى الله المشتكى وهو المستعان ، انتهى: - عيون أخبار الرضا –

 

إذن لولا الضرورة لما قبل يوسف(ع) أن يتنصب على مصر بمنصب رئيس وزرائها ، حيث ارتى المصلحة وإرساء قواعد العدالة ما أمكن في زمن إقبال القحط ، وكذا علي الرضا(ع) لولا ضرورة الإشراف على الهلاك لما رضي أن يكون وليا للعهد وأن كانت ولايته شكلية ،

 

تعال لمطالعة رسالة النجاشي والي الأهواز للإمام الصادق(ع) التي أرسلها على أيام تنصيبه للولاية ولاية الأهواز ،

 

فقد أرسل النجاشي رسالة للإمام مطالبا فيها بيان رأيه وموقفه وما ينبغي وهذا التكليف الذي عبر عنه النجاشي بالبلوى ،

 

فهذا الشيخ صاحب - الوسائل - يروي عن الشهيد الثاني زين الدين في - رسالة الغيبة - بإسناده عن الطوسي عن المفيد عن جعفر بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن أبيه ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي - وهؤلاء كلهم ثقات - قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق(ع) فإذا بمولى لعبد الله النجاشي وقد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ففضه وقرأه ، فإذا أول سطر فيه : بسم الله الرحمن الرحيم - إلى أن قال - إني بليت بولاية الأهواز ، فإن راى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا ، أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل والى رسوله ، ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به ، وفيما ابتذله ، وابن اضع زكوتي؟ وفيمن اصرفها؟ وبمن آنس؟ والى من استريح؟ وبمن أثق وآمن والجا إليه في سري؟ فعسى يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلفه ، وامينه في بلاده ، لا زالت نعمته عليك - الوسائل ج١٢/ - انتهى :

 

وحيث لا مناص والقبول بولاية آل العباس والا مع الاعتراض فهو الهلاك ، فهذا يدل على أن الدخول معهم متوقف على الضرورة والضرورة تقدر بالتالي بقدرها لا أن تؤخذ بها عريضة ،

 

ما يهمنا هو جواب الإمام وخطة العمل لإبراء الذمة وإبقاء مع خط الظلم حيث ورد عنهم(ع) كفارة العمل مع السلطان قضاء حوائج الإخوان –

 

جواب الإمام(ع) وهذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم - حاطك الله بصنعه ، ولطف بك بمنه ، وكلأك برعايته ، فإنه ولي ذلك ، أما بعد : فقد جاءني رسولك بكتابك ، فقراته وفهمت جميع ما ذكرت وسألت عنه ، وزعمت انك بليت بولاية الأهواز، فسرني ذلك وساءني ، وسأخبرك بما ساءني من ذلك ، وما سرني إن شاء الله ، فاما سروري بولايتك فقلت عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من آل محمد(ع) ويعز بك ذليلهم ، ويكسوا بك عاريهم ، ويقوي بك ضعيفهم ، ويطفي بك نار المخالفين عنهم، وأما ما ساءني من ذلك ، فإن أدنى ما اخاف عليك أن تعثر بولي لنا ، فلا تشم حظيرة القدس ، فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه أن انت عملت به ، ولم تجاوزه رجوت أن تسلم أن شاء الله - والكلام كما هو واضح وهو في البحث عن النجاة لا الكمال - اخبرني يا عبد الله أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب(ع) عن رسول الله(ص) أنه قال؛ من استشاره اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه ، واعلم اني سأشير عليك برأيي إن انت عملت به تخلصت مما انت متخوفه ، واعلم أن خلاصك مما بك من حقن الدماء ، وكف الأذى عن اولياء الله ، والرفق بالرعية والتاني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف ، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيتك بأن توقفهم على ما وافق عليه الحق والعدل إن شاء الله - انتهى:

 

ومع هذا النص الشريف فهل يمكن المقاربة والمقارنة مع من تصدى للتكليف على اني اجزم بان أكثرهم لا يشمون حظيرة القدس إلا ما رحم ربي والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات