علي الأصولي
تارة تكون الدلالة على الشيء دلالة مطابقية وتارة تكون دلالة
التزامية على ما أفاد المناطقة ،
العصمة ، عصمة الإمام يمكن الاستدلال عليها بإحدى الدلالتين وإثبات
المدعى، فمثلا إذا كنا نحن والالتزام فيكفي في الإثبات آية التطهير وأية الإطاعة
ونحو ذلك من الآيات التي يمكن أن نفهم منها العصمة، وكذا الروايات كحديث - أني
تارك فيكم الثقلين - وبالتالي عدم الضلال بشرط التمسك وهذا معنى كون للكتاب له
ميزة العصمة والعترة كذلك الكلام نفس الكلام ،
وأما إذا كنا نحن والمطابقة فقد ذكرنا في غير هذا المكان عدة
روايات على المدعى ويمكن ذكر رواية هنا وما يناسب المفام فقد روى الكليني في -
الكافي - ج١ - باب في أن الأئمة بمن يشبهون بمن مضى - قال الصادق(ع) نحن قوم
معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا - انتهى :
ولا يقال: أن العصمة لا تثبت برواياتهم ومروياتهم لأن هذا دور باطل
،
فإنه يقال: المقام في إثبات تداول لفظ ومعنى العصمة لا في ثبوت
التلبس وتعيين المصداق ، فهذا ما بيناه في مقام آخر ودفعنا إشكالات المستشكلين في
حينها ،
ما يهمنا أن التحسس من العصمة لا مبرر له واثباتها منتج لثمرة حجية
الإتباع بالأقوال والأفعال للمعصوم فضلا عن حجية اقاريره ، فهي بالتالي ليس امرا
يخرج بالإمام من حده البشري إطلاقا ، فالعصمة ملكة نفسانية أعلى من مفهوم العدالة
، غاية ذلك صاحبها لا يقترف معصية مع قدرته على إتيانها ،
نعم: يبقى الإمام مع وجود عصمته واحدا من الناس مكلفا بتكاليف
شرعية يتالم يحلم يحب يبغض إلى غير ذلك بالنتيجة لا يتحرك إلا في أفق إرادة الله
والمشيئة الإلهية ،
إذن: طبيعة العصمة لا تخرج صاحبها عن طبعه الإنساني والخروج عن
المألوف ، ومن يحاول أن ينفي العصمة عن أئمة الدين(ع) مع كثرة الأدلة العقلية والنقلية
فهو يرى طبع نفسه وطبع مثله وعدم مفارقة أنفسهم والمعاصي ، والى الله تصير الأمور
..
0 تعليقات