رأفت السويركى
النخبة العربية الناشطة راهناً في الفضاء الافتراضوي تعتبر من أسوأ
أنواع النخب السياسوية التي ظهرت على وجه الأرض طيلة تاريخ الأمة؛ إذ أنها إما لا تمتلك
من الوعي الواجب اتصافها به أو تعاني الضحالة إلى حد الفاقة؛ ما يجعلها غير راجحة
الرأي أو وازنة الفهم لكي تقود الأمة كما يفترض منها إلى طريق الصلاح والفلاح.
*****
وفي عصر الفضاء الافتراضوي المفتوح تتكشف فضيحة هذه النخبة
معرفوياً على كل المستويات السياسوية؛ وتتجلى علامات تهافتها وترديها من دون ستار
أو خباء. ومن يتجول في هذا الفضاء يلقى العجب العجاب؛ والذي يصيب الإنسان بالرعب
مما ينتظر هذه الأمة في "مستقبلها الأسود"؛ نتيجة الضحالة والإسفاف الذي
تبديه هذه النخبة في خطابها السياسوي والإعلاموي باستهداف "مفهوم الدولة
الوطنوية" بالتدمير واتهامه بالعسكرة والديكتاتورية والانقلابات عبر
سيناريوهات "الربيع العبروي المتصهين" بمحتوى خطابه الذي يدور في حواف
شعاراتية أكاذيب "متخيل مفهوم الديموقراطية" من دون دراسات حقيقية.
*****
وعلى سبيل المثال وليس الحصر أسوق إليكم نموذجاً نشطاً في الفضاء
الافتراضوي لا يتوقف - متمولاً - بقدر ما يهدم الوعي الصحيح بكيفية قراءة الواقع
يلهث في محاولات ابتناء "نهج الإقلاق الاجتماعوي" وإشاعة التذمر غير
الموضوعوي. هذا النموذج هو موقع إليكترونوي اسمه "رصيف22"؛ ووفق ما يبدو
فإنه إسم على مسمى؛ بما يقدمه من "ثقافة الشوارع" وأرصفتها؛ وما يرتبط
بها من العطالة والبطالة وترويج المخدرات والمثلوية وثقافة النصف الأسفل من
الأجساد وهي ملامح ثقافة مقاهي الشوارع العربية التي شكلها طور الرأسمالية المحلية
الطفيلوية المهيمن الراهن على الخريطة.
وهذا الموقع بهويته اللبنانية المتمول من دول محددة يتجاهل عوراتها
السياسوية التي يهاجم بها كل الدول العربية يُصَدِّر واجهته بعبارة المخادعة التي
نصها "الصحافة الحرة أقوى بدعمكم". وحين تقوم بتفكيك خطاب المحتوى
السياسوي به لا تجد سوى موضوعات تمثل "الأجندة المدفوعة مسبقاً ولاحقاً وفي
كل حين"؛ بهدف استزراع اليأس من إمكانية نهوض المنطقة وتضخيم آليات الاستهداف
من صناع الربيع العبروي المتصهين.
*****
ولأن العرب قديماً قالت "البعرة تدل على البعير"؛ فإن
"بعرة" موقع "رصيف22 " دالة على تفكير فريقه وأجندته المتمولة
من تلك المصادر المعروفه.
إن هذه البعرة – على سبيل المثال – محل هذه التدوينة أنموذجاً كانت
في صورة لوحة أو فيلم بعنوان "الرؤساء الشباب"؛ و"يدور حول أعمار
الحكام في العالم العربي... هل يفهم ابن الـ60 تطلعات الشباب؟" وبقدر ما يصدر
ما يظنه مشكلة لم يقدم الخطاب المعرفوي الحاكم بنسق السلطة في المنطقة وجذورها
وشروط تغييرها.
ومع القصدية في تضليل المتلقي لقضية غير مدعمة بالقراءات التي
ترتبط بالظاهرة لم يقم فريق التحرير باستخدام المقارنة لتحقيق الاقتناع من المتلقي
بهدف ترويج صورة مستزرعة ومزيفة.
*****
يرصد ذلك الموقع/ الممول ممن يوظفونه سياسوياً قائمة بأعمار
الرؤساء والحكام العرب على سبيل التشكيك في صلاحيته السياسوية ببلدانهم فيذكر:
ميشال عون 87عاما (لبنان) – محمود عباس 85 (فلسطين)- سلمان عبد العزيز85
(السعودية) - نواف الأحمد)84 الكويت) - عبد المجيد تبون75 (الجزائر) – عبد ربه
منصور هادي 75 (اليمن) – اسماعيل جيلة 73 (جيبوتي) - خليفة بن زايد 72(الامارات) -
حمد بن عيسى 71 (البحرين) - عبد الفتاح السيسي 66 (مصر) - هيثم بن طارق 65 (سلطنة
عمان)- محمد الغزواني 64 (موريتانيا) – قيس بن سعيد 63 (تونس)-غزالي عثماني 62
(جزر القمر) – عبد الفتاح البرهان 61 (السودان) – برهم صالح 60 (العراق) - عبد
الله الثاني59 (الأردن) - محمد فرماجو 59 (الصومال) - محمد السادس 57 (المغرب)-
بشار الاسد 55 (سورية) - تميم بن حمد 41(قطر).
إن محاولة تزييف الوعي بثقافة الرصيف تلك تقدم ربع الحقيقة؛ فكبر
الأعمار للحكام العرب ظاهرة طبيعية في بنية السلطة والحكم بل حتى في العالم كله؛
وكبر سنوات العمر لا يعني النقيصة في الحاكم قدر ما يوفر له النضوج والحكمة في
التعامل مع القضايا الوطنية مقابل الاندفاع الأهوج من العمر الصغير.
لم يقدم موقع ثقافة الرصيف الفاسدة إحصائية مماثلة بأعمار الحكام
في الدول المروج لها بالديموقراطية لكي لا يفضح سقوطه السياسوي واستئجاره ليكون
مخلبا مضاداً للدولة الوطنية في المنطقة. إذ كان من الموضوعوية والديموقراطية التي
يغني بها أن ذكر أعمار الحكام مثل: ( الولايات المتحدة) بايدن 78 – ترامب 75-
(إيطاليا) سيرجيوماتاريلا 80- (بريطانيا) إليزابيث الثانية 95 – (روسيا) فلاديمير
بوتين 68 -(تركيا) أردوغان 67 - (المانيا) انجيلا ميركل 67 - (بريطانيا) بوريس
جونسون 57 – (فرنسا) 43.
ولم يشر ذلك الموقع في إطار أجندة التمويل إياها إلى أن حسن روحاني
(إيران) بلغ من العمر 72 لعلاقة النظام في إيران ببعض ماكينات التمويل.
هنا يكون ما هو حرام على الدولة الوطنية العربية هو حلال للدولة
الأوروبية والأميركية؛ فمعدلات الأعمار متقاربة ومتشابهة؛ لأنها السمة المرتبطة
بتوفر آليات إدارة استراتيجيات الدول وقيادة مواجهة التحديات. ولكنها عربيا تتعرض
للدس والطعن والتشويه وغربياً يجري التغافل عنها.
*****
وهكذا هي "البعرة" التي تدل على "البعير" حين
يطلق موقع إليكترونوي على نفسه مسمى "رصيف 22" ويقدم خطاباً متهافتاً
معبراً عن محركات الفوضى في مقاهي الأرصفة وهو في حقيقته المسكوت عنها يعلن أنه
يعمل لمن يدفع أكثر ولا يتحرج من الترويج لقضايا الشذوذ الجنسوي والمثلوية بجانب
الشذوذ السياسوي والترويج لأجندة الممولين الساعين لهدم نظام الدولة الوطنوية.
0 تعليقات