علي الأصولي
الحديث عن حركة الحسين بن علي (ع) بلحاظ مذهبي شيعي إمامي اثنى
عشري. لا ينظر بمعزل عن شخصية الإمام - المذهبية التي نلحظ فيها الإمامة الإلهية
والعصمة ونحو ذلك - بحال من الأحوال. بالتالي لا يمكن التفكيك بين - الحسين
التاريخي بعيون الدوائر الخارجة عن دائرة خط التشيع وبين الحسين داخل المنظومة
العقدية الإمامية –
وبناء على هذه المقدمة: نفترض أن كل حركة معصومية قولية كانت أو
فعلية فهي خاضعة لحكمة وهدف. بل يمكن أن يقال أن الكثير ممن لم تثبت عصمتهم توصف
أفعالهم وأقوالهم ضمن حكمة ما. وهدف خاص بل يمكن أن يقال أكثر من هدف في آن واحد.
والشواهد غير قليلة في المقام.
ولا فرق بين كون هذه الأهداف معلومة أو محتملة المهم إمكانية تعدد
الأهداف بالفعل أو القول الواحد،
بل حتى فلسفيا قالوا ان لكل شيء - علة غائية - ومن هنا كان للإمام
الحسين بن علي(ع) عدة أهداف كما بينا سابقا في غير هذا المقال. وبالنتيجة الطعن
بالأهداف إذ لم نقل طعنا بأصل الحكمة الإلهية. فهو جهل في أصل الحركة الحسينية.
وما أورده نزيل لندن من عنوان - كربلاء الدّم والعذابات لا
الانتصارات!!
فهو راجع إلى الجهل بطبيعة الأهداف المتعددة للحركة الحسينية. لأن
الخصم تحرك من موقع فهم الحسين بن علي كونه قائدا دنيويا تماشيا والاتجاه ألمادي
في النظر التاريخي وحركته. بل قد رتب المستشكل نتيجة على الإخفاق الحسيني وهذه
الحركة وما يستبطنه عنوان مقاله!
بل وزاد على ذلك أن الحركة لم تؤتي ثمارها لا لنفس الحسين (ع) ولا
لمن جاء بعده ودونكم التنكيل باتباعه على مر الدهور والعصور!
وعجبي لا ينقضي ممن يدعي التنور والتبصر وهو ينظر بعين عوراء
لمسألة الانتصار سواء كان للحسين(ع) أو لعموم اتباع الحسين (ع) وحصر المطلب
بالانتصار العسكري فقط وفقط. والى الله تصير الأمور .
0 تعليقات