آخر الأخبار

شؤون مرجعية : دين العامة ودين الفقهاء ..

 




 

علي الأصولي

 

 

في الوقت الذي تجد العامة تخترع من عندياتها طقوسا شعائرية في الأيام العاشورائية، تجد الفقهاء في الجملة لا يبدون أي امتعاض وهذه المخترعات، إما انسياقا وايماناتهم دخول هذه الممارسات المستحدثة بعموم أدلة - ومن يعظم شعائر الله - بعد توجيهات صناعية ، او عدم إيمانهم بتغطية إطلاق الأدلة ومصاديقها المستحدثة ، بالنتيجة تجد الصمت في مثل هذه المواقف هو سيد المشهد والتطيير عند المرجع السيستاني ليس عنك ببعيد ،

 

نعم: لو فرضنا أن المرجع السيستاني لا يرغب بالتطبير إلا أنه لا يملك خيار المواجهة مع العامة من جهة وضغط جملة من أقرانه الفقهاء من جهة أخرى وبالتالي فما عليه إلا السكوت ودونك مقلديه وخلافاتهم في شأن التطبير بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ، وهذا السلوك ليس بالمستحدث فقد روى السيد العاملي مرتضى عن بعض الفضلاء قصة نقلها المرجع المعاصر صادق الروحاني ومفادها: أنه قد صنع في إيران، في عهد مرجعية آية الله السيد البروجردي صنع أهل إيران شباكاً، ليوضع على القبر الذي ينسبونه إلى رقية بنت الإمام الحسين (ع) فكانوا يدخلون ذلك الشباك إلى مدن إيران، ويبقى فيها مدة شهر أو أقل أو أكثر..

 

فلما أرادوا أن يأتوا به إلى مدينة قم منعهم آية الله السيد البروجردي من ذلك على أساس أنه لم يثبت أن القبر المذكور هو لرقية بنت الحسين (ع). وإدخاله إلى قم في عهد مرجعيته سوف يعطي الانطباع بموافقته «رحمه الله» على نسبة القبر المذكور إلى بنت الحسين (ع) وهذا ما لا يرضى السيد بأن ينسب إليه، أو يظن، أو يتوهم في حقه.

 

فلم يأتوا بذلك الشباك إلى مدينة قم بسبب هذا الموقف. انتهى.

 

وكما ترى لم يستطع المرجع البروجردي من إبداء رأيه جهارا نهارا أمام شباك لضريح لم يثبت صحته واكتفى بمنعهم في محيط قم فقط ، وأما في المدن الأخرى فكان الشباك يطوف بينها وتأخذ الناس منه البركات قبل النصب لضريح لم يثبت صحته لبنت الإمام الحسين(ع) ...

 

إرسال تعليق

0 تعليقات