علي الأصولي
تحت يافطة - ترك زيارة الحسين توجب نقصان العمر - أستهل العسر
مقاله بدعوى إن الصادق منظّر الحسين المذهبي يطوّر لهجة وصيغة التّخويفات ليقول:
من مرّت عليه سنة ولم يزر قبر الحسين [المذهبي] سيموت قبل موعده المقرّر بثلاثين
سنة.
وما ذكره مرو في في المصادر وعلى ضوء الرواية قال:
أقول منذ قرون والشّيعة تزور قبر الحسين [المذهبيّ] باستمرار وهناك
ملايين يتمنّع عن زيارته، فلم تنقل لنا الأخبار أنّ من زاره طال عمره ثلاثين سنة
عن أبناء نوعه، أو أنّ من ترك زيارته نقص عمره ثلاثين سنة عن أعمار أبناء نوعه،
والموت والحياة وتقدير أوقاتهما يعودان في الغالب لأسباب طبيعيّة معروفة؛ فقد يموت
من زاره بإخلاص واستمرار طيلة حياته مبكّراً ويطول عمر من لم يزره ولا مرّة واحداً
كثيراً، وربّما العكس أيضاً... ومنه تعرف: أنّ مثل هذه التّخويفات تكمن المصلحة في
نفس جعلها كما يقولون، فتدبّر وافهم، انتهى:
ويرد عليه: ان التدبر والفهم أولوية لمن فهم النص بهذا الشكل المخز
من الرواية. وإلا لم تنص الرواية على زيادة العمر على أبناء النوع. وهذا فهم تبرعي
محض قدمه من يغامر بمشاكساته اللا علمية.
وقوله: الموت والحياة وتقدير أوقاتهما يعودان في الغالب لأسباب
طبيعية. وكان المفروض على الكاتب ان يلتفت إذ كان لا زال مؤمنا بأن الأسباب
الطبيعية لها عللها العليا ولا جريان للأسباب بمعزل عن ما ورائها.
بالتالي: إن موت الزائر في الطريق وارد جدا بل حاصل فلا ضمان له
لمجرد الذهاب للزيارة ولذا عد في بعض المرويات ما لأجر من مات في الطريق. وكيف
كان: الروايات الناصة على طول او قصر الحياة ليس فقط في مورد الزيارة وعدمها بل
توجد مرويات عديدة بشان خرم أو احترام الأجل جراء فعل وموبقة أو زيادة في العمر
وبركته لأجل بعض أعمال الخير.
وعليه: يفترض بالمستشكل ان كان من المحصلين كما يدعي فيما مضى إن
يفهم في مسألة طول الحياة وقصرها في المرويات عامة ومنها مورد الزيارة مسألة
الاقتضاء من عدمه وما نحن فيه من هذا القبيل. فأفهم وكن من الشاكرين.
0 تعليقات