على الأصولي
من الموبقات التي عرفتها البشرية قديما هو الافتراء على الغير بلا
حجة ولا بينة ولا كتاب منير ، وقد زل خلق كثير وهذه المقولة ما بين تصنيعها تارة
وترويجها تارة أخرى،
وطبيعة سوق الافتراء تتعدد نواياه بطبيعة الحال.
ولا كلام مع صناع الافتراء بقدر ما يمكن أن نلحظ من انساق وهذا
الافتراء بجهل او غفلة والعصمة لأهلها على كل حال،
نقل الشيخ محمد انبوهي - وهو شاهد معاصر - قصة تصلح لان تكون مدخلا
وما نروم بيانه: وحاصل الحكاية التاريخية المعاصرة التي حدثت أبان انتصار الثورة
الإسلامية في إيران، حيث كانت هناك زيارة الملكة فرح ديبا زوجة محمد رضا شاه
البهلوي إلى العراق ولقائها بزعيم ألطائفة ومرجعها السيد أبو القاسم الخوئي - قده
- بعد أللقاء أشيع خبرا بواسطة مدير مكتبها البروفيسور السيد حسين نصر الذي كان من
ألحاضرين فى اللقاء وألبعض من الجهات الإعلامية المغرضة والخبر مفاده: هو أن السيد
الخوئي حين اللقاء أهدي خاتما إلى محمد رضا شاه بواسطة الملكة فرح ، وعندها انطلقت
الحملات الإعلامية من المغرضين وغيرهم، لتشويه صورة المرجعية وواجه هذا الخبر بين
من أيد ومن كذب الخبر والملفت للنظر السيد الخوئي - ره - بعد مدة في جواب رسالة
موجهة بتاريخ (٢٤) رجب (١٤٠٣) هجرية إلى أحد طلبته السابقين من الذين هاجروا من
النجف الاشرف إلى قم المقدسة وهو الشيخ علي الكاتبي المرندي'' من ضمن ما كتب فى
الرسالة التي كتبت بخط يده و تحمل فى طياتها حرقة قلب :
{وإما عن موضوع الخاتم الذي سئل كرارا ومرارا مني، أجبت علي
السؤال، وكل ما أشيع وقيل محض افتراء ولا أصل له، وان شاء الله تعالى المفترين يلاقون
جزائهم يوم القيامة.} انتهى.
أن قصة الخاتم وعلى ضوء هذه الرسالة قد نفاها المحقق السيد الخوئي
بغصة لمكان وجود الافتراء عليه بلا بينة تذكر سوى الترويجات الإعلامية. إلا أن قصة
الافتراء قد اضمحلت من الساحة واختفت بصرف النظر عن أسباب الاختفاء والاضمحلال
ويبدو لي بأن كثيرا ممن انساقوا وهذه الفرية تراجعوا عنها لعدم الدليل وحصولها،
نعم: سيقت أنواع وأشكال الافتراءات على مرجعية محمد محمد صادق
الصدر إبان تصديه المرجعية آنذاك. وبعد الشهادة واتضاح الأمور خاصة وطبع كتاب -
عباس كاظم - الوثائقي - الحوزة العلمية - الحوزة تحت الحصار - دراسة في أرشيف حزب
البعث العراقي –
كنا على أمل وتراجع من انساق وهذه الحملة ولو على خجل لعدم حصول
صناع الافتراءات وترويجها على أي دليل يذكر بإدانة الشهيد الصدر.
ومن هنا كان موقفنا ثابتا وواضحا تجاه الحملة قديما بلحاظ الدفاع
وحديثا بعدم التعاطف مع الآخر وبالتالي الانزواء. وأما من أحب طوي الماضي بحجة
الحاضر وفق رؤى وعناوين ثانوية أو علاقات شخصية ومجاملات منفعية فهذا بالتالي شأنه
وما يختار والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات