آخر الأخبار

جوائز الحكومات ..

 




 

علي الأصولي

 

 

عقد الفقهاء بابا في مدوناتهم الفقهية تحت مسمى جواز أخذ هدايا وعطايا - جوائز الظالم - ويقصد بالظالم - في الأدبيات القديمة كل الحكومات التي لا يحكمها معصوم.

 

ويقصد بها الآن كل الحكومات الجائرة التي لا تتخذ مسارات العدل في الحكم بين الرعية وسقوط شرعيتها لعدم قبول وتمثيل الناس وإرادتهم وما يطمحون ونحو ذلك.

 

وما يعنينا هو أن الحكومات - وعلى أي تفسير كانت - هداياها وعطاياها من أموال وهبات وغير ذلك ولأي سبب كان ولأي فرد. فهي من المباحات في الفقه الإمامي وعليه التسليم.

 

تعالوا: معي للوقوف على ما سطره السيد المحقق الخوئي في - منهاج الصالحين ج2 / م 39 - إذ افاد ( جوائز الظالم حلال, وإن علم إجمالا أن في ماله حراما، وكذا كل ما كان في يده يجوز أخذه منه وتملكه والتصرف فيه بإذنه، إلا أن يعلم أنه غصب ) وكما ترى الجواز بشرط عدم الغصب كغصبية دار أو أرض أو بستان أو نحو ذلك..

 

ومستند فتيا الفقهاء هي الأحاديث والسيرة المعصومية

 

وما عليك إلا أن تأخذ جولة في ( كتاب وسائل الشيعة ج17 /,ص 213 ـ باب 51 ـ باب أن جوائز الظالم وطعامه حلال ...)

ولذا نجد أن السيرة المعصومية قائمة على أخذ المعصوم جوائز الخلفاء بلا نكير بل إن الأئمة (ع) اجازوا العمل وهذه السيرة لشيعتهم وأباحوه لعامة أتباعهم.

 

وهنا انقل مضمون نص ألتوجيه الروائي بعد السؤال عن الجواز بما حاصله:(كل وخذ منه، فلك المهنا وعليه [السلطان] الوزر)

 

وحقيقة الجواز والإباحة قد نص عليها المعصوم بقول (أن لك في بيت المال نصيبا)

 

وكيف كان: بعد أخذ الجائزة فللفرد الحق والتصرف بها كيفما كان وكيف ما شاء ما دام الأمر لا يخرج عن طور المحذورات الشرعية. وصرفها في وجوه البر من أفضل القربات. كما كانت عادة الإمام زين العابدين(ع) المعروف بكثرة شراءه للعبيد والإماء لغايات - مصلحية دينية اجتماعية - ضاق بها ذرعا بعض المسكونين من أنصاف المتعلمين!

 

وهذا موقف آخر وهو عن الإمام الكاظم (ع) ومسألة هدية هارون العباسي (في حديث ـ إن الرشيد أمر بإحضار موسى بن جعفر (ع) يوما فأكرمه وأتى بها بحقة الغالية، ففتحها بيده فغلفه بيده، ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير، فقال موسى بن جعفر (ع): والله لولا اني أرى من أزوجه بها من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله ما قبلتها أبدا).

 

وفي موقف آخر عن الفضل بن الربيع، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) إن الرشيد بعث إليه بخلع وحملان ومال، فقال: لا حاجة لي بالخلع والحملان والمال إذا كان فيه حقوق الأمة، فقلت: ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ، قال: اعمل به ما أحببت....

 

والحمد لله رب العالمين...

 

إرسال تعليق

0 تعليقات