هادي جلو مرعي
يكاد عمر الحكومة أن ينتهي، ولكن للتاريخ والمسؤولية لابد من
الإشارة الى نجاحات تحققت في بعض وزاراتها نسلط الضوء عليها هنا.
فقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالصحيح والزائف من الإتهامات
لمؤسسات في الدولة في قضايا تتعلق بالفساد، وسبل المحاسبة، وقد أتخذت إجراءات
عملية واضحة للإصلاح، ومحاربة الفساد، وبعد أن كان فساد بعض الوزارات يزكم الأنوف،
صار كل ذلك من الماضي، حيث توفرت عوامل النزاهة والحرص والمسؤولية والصدق والصراحة
والشفافية وإيجاد الحلول لكل مشكلة، وعدم الرضوخ للإملاءات والضغوط والرغبات
الخاصة، وقد تأكد ذلك من خلال ملاحظة حجَم التطور في الأداء، والشعور بالمسؤولية
العالية في عدد من وزارات الدولة.
يجري تقييم عمل تلك الوزارات وفق منهج ما لتقويم المسار، وتحديد
الأولويات، والتحضير لمرحلة لاحقة من أجل وضع أسس بناء صحيحة تعتمد مقاييس نوعية،
وآليات عمل منظمة تتجاوز الأطر التقليدية، فليس من المقنع البقاء على ذات الطريقة
التي أعتمدت، ثم لم تعد تلائم المرحلة الراهنة التي ستكون بحاجة الى طريقة جديدة،
ومنهجية ملائمة لماتقتضيه التطورات والحاجات على الأرض، وسنكون بحاجة الى طريقة أكثر
تطورا في المرحلة التي تلي، وهو عمل مستمر لايمكن أن يتوقف على نجاح، أو ينتكس
بسبب فشل في مفصل ما من مفاصل العمل.
وزارات الحكومة الحالية جرى نقاش عميق حول عملها، وطرق إدارتها،
ومايمكن أن يكون جزءا من حالة نجاح حققته، وبه يمكن أن تفتح المجال لنجاح أكبر، وتؤسس
لآلية تعتمد من قبل هياكل الوزارة ومسؤوليها، خاصة حين لايكون من ملاحظات على
العمل غير جيدة، ولم توجه الانتقادات بصورة، أو بأخرى للوزارة ولمديرياتها، وهنا
يكون من الجيد تحديد هذه الوزارات، وضرب مثل نجاح بها، وإن لم يكن كلها فبعضها
بغرض اعتمادها كحالة إيجابية ليس من الملائم تجاوزها، والقفز على مانتج عنها من
إيجابية تصلح أن تكون مادة للمعرفة والإسهام بما هو أفضل في الفترة المقبلة.
وزارات مثل التعليم والتربية والتخطيط والعدل والموارد المائية
وصفت بالأفضل أداءا في مجمل عملها، وهذا يعود لجملة عوامل تتعلق باستقلالية
الوزير، وعدم قبوله أن يكون راضخا لجهة سياسية تحاول إستغلال عمل الوزارة،
وتحويلها الى أداة لتحقيق مصالح خاصة على حساب مصلحة الشعب العامة، وهذا أمر يستحق
تسليط الضوء عليه، والتأسيس لحالة أفضل إعتمادا عليه، ليكون من الممكن تصور وضع
إداري ومهني أكثر إيجابية، ويحول دون الوقوع في الخطأ، وتدارك الأخطاء السابقة
التي أثرت في مكان ما، وأجهدت الباحثين عن فرص الإصلاح والتقويم.
0 تعليقات