آخر الأخبار

55 سنة على وفاة الموسيقار محمد فوزي. (محمد فوزى وثورة 23 يوليو)

 




 

بقلم : عمرو صابح

 

 

الصورة لحوار صحفي للفنان محمد فوزي مع الصحفي صلاح درويش منشور فى مجلة " أخبار النجوم " فى 13 ديسمبر سنة 1960 حول قيامه بغناء وتسجيل أغنية " ناصر " من ألحان وغناء محمد عبد الوهاب دون الحصول على إذن بغناءها من الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى رفع قضية على محمد فوزى وطالبه بتعويض 10 ألاف جنيه.

 




الفنان محمد فوزى خلال الحوار يتهكم على أداء محمد عبد الوهاب للأغنية ويصفه بالأداء الباكي الذى لا يتناسب مع اللحن ولا طبيعة الأغنية الوطنية .

 

الموسيقار محمد فوزى تبرع لتسليح الجيش المصري ،و غنى عدة أغانى لثورة 23 يوليو مثل " غنوا لـ 23 يوليو .. عيد الثورة .. عيد الأحرار ،" كان وإن " ، " رشوا الملح " وهى لتأييد القرارات الاشتراكية فى يوليو 1961 ، ودخل فى نزاع قضائي مع محمد عبد الوهاب لغناء أغنية " ناصر " وهى أغنية لتمجيد الرئيس جمال عبد الناصر.

 

تظل الطريقة التى استغل بها خصوم جمال عبد الناصر لمرض الفنان محمد فوزى مثالاً نموذجياً على كيفية تزييف التاريخ وتغيير الوقائع ونشر الأكاذيب وتحويلها لحقائق فى عقول من لا يقرأون ولا يراجعون الوقائع التاريخية.

 

فى البداية تم نشر صور للفنان الراحل بعد أن أصيب بالمرض النادر الذى فشل أطباء عصره فى تشخيصه ، وكان من أثاره فقدان محمد فوزى لوزنه وإصابته بالضعف الجسمانى والهزال ، بعد ذلك تم الترويج ان المرض أصابه بسبب تأميم جمال عبد الناصر لشركته ، ثم بدأت تلك القطعان فى نشر شائعة ان السبب وراء تأميم جمال عبد الناصر لشركته ان محمد فوزى قال له .. لا !!

 

ورفض الغناء له أو لثورة 23 يوليو ، ثم نشرت تلك القطعان ان بعد هزيمة 5 يونيو 1967 ، لم تجد الإذاعة المصرية سوى أغنية " بلدي أحببتك يا بلدي " لمحمد فوزى لإذاعتها على الشعب ، وبهذا يكون جمال عبد الناصر قد قتل محمد فوزى بالتأميم ثم قتله مرة أخرى بعد وفاته بعام عندما لم يجد سوى أغنيته لكى يذيعها على الشعب بعد الهزيمة!!

 

قصة محبوكة ممتلئة بالتراجيديا الفاقعة لجلب الدموع على الموسيقار العبقرى الراحل ، ولكن الحقيقة ان محمد فوزى لم يرفض الغناء لعبد الناصر أو للثورة بل غنى للثورة العديد من الأغانى فى أعيادها

 

رابط لأغنية " غنوا لـ 23 يوليو عيد الثورة عيد الأحرار" ، تلحين وغناء : محمد فوزى :

 

 


وهذا رابط لأغنية "رشوا الملح " فى الاحتفال بعيد ثورة 23 يوليو فى عام 1961 تلحين وغناء : محمد فوزى ، وغناها بعد صدور القرارات الإشتراكية :

 


 

و هذا رابط لأخر لقاء إذاعى أجرته إذاعة الشرق الأوسط مع الموسيقار والمطرب الراحل محمد فوزى قبيل وفاته بشهر ونصف ، يشكر فيه الرئيس جمال عبد الناصر والحكومة المصرية على الاهتمام بعلاجه:

 


 

- قرار تأميم شركة " مصر فون " المملوكة للفنان محمد فوزي حدث خلال تأميمات يوليو 1961 بعدما قرر الرئيس عبد الناصر انتهاج الطريق الاشتراكى لبناء وتنمية مصر ، وشملت تأميمات يوليو 1961 مئات الشركات الخاصة ولم تكن خاصة بشركة الفنان محمد فوزي فقط ، بل كانت هذه هى السياسة الاقتصادية للدولة خلال تلك الحقبة التاريخية.

 

- عندما تم تأميم شركة مصر فون عام 1961 جاء في قرار التأميم بالمادة الثالثة منه : { تؤدي الدولة قيمة ما آل إليها من أموال المنشآت المشار إليها بموجب سندات اسمية على الدولة لمدة خمسة عشر سنة بفائدة 4% سنوياً، وتكون السندات قابلة للتداول بالبورصة ...} ، ومعنى ذلك أن الشركة المؤممة أصبحت دينا على الحكومة بموجب سندات بقيمة الشركة ويجوز لصاحبها مالك السندات أن يبيع السندات في البورصة أو يتصرف في جزء منها.

- الفنان محمد فوزي حصل على قيمة أسهم شركة مصر فون التي كان يديرها وكانت ملكية أسهم شركة مصر فون كالتالي :

 

- 50% من الأسهم مملوكة لشركة فيليبس

 

- 25% من الأسهم مملوكة للفنان محمد فوزى.

 

- 25% من الأسهم مملوكة للفنانة أم كلثوم.

 

- أم كلثوم كانت وطيدة الصلة بالرئيس جمال عبد الناصر ولكن هذا لم يجعله يتغاضى عن تطبيق القانون عليها عندما تم تأميم شركة مصر فون التى كانت أم كلثوم تمتلك ربع أسهمها.

 

- تم تعيين الفنان محمد فوزي مديرا لشركة مصر فون التي تغير اسمها بعد التأميم إلى شركة صوت القاهرة.

 

- قيمة الأسهم ردتها الدولة على 15 سنة وبفائدة سنوية 4% لأصحاب الأسهم بالشركة.

 

- شركة مصر فون كان رأس مالها 10 ألاف جنيه كما كان من ضمن ملاك أسهمها ، مالك أجنبي هو شركة فيليبس التى كانت تمتلك نصف أسهم الشركة لذا انطبقت عليها شروط التأميم.

 

- شركة صوت الفن التى كان يمتلكها عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب ، كان رأس مالها 5 ألاف جنيه ، كما انه لم يكن هناك شريك أجنبي معهما لكى يتم تأميمها.

 

- فى عام 1965 أصيب الفنان محمد فوزى بمرض سرطان العظام الخطير المعروف باسم ( Osteoclastoma ) ، وعندما علم الرئيس جمال عبد الناصر بمرض الفنان محمد فوزي وبفشل محاولات علاجه فى مصر ، أمر بعلاجه في الخارج على نفقة الدولة وصدر القرار في 9 ديسمبر عام 1965 ولكن العلاج فى الخارج فشل أيضاً ، وتوفى الفنان الكبير محمد فوزى متأثراً بمرضه فى 20 أكتوبر 1966 ، وقد أمر الرئيس عبد الناصر بإقامة جنازة رسمية له وأوفد الدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة نائباً عنه للمشاركة فى تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير.

هذه هى الحقيقة فى قصة الموسيقار والمطرب العبقرى الراحل مع ثورة 23 يوليو ، ولكن من أدمنوا تزوير التاريخ من خصوم جمال عبد الناصر وعهده وثورته استغلوا مرض الفنان الراحل ومحنته ووفاته من أجل المتاجرة بسيرة محمد فوزي لتشويه وقائع التاريخ.

أتمنى أن يظهر هذا التسجيل النادر للموسيقار محمد فوزي وهو يغنى أغنية " ناصر " بصوته العذب.

 

رحم الله الفنان العبقرى محمد فوزى.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات