هادي جلو مرعي
بعد أيام على الضجة التي أثارها خبر استهداف منزل رئيس الوزراء
السيد مصطفى الكاظمي، والذي إستدعى ردود فعل متباينة، وردات فعل قوية من جهات
خارجية وداخلية، وكان لافتا إن الجميع أستنكر وأدان ذلك الاستهداف، وحتى الجهات
التي كانت متهمة مسبقا بتنفيذه فإنها كانت أسبق من غيرها في إصدار بيانات الإدانة
تلك، وإعلان إن الاعتداء جريمة تستهدف هيبة الدولة العراقية، بينما جاءت بيانات
الإدانة ورسائل زعماء العالم سريعة وقوية هي الأخرى معلنة التضامن مع العراق،
ورئيس حكومته بالرغم من عدم وجود الكاظمي في منزله ساعتها، وخروج المالكي
بالدشداشة مهرولا للاطمئنان عليه.
تناقل مغردون ووسائل إعلام خبرا عن استهداف طائرة مسيرة لمنزل
السيد خميس الخنجر في حي اليرموك ببغداد، والخنجر هو زعيم تحالف عزم ثاني أكبر
تحالف انتخابي حصل على مقاعد في البرلمان المقبل، ويؤاخذ على التحالف إنه لم يؤكد،
أو ينفي الخبر بالرغم من وجود علامات استفهام كبيرة على توقيت الحادث سواء لجهة
كونه مجرد خبر، أو كونه حقيقة حصلت بالفعل، فهناك رسائل ربما أريد لها أن تصل
السيد الخنجر مرتبطة بتحالفاته السياسية، ودوره وتأثيره الذي يزاحم قوى سياسية
عديدة، وربما كانت الرسالة تتعلق بنوع التحالفات التي قد يتوجه إليها تحالف عزم
خلال الأيام المقبلة خاصة وإنه يتحدث عن التوافق السياسي، والرغبة في الحوار،
والتواصل للخروج بنتائج مرضية، وواضحة لجميع أطراف العملية السياسية، وكان يجدر
بمكتب السيد الخنجر إصدار بيان بهذا الخصوص، وشرح الدوافع التي أدت الى نشره في
هذا التوقيت، وهل يمثل تهديدا صريحا له بعدم الذهاب الى تحالفات لاترتضيها جهات
دولية تريد رسم خارطة سياسية جديدة للعراق بعد سنوات من تشكل نظام سياسي تتزاحم
عليه الضغوط، والاشتراطات، والرغبات التي جعلته يهتم بالصراع، ويترك مصالح الشعب
جانبا حتى وصلنا الى نتيجة غير سعيدة وقد تؤدي الى ضرر أكبر؟
وبانتظار مسيرة جديدة نستودعكم الباري الذي لاتضيع ودائعه.
0 تعليقات