التقراى يمهلون آبى احمد ثلاثة أيام قبل اقتحامهم أديس أبابا.
ارتريا شلل وارتباك كامل :
عبدالقادرالحيمي
القضارف
9 نوفمبر 2021
التقى مبعوث الاتحاد الإفريقي اوباسانقو الرئيس النيجيرى السابق ،
فى مغلى أول أمس الدكتور دبرصيون جبرا ميكائيل رئيس حكومة التقراى الوطنية عارضا
وساطة اللحظات الأخيرة لإيقاف جحيم الحرب الأهلية الطاحنة فى اثيوبيا . وكما هو
متوقع رفض د. دبرصيون الوساطة رفضا باتا ، بل ووجه إنذارا قويا لأبى احمد بمغادرة أديس
أبابا وأمهله ثلاثة أيام قبل دخول قواته الى عاصمة البلاد أديس أبابا.
كما طرح للوسيط اوباسانقو هدف الحركات المعارضة المسلحة ل 9 أقاليم
إثيوبية من أصل 11 إقليم ، بتنحى آبى احمد وتشكيل حكومة انتقالية موسعة تضم كافة أقاليم
اثيوبيا تجهز البلاد لانتخابات عامة.
وقد توحدت هذه الحركات المسلحة المعارضة فى جبهة موحدة تدعو
للفيدرالية والكونفدرالية وتنسق فيما بينها عملها السياسى والعسكرى. وكان اوباسنقو
قبل شهرين طلب من آبى احمد إلغاء تصنيف جبهة تحرير التقراى TPLF حركة إرهابية ليتفاوض معهم .
من ناحية أخرى ، صرح قائد جيش تحرير اوروميا OLA( كومسا ديربا ) المشهور باسمه الحركى، ( جال
مورو) لوكالة الأنباء الفرنسية عن قرب شن قواته لهجوم نهائي على العاصمة أديس أبابا
وأضاف ( إن النصر صار قريبا ووشيكا).
فيما يسود الخوف والتوتر على سكان مدينة أديس أبابا ، لكن الأحوال
داخلها وفى أطرافها هادئة ، لكنها تعيش فى ظل الأوضاع التى تسبق العاصفة ، ورغم
ارتفاع اسعار السلع مع انخفاض قيمة " البر" مقابل الدولار بدا المواطنين
فى تخزينها رغم عدم استطاعة الكثيرين شرائها .
تعتمد الحكومة فى الدفاع عن أديس أبابا على ميليشيات "
فانو" وما تبقا من قوات الجيش الفيدرالى واستدعت أيضا العسكريين المتقاعدين
بل ودعا آبى احمد سكان العاصمة بالاستعانة باى سلاح للدفاع عن ( بقائهم) وذلك فى
تحريض وإشارة الى أن القوات الغازية سوف تقوم بعمليات انتقامية ومذابح في أوساط
المدنيين .
لكن الواقع يكذب ادعاءات تصريحات آبى احمد التى تروج للكراهية
والاستئصال العرقى ، اذ ان كل مدن الامهرة التى دخلها وسيطر عليها التقراى وهى مدن
" ديسي , كمبوليشا، خميسى، دبرا تابور، مجدلا الخ" وأخيرا مدينة ( موجا)
والتى سيطر عليها التقراى بالأمس وتقع على طريق ولدايا وبحر دار عاصمة امهرة، كل
هذه المدن ذات الأغلبية من السكان الذين يدينون بالإسلام ، لم ترتكب فيها قوات
التقراى اية جرائم أو انتهاكات إنسانية ، بل على العكس استقبلهم سكان هذه المدن
بالذبائح والترحاب .
فيما يظل الإعلام الرسمي الحكومي خاصة القنوات الفضائية بنشر
خطابات الكراهية ويستمر فى وصف TDF و OLA بالحركات الإرهابية
التى تسعى للانتقام والهيمنة على الشعوب الإثيوبية ، ويدعى الإعلام الرسمي فى
تغييب للشعب الاثيوبى عن تحقيق الجيش الاثيوبى انتصارات وهمية كبيرة على
الإرهابيين وتدميرهم والقضاء عليهم ، بينما لا وجود لهذا الجيش على أرض الواقع ،
ويشارك مكتب الجزيرة فى أديس أبابا فى حملات التضليل والتعتيم الاعلامى عبر مدير
مكتبه محمد طه توكل والذى يسخر كل امكانيات مكتب الجزيرة لمساندة إعلام الحكومة
وحزبها الازدهار.
كل مكاتب الجزيرة حول
العالم تتسابق فى بث الأحداث فى تقاريرها الإخبارية ، بينما يعمل محمد طه توكل
وربيبه حسن رزاق فى التعتيم على أحداث حرب يتابعها العالم بأكمله.
من المتوقع فى غضون الأيام القادمة ان تشن قوات TDF و OLA كما أعلنت قيادتهم السياسية والعسكرية الهجوم النهائى على العاصمة
الإثيوبية أديس أبابا من على عدة محاور تنطلق أساسا من جنوب شرق وجنوب غرب أديس أبابا
، مما يضع المشهد العام فى السودان بصفة خاصة والقرن الإفريقي بصفة عامة أمام
تطورات جديدة يفرضها التحول والتغيير الجديد الذى طرا على الساحة الإثيوبية .
وأمس اقيمت احتفالات كبرى فى مدينة خميسى بامهرة وهى التى التقى
والتحمت فيها قوات التقراى والاورومو وشارك القادة العسكريين الطرفين تلك
الاحتفالات.
الحدود الشرقية للسودان :
شهدت الفشقة بشقيها هذا العام إنتاج وفير من الذرة ، السمسم، بذرة
عباد الشمس ، والقطن بشكل لم يحدث من قبل ،اذ لأول مرة منذ ثلاثين عاما مارس
السودانيون زراعة أراضيهم فى الفشقتين ، ولأول مرة منذ ثلاثين عاما توفرت العمالة
السودانية وبكثافة عالية فى القيام بعمليات الحصاد ، اذ كانت طيلة السنوات السابقة
تعتمد عمليات الحصاد سواء فى الفشقة او المناطق الزراعية الأخرى بالقضارف على
العمالة الإثيوبية.ولم يحدث هذا التطور المذهل الا بفضل الأمن الذى حققته قواتنا
المسلحة بفضل بسط سيطرتها وسيادتها وتامينها لكامل حدود الحدود الشرقية بل ونشرت
تعزيزات إضافية لتامين عمليات الحصاد، ولم تحدث كما فى السابق اية اعتداءات
اثيوبية فى كل مراحل الزراعة والحصاد طيلة الأشهر الخمسة الماضية، وهو مالم يكن
يتحقق لولا انتشار وحدات القوات المسلحة وتأمينها الكامل للمنطقة .
لم تتوقف وفود حكومة اقليم امهرة لحكومة ولاية القضارف وطلبهم
الرئيسى هو فتح معبر القلابات / المتمة فى محاولة لتحسين وتطوير علاقاتهم مع
السودان وبادروا باطلاق سراح بعض الشباب الذين تم اعتقالهم أثناء وجودهم فى المتمة
اثر إغلاق السودان المعبر ، كما بادرت حكومة امهرا بالكشف عن مكان جثمان الشهيد
نقيب القوات المسلحة والذى تسملت اسرته رفاته واعيد دفنه فى مسقط راسه فى ( قري).
يبدو ان الاثيوبيون بحاجة ماسة لفتح معبر القلابات لاستيراد المنتجات الغذائية
السودانية والتى كانت تذهب اليهم بكميات كبيرة ، خاصة ان الاقليم يعانى من شح
المواد التموينية فى ظل الحرب فى اقليم امهرة ونزوخ داخلى لاثنين مليون مواطن ،
بالإضافة لخروج 40 الف فدان من الزراعة هذا الموسم فى جنوب وللو وجنوب قوندر وخروج
اكثر من 60 الف فدان من المزارعين الاثيوبيين فى الفشقة بشقيها واوردت صحيفة
اثيوبية حكومية ان 10% فقط تمت زراعتها فى اقليم امهرة.
رفض الجانب السودانى وبشكل نهائى فتح معبر القلابات ، ويبدو ان
فتحه كما اعتقد مرتبط بالنزاع الحدودى ولرفض الإثيوبيين تقديم معلومات عن مواطنين
سودانيين آخرين مفقودين ومختطفين.
ارتريا :
يسودها شلل كامل وارتباك نتيجة لتتطورات العمليات العسكرية فى
اثيوبيا وفشل الجيش الارترى مع الجيش الاثيوبى للتصدى لقوات التقراى والاورومو
وخسارتهما للحرب.
لم يظهر اى رد فعل علنى لاسياس افورقى وهو المعروف عنه البطء فى
التعبير عن رد فعله في الأحداث الكبرى . رياح التغيير التى هبت في اثيوبيا لن ينجو
منها وستقتلعه عاجلا ام آجلا، فهو احد عرابي الحرب ضد التقراى أعدائه التاريخيين ،
وقد تمكن من استعادة المناطق المتنازع عليها فى ( بادمى وزاليمبسا) شمال اقليم
التقراى وقد تسبب هذا النزاع فى حربين مع اثيوبيا فى نهاية التسعينيات.
رغم ان التحكيم الدولى اقر بتبعية هذه المناطق الى ارتريا ، لكن
أعتقد أن التقراى سيخوضون حربا ضده لاستعادتها بل قد يستهدفون اسقاط نظامه عبر
جبهة تحرير ارترية يرعونها وهى كانت المقصودة فى تصريح لابى احمد قبل ايام ، من أن
قوات اجنبية تحارب مع التقراى ، بينما الحركات الارترية الأخرى غائبة تماما عن ما
يحدث وبعضها انخرط فى اجندة الشرق السودانى ويطالب علنا بامارة اسلامية فى كسلا .
بنى شنقول:
تصلنا انباء مؤكدة عن اندلاع مواجهات عسكرية كبيرة تخوضها حركة
تحرير شعب بنى شنقول ويشتبك مقاتلوها فى معارك كبيرة مع القوات الحكومية وقوات الأقاليم
الخاصة وسنورد تفاصيلها لكم غدا .
اخطأ آبى احمد بشكل فادح فى شن الحرب على التقراى ، كما اخطأ
بالمقابل فى رفض المبادرة الامريكية لوقف القتال وكل المبادرات الدولية الاخرى ،
وجعل اثيوبيا معزولة عن المجتمع الدولى ، وصار يحض المجتمع الاثيوبى على القتال
بعد أن خسر جيشه الحرب وتفكك، فيما لاذ بالصمت اباطرة الحرب من قيادات حزب امهرة
الديمقراطى المندمج فى حزب الازدهار ، ولم نر تصريحات او ظهور علنى لديمكى مكنن
حسن ، نائب رئيس الوزراء الاثيوبى ، وزير الخارجية ، رئيس حزب امهرة الديمقراطى ،
او حتى بقية القيادات الامهراوية سواء فى حكومة الاقليم او المنضوية فى الحزب
الحاكم .
من الأهمية القصوى الاستقرار فى اثيوبيا لأنه يقود الى استقرار
القرن الافريقي باكمله وهو حاليا يغلى كالمرجل وسيشهد تطورات كبيرة خاصة فى جيبوتى
وارتريا كمعطيات مباشرة للحرب الاثيوبية التى قد تطيح بانظمة جيبوتى واسمرة .
آبى احمد فى عزلة تامة داخليا وخارجيا ونسمع انه لايقيم فى مقره
الرئاسي فى اديس ابابا بل فى قاعدة ( دبرزيت ) الجوية قرب اديس ابابا ، فيما يطالب
فى مواقع التواصل الاجتماعى اعضاء حزب الأزدهار باقالته.
هل سيذهب آبى احمد وحزبه الازدهار الى " مزبلة التاريخ "؟
هذا ما سيتضح خلال الأسابيع القادمة .
0 تعليقات