آخر الأخبار

الفكر والحبس

 

 


 

عز الدين البغدادي

 

ثارت ضجة كبيرة اثر إصدار حكم على السيد احمد عبده ماهر بالحبس لخمس سنوات، وبرأيي ان هذا الأسلوب في التعامل مع الإشكالات الفكرية ليس صحيحا الا في حالات محددة، وأقصد بها تلك الحالات التي تتجه نحو تدمير المجتمع وتمزيقه من خلال الطعن بهوية الأمة لأسباب سياسية ولأهداف سياسية وهي ما يجعلها تمثل خطرا وجوديا، وما عدا ذلك، فدع الناس يفكرون ويقولون.

 

لكن في نفس الوقت دعونا نضع الأمور في سياقها، ولا نعطي لطرح ما أكثر من حجمه ووزنه الفعلي. نحن فعلا بحاجة الى إعادة قراءة التراث، ونحن بحاجة فعلا الى نقد أفكارنا لكن بشرط أن يرتكز ذلك على رؤية علمية ومنهجية، أما الخلاف لأجل الخلاف، وإعطاء بعض الأمور أكثر من حجمها فأعتقد أنها لن تنفعنا بشيء غير ممارسة جلد الذات. برأيي أن السيد أحمد ماهر لم يقدم رؤية معرفية حقيقية، وأنه –مع التعاطف الإنساني معه- لا يتجاوز من حيث القيمة المعرفية كونه حالة صوتية عبثية، فليس له منهج علمي وما يقوم به لا يتجاوز النقد الهدمي كما يفعل ميثاق العسر وإسلام البحيري وإن كان اقل منهما علميا ومنهجيا.

 

المنهج مهم، وما كنت أقوله دائما ولا زلت: قل ما شئت وفكر بما شئت، مهما تفقنا او اختلفنا فأي فكرة يمكن أن تطور الوعي الإنساني لكن بشرط واحد: أن يكون الطرح منهجيا.

هذا رأيي….

 

والله المستعان

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات