آخر الأخبار

فشل المشروع الطائفي الشيعي (2)

 


 

عز الدين البغدادي

 

كنت قد كتبت الحلقة الأولي قبل أربع سنوات، وهنا أرجع لأؤكد ما ذكرته سابقا مع اختلاف الحدث والموضوع.

 

فقبل أسبوعين تقريبا التقت القيادات السياسية الشيعية في بيت هادي العامري، استمر اللقاء لدقائق فقط، وكانت النتائج مزيدا من التوتر وتعميق الخلاف، لم يجد أنصار "المذهب" والدفاع عن "المظلومية الشيعية" ما يجمع بينهم، فخرجوا وهم أكثر خلافا وأشد تمزقا.

 

يمكن ان تقارن اجتماعهم باجتماع عقد منذ ثلاثة أيام بين الحلبوسي الخنجر أهم قيادتين سنيتين في هذه المرحلة بحكم الواقع والخريطة السياسية الحالية. وبدون أي تعصب وبأريحية شديدة خرج الطرفان متفقين على تشكيل لجان مشتركة، وللرغبة بعدم إثارة الخلاف لم يتطرق إلى توزيع المناصب بما فيها المرشح لمنصب رئيس مجلس النواب.

 

ليس الشيعة القيادات الشيعية التي قادت المرحلة والتي حرصت على أن لا تكرر .

 

تخرج من تجربة السقيفة لم تتمكن من ان تحقق لمواطني مناطقها أدنى متطلبات العيش الكريم، ما نجحت فيه فقط تكوين زعامات فاسدة بشكل غير مسبوق لا تشبع من السرقة تتنافس فيما بينها وكل واحدة منها تحتمي بالسلاح وبالقوانين التي تطبق حسب الطلب.

 

المشروع الطائفي أكثر من خسر فيه هم الشيعة، أولا: لأنهم الأيدلوجية الدينية الشيعية لا يمكنها من أصلها أن تنتج نجاحا، وهذا لا يخص الشيعة فقط بل حتى الأيدلوجية السنية، لكن السنة تخلصوا من هذه الرؤية وبقي الشيعة يدورون مع الأحزاب الدينية ومصطلحات مدمرة من قبيل "المذهب" و"المرجعية" و"الشعائر" وأمثالها.

 

وثانيا: وهو خطأ استراتيجي كبير هو أن الشيعة -هم الأغلبية ومنطقيا فإن من يطالب بحالة طائفية هم أشخاص من مجموعات اقل عددا، كما طالب الاكراد القوميون مثلا، لكن البنية الفكرية والنفسية لزعماء الشيعة لم يكن من الممكن ان تنتج غير ما أنتجت… لذا فإن الشيعة حتى لو نظرنا من منظار الجماعة لا الشعب ككل لا يصلح حالهم إلا الدولة الوطنية والهوية الوطنية التي تذوب فيها كل المسميات…

 

والله المستعان.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات