لم تكن نبيلة قنديل مطربة ولا ممثلة رغم أنها أهم صوت معبر عن
وجدان الشعب المصري ،
فمن منا ينسى (هاتوا الفوانيس يا اولاد )
أو (سبحة رمضان لولي ومرجان )
أو ( أهو جه يا اولاد )
ومن ينسى اغنية (حلاوة شمسنا )
أو (ماشيين في إيدنا سلاح رايحين نجيب النصر )
أو (أم البطل )
ومن ينسى ( الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا ، عهد وعلينا أمانة ..
تفضل بالخير مليانة )
نعم هي التي كتبت كلمات كل تلك الأغاني شاعرة معبرة عن وجدان الناس
، ضاعت أحلامها مع مبادرة السلام وكامب ديفيد ، وتوقفت عن الكتابة وانكسرت وشعرت
أن الوطن استسلم وسلم سلاحه ووضع يديه على رأسه وجلس القرفصاء (قالت ذلك للملحن
على إسماعيل )
وفي يوم من أيام أواخر السبعينيات حدثت الكارثة، عندما استدعتها
لجنة النصوص بالإذاعة وتصادف أن قابلت شيخا أزهريا بيطلع في كل برامج الإذاعة (سيد
طنطاوي ) واستوقفته وقالت له : أنت بتكدب ع الناس ليه ياشيخ ، وبتشوه الدين ليه ؟
فقال لها الشيخ مندهشا : أنا ؟
قالتله أيوه أنت ، أنت بتقول إن الإسرائيليين هما اللي جنحوا
للسلام وإن السادات استجاب عملا بقوله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) والحقيقة
إن السادات هو اللي جنح للسلم وقال إنه مستعد يروح آخر العالم من أجل السلام ،
انتوا يامشايخ بتغالطوا ..
وهنا تدخل البعض واصطحبها لرئيس لجنة النصوص الذي طلب منها العودة
لكتابة الأغنية الوطنية وقالها عايزين أيام ( ماشيين ف إيدنا سلاح حالفين بعهد
الله ) ترجع تاني فضحكت وقالتله ليه هو انتوا حتحاربوا ؟ قالها لأ ، قالتله يبقا
استسلمتوا ..
وبعدها قرر أبانا الذي في لجنة النصوص وقف التعامل معها ، وعدم
الموافقة على أي نص لها، وكانت قد كتبت عدة أوبريتات شعبية و30 حلقة فوازير دينية
فتم منعهم وتم إسكاتها للأبد ، بل وتحولت للتحقيق بسبب هجومها على الشيخ سيد
طنطاوي فغادرت القاهرة واختفت في مسقط رأسها في الصعيد للأبد .
تخيلوا الست اللي قالت :
الأرض لو عطشانة
نرويها بدمانا
عهد وعلينا أمانة
تفضل بالخير مليانة
أتمنعت من الكتابة وهربت في أرض الخوف
0 تعليقات