علي الأصولي
المشهور المعاصر نص على أن أصول الدين خمسة هي:
١) التوحيد
٢) العدل
٣) النبوة
٤) الإمامة
٥) المعاد
وقد ذكر الشيخ المظفر في - العقائد - أربعة منها إذ نص بقوله - فلا
يصح - والحال هذه - أن يهمل الإنسان نفسه في الأمور الاعتيادية أو يتكل على تقليد
المربين أو أي أشخاص آخرين. بل يجب عليه بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص
القرآنية أن يفحص ويتأمل وينظر ويتدبر في أصول اعتقاداته المسماة بأصول الدين التي
أهمها: التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد))،
وقد آثار السيد خرازي محسن إشكالا على الشيخ المظفر في شرحه للكتاب
- بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الامامية ج ١ - ما نصه - وفيه: إن اختصاص
الأصول الاعتيادية بالأربعة دون الخمسة خلاف ما ذهب إليه المشهور من الإمامية،
والأحسن إتباع المشهور - بينما صرح السيد الطباطبائي في كتابه - القرآن في الإسلام
- على أن الأصول العامة ثلاثة - التوحيد والنبوة والمعاد -
ويمكن التماس العذر للشيخ المظفر بلحاظ إرجاع أصل العدل للتوحيد.
ويمكن ان يقال نفس العذر
للسيد الطباطبائي خاصة وهو يتحدث عن الأصول العامة. على أن هذا ليس ما يعنينا في
هذه الأسطر .
بالتالي لو انسقنا مع رأي السيد خرازي الذي تمسك بالمشهور بيد أننا
لم نر أن التقسيم الذي تمسك به المشهور له مستند من كتاب أو سنة.
غاية ما يمكن أن يقال أن المشهور انتزع هذه الأصول الخمسة أو الأربعة
بصرف النظر عن عددها من قوالب وبيانات الكتاب والحديث. وهذا الانتزاع هو اجتهادي من
قبل نفس المشهور خاصة أرباب الكلام الإمامي.
وقد صرح الاتجاه المدرسي المعاصر على أن تعداد أصول الدين والتقسيم
العددي الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي - هو من مواضعات العلماء واصطلاحهم -
بالتالي عدم مستند التقسيم تنبه له السيد الصدر في كتابه - ما وراء الفقه ج١٠ -
وان حاول التركيز على البحث عن عذر للمقسمين إذ قال - والظاهر أن بعض الأذكياء من
سلفنا الصالح، أدرج هذه الأمور بهذا الترتيب اللطيف من أجل تسهيل حفظها وإدراكها
لأكبر قاعدة واسعة من الناس –
بحسب التتبع أن أول من وضع التقسيم الخماسي هم المعتزلة لأصول مذهبهم
العقدي.
وأصولهم هي - التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين
المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وعدم إدراج النبوة في الأصول
لرجوعها عندهم لأصل العدل حيث أن بعثة الأنبياء لطف إلهي وهو ما يناسب عدله تعالى،
بينما التزم الاشاعرة الأصول الثلاثة - التوحيد والنبوة والمعاد -
في مصنفاتهم وعلى ضوء هذه الأصول الإمامية المعتزلية الأشعرية دارت معركة الآراء
والنقاشات والمساجلات في الزيادة والنقيصة بل حتى مع الاتفاق بالأصول بينهم
اختلفوا بالتفريعات.
نعم " ذهب بعض العلماء منهم السيد الشهيد الصدر الثاني على ان
أصول الدين ثلاثة - توحيد نبوة معاد - وأصول المذهب - عدل وإمامة - وهذا التفريق
هو لدفع محذور مشكلة إخراج الآخر المختلف من الدين.
مسألة المواضعة وإتباع المشهور بدون محددات الهوية الدينية من نفس
بيانات مصادر الدين - الكتاب والعترة - مسألة من الخطورة بمكان.
إذ أنها سمحت للاجتهادات
البشرية غير المعصومة تجازف بإخراج هذا الفرد من الدين وإدخال ذلك للدين وفق رؤية
بشرية خاضعة للصناعة الاجتهادية.
وقد ذكرت في مقال سابق المشكلة كل المشكلة أن تتحول النظريات إلى
عقائد وتابوهات لا يمكن تجاوزها إلا بكلفة عالية والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات