عز الدين البغدادي
قبل أيام كنت اكتب موضوعا حول قضية "اللعن" فيما ورد عن أهل
البيت، وعند البحث التفصيلي وجدت ان كل الروايات التي ذكرت في التأصيل لمشروعية
اللعن ضعيفة السند، ولا تجد أو لا تكاد تجد فيها حديثا معتبرا يمكن البناء عليها.
تذكرت تلك الإشكالية التي كنت دائما اسمعها من بعض الناس واغلبهم
ربما يعذرون بعدم التخصص حيث أسمعهم ينتقدون نظرية السند أي تمييز الحديث على أساس
السند، وهم يبنون موقفهم على أساس أن هناك روايات لا يمكن تصديقها رغم أن سندها
صحيح وهذا ما يمثل إشكالا على هذه النظرية، كما أنهم يعتقدون بأن العقل كاف لتمييز
ما يقبل وما لا يقبل دون حاجة لهذا العلم القديم (علم الجرح والتعديل أو علم
الرجال كما يغلب تسميته عند الشيعة). إلا أن هذا الرأي والذي وجدت للأسف أحد الأعلام
المعاصرين يتبناه غير دقيق.
فمن جهة فإنه لا توجد نظرية سند خالصة، فحتى من يأخذون بالسند
يردون الأحاديث الصحيحة إذا كانت شاذة أو منكرة، فلا يوجد سندي محض. أضف إلى ذلك
فإن هناك قرائن تؤخذ بنظر الاعتبار مع السند ترجح الأخذ بالحديث أو رده.
إن السند يمثل أهم وأكبر مصفاة للأحاديث المنكرة، فلا تكاد تجد
حديثا من أحاديث الغلاة إلا وتجده ضعيف السند. ومن قديم قيل: لولا السند لقال من
شاء ما شاء.
0 تعليقات