آخر الأخبار

أنيس عبيد

 


 

علي الحفناوى

 

تحية واحترام له، فهو من ترجم السينما العالمية فجعلها فى متناول المواطن المصرى طوال القرن الماضى... وكم كان عمله دقيق وشاق.

 

لقد لبست جلباب أنيس عبيد منذ أيام لترجمة أحد الأفلام الوثائقية الفرنسية عن "اتفاقية سيفر" التى وقعت عليها دول العدوان الثلاثى... فيلم أنتج فى فرنسا من عدة سنوات.

 

طبعا الفرق مع الأفلام الوثائقية المصرية كبير، فالإمكانيات المستخدمة ضخمة... ويؤدى دور معظم شخصيات الفيلم ممثلين محترفين من الفرنسيين، بعد تغيير أشكالهم بالماكياج ليقترب الشبه بالشخصية الأصلية... فنجد من يمثل دور بن جوريون قد وضع على رأسه شعر أبيض أكرت طويل، وموشى ديان وضع عصابة سوداء على عينه، وهكذا... إلى جانب ذلك، يتدخل من تبقى على قيد الحياة للإدلاء بأقواله ورؤيته للأحداث، مثل شيمون بيريس الذى يظهر فى الفيلم بنفسه...

 

يظهر الفيلم أحداث 1956 من وجهة نظر كل من الفرنسيين والإسرائيليين والانجليز، وليست كلها متطابقة... ومع ذلك، فهى وإن اجتمعت على انتقاد العملية العسكرية ككل، مع اختلاف التفاصيل، إلا أنها تعطى المؤرخ جرعة من المعلومات الموضوعية الهامة جدا... فمثلا، أعجبت بحديث آرييل شارون عندما يعترف بالمفاجأة التى أذهلته عندما وجد القوات المسلحة المصرية تصمد فى ممر متلا بسيناء ثلاثة أيام، ولم يحسم الأمر إلا تدخل الطيران الفرنسى.

 

سأتابع فى ثوب أنيس عبيد العمل فى ترجمة الفيلم، وإن طال عدة أسابيع... فالفيلم يستحق أن يذاع بالترجمة المصاحبة له، حتى يعرف أبناءنا كيف صمد أباءهم وأجدادهم أمام آخر حرب استعمارية لثلاث دول على مصر فى القرن العشرين... صمود باعتراف الأعداء أنفسهم وليس فقط بذكريات الآباء...

 

حقا يجب أن نفخر بهم.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات