هادي جلو مرعي
عدت أفريقيا واحدة من أهم الجغرافيا التي رفضت الاعتراف لإسرائيل باحتلالها
للأراضي الفلسطينية، وكانت حركات التحرر في القارة على عهد جمال عبد الناصر ترفض
مصادرة حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو الذي كان له الدور الأساس في إعلان حركة
عدم الانحياز لمواجهة الهيمنة التي فرضتها الدول الكبرى، ولعل ذلك الإعلان كان
يشير الى عبارة مهمة هي (لاشرقية ولاغربية) بعد أن تنازع العالم قطبان كبيران
تسببا بالحرب الباردة، وشغلا الكوكب بالتهديدات والحروب بالوكالة، والتدخل في
تقرير مصير الدول وشعوبها عبر الاحتلال المباشر، أو عن طريق التوغل الاقتصادي،
والضغوط السياسية التي كانت تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لانتزاع اعتراف
حكومات العالم بهيمنتها على حركة السياسة والاقتصاد، وأنفاس البشر.
القمة الأفريقية التي أنهت أعمالها في العاصمة الأثيوبية أديس
أبابا واجهت تحديا كبيرا تمثل في طلب ملح قدمته إسرائيل منذ فترة ليست بالقليلة
لقبول عضويتها في الإتحاد، وكان النقاش فيما إذا كان سيتم قبولها كعضو مراقب في
الإتحاد الموغل في المشاكل والإنقلابات؟ في حين كانت الآمال معقودة على ماتبقى من
كبرياء لرفض هذا العرض الذي بينته الحكومة الفلسطينية وقوى الدفاع عن القضية، وقد
أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ترحيبه بقرار تجميد قبول
إسرائيل كعضو مراقب في الإتحاد الى القمة المقبلة، وقد مثل ذلك استمرار القارة
المستنزفة على مبدأ الصمود أمام الضغوط سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية
حيث تراءى للاأارقة السلوك الإسرائيلي في دعم الأنظمة الدكتاتورية، والانقلابات
والتحفيز الاقتصادي والشكوك في نوايا تل أبيب، والمتعلق منها ببعض المشاريع الاقتصادية
كسد النهضة الذي يجري الحديث عنه بوصفه محاولة لإضعاف مصر والسودان، وتجفيف النيل،
وبالتالي الحد من قدرة بلد المصب على المواجهة.
شكرا للإتحاد الأفريقي الذي مايزال قادرا على أن يقرر كيف تجري
الأمور، وكيف يتعاطى مع القضايا الصعبة، وماتزال القضية الفلسطينية تمثل اختبارا
صعبا، وتحديا للشعوب الحرة، وللأمم التي تعاني، وتكابد من أجل التحرر، ورفض
الهيمنة والطغيان.. شكرا للجزائر التي حفظت ماء وجه العرب.
0 تعليقات