علي الأصولي
في بحث الفعل الإختياري واحتياجه للعلة بقاءا دارت مناقشة موسعة
بين ما أفاده المحقق الخوئي في - المحاضرات - وبين السيد الصدر في - منهج الأصول –
وخلاصة ما ذكر في - المحاضرات - ما يلي" ومن ذلك يظهر سر بقاء
الكرة الأرضية وغيرها من الجبال والأحجار والأشجار والمياه وما شاكلها من الأشياء
الطبيعية، على وضعها الخاص ومواضعها المخصوصة. وذلك نتيجة خصائص طبيعية موجودة في
صميم مواردها - موادها - والقوة الحاذبية التي تفرض على جميع الأشياء الكونية
والموارد الطبيعية. وقد أصبحت عمومية هذه القوة في يومنا هذا من الواضحات. وقد
اودعها الله سبحانه في الكرة الأرضية .. الخ ..
وهنا اعترض السيد كما في - المنهج - ج٣ - بما نصه" فقد أخذ -
ويقصد المحقق الخوئي- نتيجة العلم الطبيعي الأوربي مسلمة واعتبره من الواضحات،
ويؤسف أن يصدر ذلك من وأحد من ابرز علمائنا. فبينما نحن نخضع لنتائج تفكيرهم نراهم
لا يخضعون لنتائج تفكيرنا. وعلى اي حال فيرد عليه عدة أمور فيما يخص - علة ما به
الوجود - لحركة الكواكب .. الخ ..
وتعليقا على ما أفاد السيد ذكرت في - فقه منهج الأصول ص 201 و 202
- وعلى ما يظهر من المتن بأن الماتن تأسف وان يؤخذ نتائج افهام علماء أوربا أخذ
المسلمات دونما فحص يذكر ولا مراجعة بينما الآخر لا يأخذ من افكار الإسلام
والمسلمين ونحو ذلك.
اقول" هذه الشقشقة لا أجدها موضوعية كون أن الآخر متقدم علميا
ونتائج ما وصل إليه وان كانت نظريات. غير انها نظريات محترمة في الجملة ولا محصل
وأسلمة الأفكار العلمية. نعم" لا مانع وأن نقف على بعض النظريات وإذا أمكن
النقاش في بعضها الآخر ولكن مقاطعتها بقول مطلق والتأسف على عدم أخذ أفكارنا فهذا
شأنهم بالتالي على أننا للآن نترنح بمختلف التراجعات نتيجة السياسات .. الى اخره
من تعليق مطول فليراجع ..
أقول " يبدو لي بأن السيد ليس حديث عهد والمقاطعة مع نتائج
العلم ونظريات أوربا في الجملة بل عدم الاطمئنان وما وصل اليه الغرب ممتد الى زمن
طويل وهنا ننقل ما نقله احد أقرب طلبة البرآني من حوارية جرت بين السيد الشهيد
الصدر الثاني والسيد السيستاني.
فقد نقل الشيخ أسعد الناصري في كراس - خواطر وذكريات - ما
يلي" تحصل في شهر رمضان المبارك عادة زيارات متعددة بين العلماء وقد اثار
الشهيد الصدر في بعضها فرعاً فقهياً وكان من عادته عندما يجلس مع العلماء او فضلاء
الحوزة العلمية فانه يثير بعض المسائل للنقاش وكان الفرع الذي اثار في ذلك الحين
هو:
إذا حملت امراة بعد وطئها من ثلاثة رجال فلمن يكون الولد. وأول
إثارة للمسألة كانت بحضور وفد من قبل السيد السيستاني وعلى رأسهم نجله السيد محمد
رضا السيستاني فقال الشهيد الصدر : هناك فرع فقهي يحسن عرضه على فضلاء الحوزة .ثم
ذكر المسألة المتقدمة ثم قال .اما انا - ويقصد الصدر - فأقول: انها تحل بالقرعة
لأن القرعة لكل امر مشكل . فناقش السيد محمد رضا في ذلك وقال وهل تعتبر المسألة
صغرى لهذة القاعدة؟ أي هل بالأمكان ان تشمل هذه القاعدة ما نحن فيه.
فقال - قدس سره - نعم لان القاعدة تقول: القرعة لكل امر مشكل وهذا الأمر
مشكل `فلابد من حله بالقرعة وهي منحصرة بذلك.
فقال السيد محمد رضا : ولكن يوجد جهاز نستطيع ان نكتشف بواسطته من
هو الأب ..
فقال: - قدس سره - فأين تذهب عن قوله تعالى {إن جاءكم فاسق بنبأ
فتبينوا} ؟
فكيف يمكن لنا ان نترك قواعدنا الشرعية 'ونعول على جهاز اخبرنا
بوثاقتة الغرب ؟
فناقش السيد محمد رضا كثيراً على هذا النحو من الاستدلال - ولم
يقتنع بالقرعة. وبعد يومين أو أكثر اقبل السيد السيستاني نفسه لزيارة السيد الشهيد
- قدس سره - ومعه جماعة بما فيهم ولده محمد رضا.
فأثار شهيدنا المقدس نفس المسألة فقال السيد السيستاني إذا وجد
جهاز يمكن ان يثبت النسب فنعول عليه.
فقال: - قدس سره - وماذا عن قوله تعالى (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
فقال السيد السيستاني: أنا قلت. إذا وجد فقال
-
قدس سره - وإذا لم يوجد ؟
-
قال: فتحل بالقرعة.
فقال: - قدس سره - أحسن الله إليك ' ولكن المحروس ابنكم ناقش قبل
يومين أمر القرعة .. أنتهى النقل ..
أقول " بصرف النظر عن المناقشة الفقهية وترجيح اي الآراء -
القرعة - الشرعية - او جهاز تحديد النسب - بحسب الحمض النووي - والتي كتبت فيها في
غير هذا المكان انتصارا للعلم الحديث بشرط القطع والجزم وعدم خطأ التقديرات.
اقول" بصرف النظر عن هذه اللحاظ. نجد ان السيد قديما وحديثا لم ولن يعول على
نتائج ما وصل إليه الآخر في الجملة تاثرا بعقلية المؤامرة التي سرت بشكل مفزع على أيام
الصراعات السياسية والدينية الكبرى آنذاك. وبالتالي هذا التأثر لاقى بظلاله على
التفكير الفلسفي والكلامي بل والفقهي عند السيد الصدر في مجمل تراثه ..
0 تعليقات