آخر الأخبار

وصايا إلى جنّاب السيّد جعفر الصَّدر

 

 



بقلم: مقتدى الشميسي 

 

 

جنّابُ السيّد العزيز: أنا لستُ بمحل بعث الوصايا لجنّابك الكريم، لكننا أصبحنا نخافُ من القادم (المُستقبل) المجهول، لأنه بلا أملٍ، وأنَّ جنّابك الكريم تبعثُ فينا جرعات الأمل التي تطمئننا على قادِمِنّا المجهول.

 

أبعث لجنّابك الكريم أربع وصايا وما هي إلاّ :

 

الوصيّة الأولى: سيّدنا العزيز، سمعتُ بأن جنّابكم متردّدٍ من القبول برئاسة العراق، وتفكرون بالاعتذار، سيدي هذه عروسك العراق قد زُفّت إليّك لِماذا لا ترضى بها، وليس من شيمك أن لا ترضى. وأرجو القبول.

 

الوصيّة الثانية: سيدي العزيز، نحنُ نأمل بك أن تُكسر أصنام إلهُ الكراهيّة {1} الذي يُمجّد الموت والكراهيّة في العراق، أن تُكسرّ أصنامه بفأس وعيك، وعيّك الذي جعل أغلب أتباع إلهُ الكراهيّة يرفضونك ويتخوفون منك، وكيف لا يكون ذلك وأنت تُمّجد بـ إلهُ التسامح {2}، والتسامح والكراهيّة نقيضان لا يجتمعان.

 

الوصيّة الثالثة: سيدي العزيز، لا تؤلمك وترقص على جراحك نعرات المشككين والحاقدين الذين أخذوا يطبلون بالضّد منك، ويسقطون بجنّابك، فقسمٌ منهم (أدواتٌ) لدى إلهُ الكراهيّة، والقسمُ الآخر (دنيويين) يستخدمون أسلوب (الضغط) من أجل مكاسب دنيوية، فلا تهتم لهم، لأن ((كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ)).{3}

الوصيّة الرابعة: سيدي العزيز، لا يغُرنك الممُّجدين بجنّابك، والأهازيج التي تهتف بك، فهؤلاء من قبل قد مجّدوا بأناسٍ كثيرين قبلِك، واليوم يهتفون ويُمجّدون بك، وغداً عليك، فَكُنْ حَذِرَاً.

 

أخيراً سيدي العزيز: أتمنى أن تقع وصاياي هذه بين يديك وتأخذها بعين الاعتبار.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ إلَهُ الكَراهيّة: هو منّهج مادي منحرف، الذي ينشر روح الكراهيّة والحقد والبغضاء بين الناس، ويعتقّد بأن الموت هو المنتصّر في النهاية.

2 ــ إلَهُ التسامح: وهو منهج نقيض لإلَهْ الكراهيّة، إذ يدعو إلى عراقٍ خالٍ من الأحقادِ و النعراتِ، ونشر الحُب والتسامح والسلام ولغة الحوار.

ملاحظة: كلاهما منهّج يتبناه الفرد. 

3 ــ سورة البقرة/ الآية 249

إرسال تعليق

0 تعليقات