آخر الأخبار

الولد ليس دائما على سر أبيه

 



 

عز الدين البغدادي

 

هناك مثل عند العرب يقول "الولد على سر أبيه" يشبهه مثل في الانكليزية يقول: (Like Father, Like Son ) والمعنى واضح فالولد يعرف ما في قلب أبيه ويفهمه وإن لم تنطق به شفتان.

 

في سنة 1880 اندلعت ثورة في السودان قادها محمد بن عبدالله المهدي السوداني ضد الحكم المصري تحت الوصاية الإنجليزية في السودان. ونجح بتحرير الخرطوم عاصمة البلاد، تدخلت بريطانيا فهزم جيشها وقتل الجنرال البريطاني تشارلز غوردون الحاكم العام للسودان في العام 1885. ثم قام بتحويل العاصمة إلى أم درمان. وقد كانت هذه الثورة واحدة من أهم الثورات في التاريخ الإسلامي المعاصر بسبب نتائجها وشخصية قائدها ونهايتها، توفي المهدي السوداني سنة 1885 وقاد الثورة من بعده خليفته عبدالله التعايشي الذي انتهت الثورة في زمنه سنة 1899، حيث قتل في معركة أم دبيكرات وسقط صريعاً بعد أن أطلق عليه الجنود الإنجليز نيران بنادقهم، وعندها قال القائد الانجليزي كتشنر، وهو يقف على جثمان التعايشي مؤدياً تحية عسكرية له: «ما هزمناهم ولكنا قتلناهم».

 

تحول أنصار المهدي بعد انتهاء ثورتهم الى حالة دينية اجتماعية توارثها الأبناء، وهذا هو المقتل.

 

بعد سنوات قام ابن المهدي عبدالرحمن بإهداء سيف أبيه الذى حارب به الإمبراطورية البريطانية الى ملكها جورج الخامس، وكان المقابل زهيدا بل ومخزيا عندما وافقت الحكومة البريطانية على أن يكون عبدالرحمن المهدى من ضمن الوفد الذاهب لتهنئة الملك جورج الخامس بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية.

 

وقد شاع وقتها ان عبدالرحمن كان يخطط لأن يصير ملكا للسودان بدعم من بريطانيا، لم يحصل عبد الرحمن على ذلك لكن موقفه بقي ثلمة ووصمة تذكر بأن الابن ليس دائما على سر أبيه….

 

الله المستعان

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات