محمد أبوزيد
اسم ربما لايتذكره الكثيرين ...وجه أسمر جميل وشعر أسود تميزت بخفه
الظل والقبول عند بداية ظهورها في بداية الستينات ...كانت تشبه أهلنا وأقاربنا ...
تراها كما لو كانت جارتك ..خالتك الصغيرة الشقية ... تري مثيلاتها وأنت تتسوق في القاهرة
.
يوجد أناس لا تعرفهم ولم يسبق لك أن تعاملت معهم من قبل ولكنك
عندما تراهم تقول لهم ( أنا شوفتك قبل كده فين ) ..
كانت ل ( فاطمة عمارة ) ما يقولون عنه ( كيميا ) متوافقة مع
الجمهور بدون استئذان .
عرفها الناس في أدوار قليله ولكنها مؤثره فهي ( خضرة ) في فيلم (
الأرض ) ومشاهدها مع ( صلاح السعدني ) للراحل ( يوسف شاهين ) و ( كاملة ) صديقه (
شادية ) التي تشد من أزرها في فيلم ( أضواء المدينة ) ... أيضا ظهرت في فيلم ( سيد
درويش ) مع ( كرم مطاوع ) ..
أما الدراما التليفزيونية فقد كانت من أوائل الفنانين الذين ظهروا
علي شاشه ( ماسبيرو ) وشاركت في أكثر المسلسلات مشاهده في وقتها ( الضحية - الرحيل
) للمخرج الكبير ( نور الدمرداش) ..
من لم ير ( فاطمة عماره ) في المسرحيات والتي للأسف لا تعرض كثيراً
حاليا ..قد فاته ( حتة السكر ) .
جيلي ومن سبقه استمتع باداءها في مسرحيه ( الدبور ) في دور ( سلوي
) بنت ( إبراهيم سعفان ) و جملته الشهيرة ( أنا مبسوط كده ..... أنا مرتاح كده ).
كذلك في مسرحيه ( حركه ترقيات ) و ( المفتش العام ) ...
الطريف أن كل هذه المسرحيات كان بطلها ( أبو بكر عزت )
كانت فتره الستينات بمثابة عصر نهضة فنيه استفاد منها الكتاب
والمخرجين والممثلين علي خشبه المسرح وأيضا في ( التليفزيون ) الذي فتح أبوابه لكل
موهبة شابه .
اقترنت ( فاطمة عماره ) بالمذيع بصوت أمريكا ( عباس متولي ) وحضر
زفافها ( عادل إمام ) و ( صلاح السعدني ) وكانت الفرحه الظاهرة لهما في صور الزفاف
تنم عن حب وصداقه وزماله لهذه الفنانة .
حلم الهجرة إلي بلاد العم سام حرمنا من ( فاطمة عماره ) ومن فنانين
واعدين اكتفوا بما قدموا ولم يكملوا المشوار الفني في مصر ...
سبقها ( أحمد ماهر تيخه ) الكوميديان الجميل الذي يتذكره الناس في
مسرحيه ( هاللو شلبي ) والظهور المميز مع ( زوزو شكيب ) .....( ماما تعالي خديني
ياماما ) .
تلاهم ( سامي فهمي ) من قام بدور ( سلطان ) في ( حكايات ميزو ) مع
الراحل الجميل ( سمير غانم ) و ( شاكر فضله ) في مسلسل ( فرصه العمر ) مع الفنان (
محمد صبحي ) .
أتذكر فرحه أبي ( رحمه الله ) عند مشاهدته ( فاطمة عماره ) مجدداً
في مسلسل ( أخو البنات ) قائلا لنا ( ياااه ... فاطمة ...والله فيك الخير يا أستاذ
فاضل أنك عترت عليها ..كانت غطسانه فين ) واستكمل كلامه ( فاطمة عماره ..زميلتي
ودفعتي في التعيين بهيئه المسرح ) .
أعرف أن مسألة الاعتزال والتوقف مسألة شخصيه بحته تخص الإنسان وحده
..لايحتاج وأن يبرر للآخرين أسبابها ودوافعه ....لكن في النهاية هي أقدار كتبها
الله عز وجل .
فاطمة عماره ...... أنا بحبك
0 تعليقات