آخر الأخبار

( ميليشيات الامهرة "فانو " ) كيف نشأت وتأسست ميليشيات فانو ولماذا ؟

 

 


 

 

عبد القادر على الحيمى

 

 

تمهيد :

 

كثر الحديث عن ميليشيات " فانو" وأتلقى استفسارات عديدة عنها . وفى الوقت الحالى تتصدر " فانو" المشهد الاثيوبى بكل تعقيداته وصراعاته الاثنية والسياسية المعقدة. وبداية من العام 1995 كان ل" فانو" الدور الرئيس والأبرز في تطور التغول الاثيوبى على أراضى الفشقة وحولته الى احتلال كامل ومكنت المزارعين الإثيوبيين باستغلال أراضى الفشقة الخصيبة وموارد ثروتها الحيوانية والمراعى والغابات.

 

وفى سبيل ذلك قامت بارتكاب ممارسات وحشية على المزارعين السودانيين بقتلهم والتمثيل بجثثهم واغتصاب النساء وكانت تلك سياسة مدروسة تهدف الى بث الرعب فى قلوب سكان الشريط الحدودى ومزارعى القضارف . مما مكنها من فرض سيطرتها على الفشقة الصغرى لدرجة ان طبقت القوانين الاثيوبية على السودانيين ، كما قامت واشرفت على اقامة 17 مستوطنة وخططت لاقامة 500 قرية نموذجية متكاملة الخدمات للمستوطنين الامهرة .

 

فى هذه الأيام تخوض " فانو " ومعها قوات إقليم امهرا الخاصة حربا دامية مع إقليم اوروميا على طول الحدود بينهما .

 

استعادة قواتنا المسلحة بالعزيمة والإصرار فى نوفمبر 2020 الفشقة الصغرى والكبرى وأزالت القوات الإثيوبية من مناطق الزراعة الرئيسية من القشقتين وجنوب باسندة حتى المناطق الحدودية لسنجة ( حظيرة الدندر) وامنتها بالكامل للمزارع السودانى ولأول مرة منذ بداية التسعينيات وانتهت بذلك سطوة ونفوذ تلك الميليشيات والتى كانت تنضم إليها أحيانا وحدات كاملة من الجيش الاثيوبى بمدرعاتها ومدفعيتها الثقيلة من عناصر الامهرة ، فانو مهدد للأمن القومى السودانى .

 

" فانو" و " Fano" بالامهرية ، ( ፋኖ ),وأيضا تكتب وتنطق FANO أو Fnno وينطقها السودانيين " فانو" صنفوا مجموعات شباب الامهرا تقوم بالتظاهرات والاحتجاجات ضد قرارات الحكومة أو تصنف مجموعة"قومية " للامهرة كما تصنف وتعرف بميليشيا للامهرة تحمل السلاح. واسمها الرسمى ( قوات الامهرة الشعبية ).

 

اتهمت فانو بارتكاب مذابح عرقية ضد " القيمانت " بالمتمة وقتلوا فى يومى 10 و11 يناير 2019 58 من القيمانت لاحقوهم من منزل إلى منزل واحرقوا ممتلكاتهم .

 

وفقا لمنظمة امنستى، ومجلس حقوق الإنسان الاثيوبى ، ومنظمة حقوق الإنسان الإثيوبية اتهمت فانو بارتكاب مجازر عرقية مروعة ضد التقراى فى ماى خدره والحمرة حيث استعملت السواطير لفصل رأس الضحية من التقراى من جسده وذلك فى مارس 2022., وصرح فى نفس تلك الفترة أحد قادة فانو ويدعى " سولمون اتناوا" أن فانو لن تلقى السلاح الا بعد عودة منطقة " متكل " باقليم بنى شنقول ومنطقة رايا ومنطقة والغاييت لتكون تابعة لاقليم ، اى انها تتطالب بضم تلك المناطق الى اقليم امهرا ، محافظة والغاييت غرب التقراى قبالة الفشقة الكبرى وعاصمتها " الحمرة " فى حقبة حكم التقراى ضماها الرئيس الراحل " ملس" زيناوى الى اقليم التقراى كما فصل منطقة بنى شنقول من محافظة " متكل " ، بتسكين الكاف ، الامهراوية وجعله اقليما فدراليا منفصلا وفقا للنظام الفيدرالى الذى اقامه وقتها وخصص لكل اثنية اثيوبية اقليما ذا حكم ذاتى فى اطار الدولة الفيدرالية وهو النظام الذى الغاه أبى احمد واستبدله بحزب حاكم واحد " الازدهار " لإنشاء دولة قومية ، ويرى ان النظام الفيدرالى عدا انه تسبب فى نزاعات وحروب بين الاقاليم الاثيوبية بالمطالبة على حدودها، انه لايمثل وحدة حقيقية بين شعوب اثيوبيا ولايعدو عن عن وحدة " جغرافية " ويعارض ايضا الامهرة " القوميين" النظام الفيدرالى باعتباره مفتت للوحدة القومية لاثيوبيا .

 

تسبب قرار ابى احمد بإلغاء النظام الفيدرالى الى احتجاج التقراى ثم تطور الى إعلان ابى احمد الحرب على إقليم التقراى فى حملة ( إنفاذ القانون) ومن ناحية اخر راى الاورومو ان الغاء النظام الفيدرالى هو عودة الحكم ( المركزى) وهم اكثر من عانوا تاريخيا من الحكم المركزى ، اى مركزية السلطة التى تدار من اديس ابابا على اقليمهم.ويقاتل جيش تحرير الاورومو OLA ويسيطر حاليا على مناطق واسعة من اوروميا ويتجه نحو اديس ابابا.

 

من ما تقدم نستقصى كيف ولماذا ظهرت فانو لان ظهورها مرتبط ارتباط وثيق كمناهضة لمشروع دعاة الفيدرالية وتهدف الى قومية اثيوبيا ، اى حكم اثيوبيا عبر هيمنة وسيادة الامهرا وهو ما يقوله خصومهم.

 

" فانو " هى احدى المجموعات الشبابية من الجنسين التى ظهرت في إثيوبيا ، والتي لعبت دورًا في التغييرات السياسية الرئيسية في إثيوبيا. خلال الفترة من 2019 إلى 2020 ، اكتسبت تلك المجموعات الشبابية أهمية في سياق التغييرات السياسية والإدارية المرتبطة برئاسة وزراء أبي أحمد ، والتي اطاحت بالجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPDRF) ، التي تهيمن عليها جبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF). ، وفقدت فيها السيطرة على السلطة السياسية الفيدرالية اثر الاحتجاجات القوية التى قادها شباب " قيروو" الاورومية وشباب " فانو".

 

تأسست " فانو " عبر تطور فى طبيعة أنشطتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية ، فى سياق الصراعات الإثيوبية العرقية، ذلك أن " فانو" تكونت من فصيلين أو جسمين. الفرع والداعم الرئيسى هم كبار عصابات الشفتة الذين كانوا يمارسون النهب والسرقة خاصة على كبار ملاك الأراضي الاثيوبيين وكذلك يحاربون الحكومة ، ويطلق عليهم " مسافنت" نسبة إلى زعيمهم الذى يحمل نفس الاسم كما انضمت إليهم عدة مجموعات عصابات خارجة على القانون وكلهم امهرا.الفصيل الثانى هم مجموعات كبيرة من شباب الامهرا الثوار وجلهم من المثقفين المتعلمين وهم أصحاب الاسم الاصلى لفانو لكن مع مرور الوقت صار الاسم يشمل الجميع ويقود شباب فانو والميايشيات كبار السن من الشفتة بقيادة " مسافنت" Mesafint وهو رجل كبير فى السن اضفت صورته هنا والاثنين الذين معه هما " زمني كاسا" و " ومرسا سيطى" والثلاثة هم القادة الفعليين حاليا لفانو.

 

تكونت وتأسست " فانو" فى " بحر دار " عاصمة اقليم امهرا عام 2010 وكانت بسبب مطالب الاقاليم الإثيوبية إلى رافقت مجيء آبى احمد فظهر شباب " قيروو" يقودون الاحتجاجات رافعين مطالب اوروميا وفي أمهرا فانو وهم شباب كانت لهم مطالب متعددة وخرجوا ضد حكومة ديسالين هيلي ماريام وتطورت مطالبهم وظل اسم فانو يرتبط بالأعتراض علي بعض تحركات الحكومة الي ان ظهر كبار السن من المليشيات المختلفة ( الشفتة) وبات المحتوي كبير لا يمكن أن يميز بين المليشيا وشباب الامهرة المتعلم والمثقف الوحدويين .

 

تطور نشاط فانو بإغلاق الطرق أمام الجيش الفيدرالى والشرطة فى بعض المناطق كما حدثت اشتباكات بينهم والجيش لمنع وتعطيل قوات الجيش من التحرك فى بعض مناطق امهرا. كما نادوا ورفعوا شعارات باستعادة أراضي الامهرا فى تقراى والسودان (الفشقة). فاكتسبوا زخما وشعبية كبيرة فى الإقليم خاصة دورهم فى حرب التقراى كابطال قوميين بدعمهم للجيش الحكومى ، لكن سرعان ما اكتسبوا عداء وكراهية المواطنين بعد عمليات النهب والسرقة للمواطنين واضطهادهم خاصة فى " شوا" وكان اضطهاد المواطنين على أشده بعد انسحاب التقراى من " ديسي" و " وكومبليشا" وصارت " فانو " تبث الرعب والخوف فى كل اقليم امهرا ويخاف المواطنين منهم لدرجة الرعب .وحاليا صارت تعرف باسم " قوات الامهرة الشعبية " Amhara Popular Force.

 

طيلة عهد التقراى كان الجيش الفيدرالى لايسمح له اقليم امهرة من التواجد والانتشار على حدود امهرا وولاية القضارف ( الفشقة الصغرى وجنوب باسندة )

 

ويسمح له احيانا بالمرور وفق إعداد معينة وبتسليح محدد ، وكان من ضمن مهمة " الشفتة " مراقبة الحدود والابلاغ عن اى تحرك للجيش الفيدرالى نحو الحدود.

 

كانت فانو فى كل عملياتها تلك مدعومة بالكامل من حكومة اقليم امهرا وقيادات الحزب الحاكم وجهاز الامن والمخابرات الاثيوبى والشرطة وقوات امهرا الخاصة وعناصر الامهرة بالجيش الفيدرالى اضافة للاحزاب المعارضة الوحدوية المتتطرفة مثل NaMA الخ ...

 

فكر وعقيدة فانو :

 

يقول الدكتور " جيرما برهانو" وهو أستاذ جامعى من الامهرة فى أحد جامعات أمريكا قدم ورقة عبارة عن تأطير فكرى وسياسي لحركة فانو وهى تقوم بدورها " الوحدوى" وهو فى الأصل المشروع الامبراطورى الامهرى ، ومنتقدا فى نفس الوقت مطالب الاقاليم الإثيوبية الاخرى التى يقودها ثوار الاقاليم يصفها بأنها تهدف إلى " تفتيت اثيوبيا" لأنها مطالب " شوفينية" وسانقل اقتباسات مهمة مما ذكره بعد أن قمت بترجمته.

 

يقول الدكتور " جيرما" فى بحثه الذى اختار له عنوانا " (فانو : منقذ حي لشعب امهرة وللروح الإثيوبية )

 

فانو هو مصطلح تاريخي يستخدم للإشارة للنضال الإثيوبي التاريخي ضد الظلم والغزاة الأجانب. وهى ظهرت بشكل أساسي كحركة شبابية لعبت دورا مهما وجوهريا فى الحفاظ على مفهوم الأمة الإثيوبية( هيمنة الامهرا وحكم إثيوبيا وفق المفهوم الوحدوى - عبد القادر ) لأنها نشات من رحم العرق الامهري. ويقول : صارت فانو اسما مالوفا وحركة حاسمة مهمتها إنقاذ ( وجود ) امهرا،وهى فى ذاك تختلف تماما عن غيرها من الحركات الشبابية المماثلةفى اقاليم إثيوبيا الاخري والتى تهدف إلى تفتيت الدولة الإثيوبية عبر إنشاء اقاليم ذات مكونات عرقية فى كل اقليم.ان فانو قامت وتاسست بايدى شباب متحدى ووطنى قادر على حمل إثيوبيا وقيادتها من الرماد الذى ورثته. فانو ليست قوة جسدية للشباب وتحديدا،

لكنها حركة فكرية ثورية ويجب رعاية هذا الجيل ومساندته وعدم نزع السلاح منه.

 

ويضيف قائلا : أن الغرض من هذا البحث هو تقديم واستقصاء نظرة ثاقبة وموضوعية لفانو واستكشاف امكاناتها كحركة اجتماعية قوية لديها القدرة على تغيير مسار التاريخ الاثيوبي والذى تلوث من قبل الشوفيين العرقيين والحركات الرادكالية العرقية، للتقراى والاورومو العرقيين واتهمهم بتضخيم الذات .

" فانو" قوات غير نظامية ولاتتبع للدولة ، مثل القوات الخاصة لكل اقليم والتى اقر الدستور الاثيوبى شرعيتها ومهمتها الاساسية حماية الاقليم .

 

لذا مع جنوح أبي احمد لخيار السلام وإعلانه عن ترتيبات الحوار الوطنى مع كل القوى السياسية المعارضة بما فيها تلك التى ترفع السلاح ، رفضت " فانو " الانسحاب من محافظة " والقاييت" بغرب التقراى لئلا تعود للتقراى رغم تعليمات رئيس الوزراء الاثيوبى بانسحابها بعد ان سحب الجيش وقوات امهرا الخاصة ، لكن فى بعض مناطق امهرا جرى نزع سلاح فانو وقتل بعض قادتها لكن لم يتم نزع سلاحهها بالكامل هى تضم آلاف الشباب من الجنسين ومنتشرة على نطاق واسع ..ومع تصاعد الاحداث فى الثلاثة اسابيع الاخيرة نسبة للمعارك القوية التى تدور حاليا بين فانو والقوات الخاصة للامهرة مع القوات الخاصة للاورومو وOLA تجرى عمليات تجنيد واسعة لشباب الامهرة ويتم تدريبهم لمدة قصيرة لا تتعدى شهرين ويزج بهم فى المعارك وبعضهم يهرب الى السودان ويسلم سلاحهه لكن اعدادهم محدودة لا تتعدى الافراد .

على هذا الرابط مئات الصور لفانو

 

https://www.google.com/search?channel=trow5&source=univ...

 

الصورة : الرجل الكبير فى السن : مسافنت اكبر زعيم للشفتة ، ويليه من يقودا فعليا فانو : زمنى كاسا ، و مسرشا سيطي

 

إرسال تعليق

0 تعليقات