آخر الأخبار

نصباية التأمين

 

 


 

حازم الرفاعى

 

في القاهرة أمارس هواية التنقل بسيارات التاكسي الأبيض . فرغم ان (التاكسي الأبيض ف الأسود) كان علامة قاهريه عريقة نتمني ان تعود الا ان سائقي التاكسي لا زالوا كما كانوا فيصرون الا يحددوا سعرا محددا للمشاوير ، وتستمع نسبة منهم لإذاعة القران الكريم طيلة الوقت وبالذات في الصباح الباكر فتشعر ان تلك التراتيل قديمه قدم مصر ذاتها ،نسبة أخري تستمع لإذاعة الأغاني كأنما الموسيقي تحاور طبيعة النهر والوادي . الا ان مجملهم يعبر عن القاهرة ذاتها فبعضهم يترحم ع السادات ( عشان صديقي شامل ما يزعلش )و الآخرين يتحدثون عن المرور والضرائب المفروضة علي سيارات الأجرة أما الآخرون فيردون علي الحوار بحكم بليغة متوارثة .

 

سائق التاكسي اليوم كان مصابا بمرض السكر كان عريض الهنكعين خفيف الظل ولكن ما لفت نظري انه أجري عمليه قدم سكري وهو لازال في الأربعينات .

 

ظهرت عليه كل ظواهر العشوائية الطبية المصرية العظمي فطبيبه لم يصف له أنسولين لانه( طبيب شاطر كما يقول ) وهو رجل بجاهد للحصول علي العقاقير لان مستشفي التأمين الخاصة بسائقي التاكسي واسمها المروة علي ما اعتقد هي ( مستشفي افتراضي وتقدم طب افتراضي لان التامين الصحي بالطبع سيكون افتراضي ) ....

 

ناقشته في عمليات تجاوز المعدة أو حذف جزء منها وتأثيراتها المهولة علي الوزن وان هناك مرضي للسكر والعقم واضطراب الدورة يتم شفائهم بعد هذه العملية . سأل سعرها كام؟ خجلت ان أقول أنها بلاش تماما في لندن حيث لا تُمارس الدولة نصباية التأمين....ملكيه وأداره الدولة للصحة والطب هو الطريق لتجاوز مفاهيم البقاله الطبية المسماة تامين ....حيث لكل علاج من الابرة للصاروخ الطبي سعر ...الأطباء هم اكبر العقبات أمام هذا التطور ....

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات