آخر الأخبار

القراءة الجديدة والمتربصين

 




حسن مطر

 

وقع في يدي صدفة كتاب مؤلفه يسمي نفسه في صفحته الفيسبوكية (طالب علم) باعتباره طالب علوم دينية، أي طالب حوزوي.

 

 الكتاب الذي يحمل عنوان "مشروع الحداثة الإسلامية... المصداقية والنتائج" يحاول فيه الدفاع من موقعه المذهبي الشيعي التقليدي عن أي اهتزاز أو تخلخل يسببه بعض ما يسميهم المؤلف (منظّري الحداثة الإسلامية) في البنية العقدية للتشيع بشكل خاص إضافة الى موضوعات أخرى قليلة دينية عامة. وأظن أن هذا المؤلف يعني ويغمز بشكل رئيسي بل سبب تأليفه هذا الكتاب هو ما يطرحه كمال الحيدري من زوابع وعواصف لآراء سببت لغطاً وجدلا ممتدا (يسميها المؤلف مدعيات)، حيث أودت بالحيدري لأن يخضع حاليا في إيران لإجراءات أمنية تمنع نشاطه التدريسي وظهوره اليوتيوبي المنتظم.


المؤلف اعتاد أن يسخّر حساباته في الفيسبوك وتويتر للهجوم والنيل من الحيدري وكل من يقترب منه في التفكير والنتائج بألذع الهجومات والتي أحيانا لا تخلو من قلة أدب!


المؤلف الذي يسمي نفسه "دكتورا" أتاح للجمهور الاطلاع على أطروحته للدكتوراه أونلاين فقرأت ما قدم للعلم والعلماء والناس حتى ينال ما ينال من هذا اللقب الذي يبدو أنه كان متعطشاً لأن يُنادى به. عنوان أطروحته للدكتوراه تلك "استراتيجيات التنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي"، وقد خرجت بنتيجة أن كل ما كتب فيها لا يخرج عن دائرة السرد والإنشاء وتكثير الصفحات، فغاب عنها المنهج الأكاديمي العلمي الذي أتذوقه وأشعر به من حيث الشكل والمضمون. ويكفي أن العنوان يشي بنفَس اسلاموي ويندرج في مشروعات الإسلام السياسي البائسة.

 

من هنا تبلورت لي صورة شبه واضحة عن عقل المؤلف وشخصيته وتصرفاته التي منها أنه يغير اسمه قليلا كل مرة في حساباته على وسائل التواصل، وأحيانا يحجب صفحته عن الجمهور ثم يعيد تفعيلها على ما يبدو.مضافاً، الى دخوله المفاجىء والمتشنج للرد على تعليق لي في صفحة أحد الأخوة، وغمزاته المكبوته عني في منشوراته والتعليقات لاحقا.

 

نعود الى كتابه (النقدي) حول ما يسميه الحداثة الإسلامية حيث أنه عبارة عن مجموعة من المصادرات يسوقها ظنا منه أنه يؤسس تسلسلا منطقيا وعلميا للرد على أفكار تنال مما ورثه من والديه وما سمعه من خطيب مسجد القرية والمأتم وشاب عليها، مثل ضرورة الإمامة والعصمة الشيعية، وتاريخية النص، والتواتر وأحاديث الآحاد وخلافها من مقولات كلامية مذهبية .

 

الكتاب باختصار هو مجرد رد لأجل الرد والدفاع عن حياض المذهب والدين الذي يعتقد بأنه يتجسد بكل ما في المذهب من اعتقاد وتجليات طقوسية باتت اليوم تتضعضع تحت وطأة المراجعة والنقد من ذوي العقول الحرة والمنفتحة على أفق أرحب للدين بدل التقوقع والانغلاق الذي يعيشه هذا المؤلف المسكين ومن لف لفه من المتشددين والخرافيين.


هل تساعد هذه الكتب على بقاء الجهل والعزلة المذهبية أم أن أغلب الناس لا يقرأون أساسا؟

إرسال تعليق

0 تعليقات