مارك مجدي
حمدين صباحي نموذج مهم لسياسي سيء.
أول الأمر، لحمدين موقف مهادن للإسلام السياسي، منذ عضويته الأولى
بجمعية حقوقية برئاسة عبد المنعم عبد المقصود تروج للإخوان، حتى نجاحه في دائرة
برلمانية يقودها الأخوان والسلفيين بكفر الشيخ، مرورًا برفضه توقيع استمارة تمرد
والترويج للحملة اتساقًا مع دخول حزبه في تحالف انتخابي مع الأخوان، بالإضافة لعدم
موافقته على مناقشة المادة الثانية في الدستور "عشان ميزعلش السلفيين"
في اجتماعات جبهة الإنقاذ وقبلها لجنة دستور.
في مقال راصد لبعض هذه المواقف موجود في أول تعليق، مزيد من هذه
المواقف مثلًا إن في 29 مارس 2007 كان حمدين على المنصة جالسًا إلى جوار عائشة
الشاطر إبنة خيرت الشاطر في نقابة الصحفيين، وفى كلمته قال أنه يشعر بالفخر لجلوسه
إلى جانب عائشة الشاطر و أثنى على خيرت الشاطر ووصفه بأنه “مناضل وطنى عظيم وهب
عمره لمصر".
حمدين مداهن من اليوم الأول، وانتهازي درجة أولى ميهموش غير زعامته
وسيطرة مجموعته في أي تنظيم أتوجد فيه، ولذلك مفلحش في التنظيمات الكبيرة في جيله
من التجمع للحزب الناصري وكان لازم يخرج بحزب ملاكي له، وهو الكرامة.
السؤال هنا هل الوجه ده هو الأنسب لتصدر المعارضة المصرية؟
معرفش إيه معيار إن حمدين قائد المعارضة غير الأصوات اللي خدها في
انتخابات ٢٠١٢، اللي هي أصوات ناتجة عن حالة زخم، طالما الحالة لم تعد موجودة يبقى
مفيش ثقل.
هل حزبه متحكم في منظمات نقابية أو متواجد فيها ؟ هل له كوادر
سياسية نشطة في المحافظات؟ السؤال ده أنا بسأله قبل ٣٠ يونيو وحسأله بعدها عشان محدش
يقول السلطة مانعه.
هل لما حمدين كان تحت إيده شباب كثير في حملته الرئاسية أو تحت
مسمى التيار الشعبي اهتم بتنظيمهم حزبيًا وتوظيفهم نحو مشروع شبابي ثوري حقيقي ولا
اهتم بنفسه كمرشح رئاسي سابق وقائد سياسي مشهور عنده رجالته؟
الحقيقة إن اللي صدر حمدين في الوش مغرض في تعامله مع الحياة
السياسية، هو عايز الأحزاب المعارضة يبقى على رأسها سياسي على هذه الشاكلة ويكون
أبرز وجوهها، عشان لما يعصف بيها ثاني يكون عنده كل المبررات.
إذا كانت المعارضة هي ببساطة اللي صوته عالي واللي طالب بإسقاط
السلطة أو دعا لمواجهتها، فدي دعوة ضمنية لسياسيي المستقبل إن المعارضة هي
الممارسة بالطريقة دي وده اللي بيجيب ساعة الأزمات.
حتى على مستوى التنظير السياسي، حمدين وحزبه ليس لديهم الخطاب ولا
التوجه المتماسك اللي يخليهم يقودوا المعارضة، زي مثلًا إنه ناصري وبيتكلم عن
الحكم العسكري باعتباره مشكلة، ده غير طرحهم الملتبس لقضية المدنية والاستنارة
والخطاب الديني اللي هو بيستخدمه بنفسه.
قائمة الاعتراضات عليه لا نهاية لها، لكن هذا الخطأ في إدارة مشهد
الحوار من أطراف غير سياسية في السلطة(لا تتسم بالسياسة) لا يعني عدم جدوى الحوار،
لكن تصدر حمدين للمشهد المعارض بالتأكيد ليست بادرة جيدة.
0 تعليقات