عز الدين البغدادي
2 حزيران (يونيو) 2022
من أشهر مسرحيات الكاتب الفرنسي الشهير فولتير مسرحية اسمها
"كانديد" أو "التفاؤل" وهي تتحدث عن شخص اسمه
"كانديد" درس الفلسفة على يد أستاذ اسمه "بانغلوس" علمه على
التفاؤل المفرط، او التفاؤل الساذج. وهذا الأستاذ ينطلق من فلسفة الفيلسوف
الألماني ليبنتز التي كانت رائجة في ذلك الوقت، وهي فلسفة تستند إلى مبدأ التفاؤل.
ويرى هذا المبدأ أن العالم الذي نعيش فيه هو أفضل عالم ممكن، وليس ثمة سبب يدفع
إلى محاولة تغييره. كل ما علينا هو أن نبتسم له ونرضى به فنكون من أسعد السعداء.
يتشرب كانديد هذه الفلسفة، ويحاول ان يطبقها عمليا حيث يمر بمواقف
صعبة قاسية متتالية تبدأ بطرده من القصر الى وقوعه في يد القراصنة لكنه يصر على ان
يتعامل مع الأحداث بتفاؤل مفرط ويقنع نفسه بأن الأمر لا يستحق ان نكون متشائمين.
التفاؤل أمر مطلوب بالتأكيد، لنفتح أمامنا متسعا في الحياة، لكن عندما
يتجاوز التفاؤل منطق ألواقع والإمكانيات يكون صورة من صور الغباء كذلك الذي وقع
فيه كانديد ومنه د الدجل الذي يسوقه هذا الرجل.
هذا الموظف يحاول ان يغطي على تقصيره وتقصير دائرته، بتفاؤل ليس
كاذبا فحسب بل وكافرا، انه في أحسن الأحوال يسخر من عقول الناس واعتقادهم، فأنا
شخصيا ابرؤ الرجل من تهمة الغباء، فهو يعرف ثقافة المرحلة جيدا، ويستعمل المصطلحات
التي تنسجم معها.
ما دام هناك صلاة استسقاء، فليذهب الفرات الى الجحيم، وليذهب معه
دجلة… لا اعرف أي جهة لعينة تقف خلفه؟ لكن هذا الشخص يستحق فعلا ان يطرد وان يحاسب
على تقصيره في عمله وعلى كذبه وتدليسه، وأيضا على سخريته من الدين.
0 تعليقات