آخر الأخبار

الكابينة الوزارية أول اختبار لتحالف إدارة الدولة..

  


 

 

سجاد الحسيني

 

مر عام على إجراء الانتخابات المبكرة والى حد اللحظة لم تشكيل الحكومة وحدث خلال هذا العام أحداث كثيرة وليالي عصيبة وأحداث مؤسفة ودماء عزيزة!

 

طيلة هذا العام وبعد المحنة التي مرت بها الأحزاب الشيعية تحديدا وخصوصا قوى الإطار التنسيقي الذي كان بينهم وبين الإفلاس السياسي هو قرار المحكمة الاتحادية والقول بالثلث الضامن أو المعطل كما يعبرون .. وحتى استعادة هذه الأحزاب عافيتها خصوصا بعد الانسحاب غير المبرر للكتلة الصدرية! رفعت هذه القوى شعار "حكومة الخدمة الوطنية" كبرنامج للحكومة المقبلة في حال تمكنت من تمرير مرشحهم السيد "محمد شياع السوداني" وفعلا تم تكليفه رسميا في جلسة الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ من قبل تحالف أطلق عليه اسم تحالف إدارة الدولة والذي يظم ( الإطار التنسيقي والديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني والسيادة وعزم وبابليون وبعض المستقلين).

 

والآن حان موعد أول اختبار حقيقي لهذا التحالف وهو آلية اختيار الكابينة الوزارية فهل تمتلك هذه الأحزاب والكتل الجرأة والشجاعة بحيث تعلن رسميا عن تخويل رئيس الوزراء المكلف الحرية في اختيار وزراءه حتى يتحمل مسؤوليتهم هو وحده ويكونون مسؤولين عن ذلك إمام مجلس النواب ؟ ام سنعود الى خلطة العطار والمزادات وبورصات البيع والشراء في الحقائب الوزارية والتجارب السابقة والشواهد كثيرة على ذلك!؟

 

مشاكل الأحزاب التي تصدرت المشهد السياسي العراقي كثيرة نذكر منها مشكلتين :

 

الأولى - إنها لاتمتلك أي رؤيا وبرنامج سياسي ولاتمتلك الحرص وليس لديها اي شعور بالمسؤولية تجاه البلد وأبناءه وماتحدث فيه من كوارث ومآسي

 

ولا ادري اي حكومة تستطيع البقاء وشعبها لايطيق وجودها!! وأي حكومة تظن ان القوة والجبروت والسلاح هو مفتاح بقائها!! فليس صدام وحكم البعث عنكم ببعيد!!

 

الحكومة التي تريد البقاء هي من يكون صمام امانها الشعب فقط وفقط لا المال ولا السلاح ولا الإعلام وحتى يكون الشعب صمام أمان لابد للحكومات ان تنصاع لمطالبه وتقدم له الخدمات وتوفر له الحياة الكريمة وفق آليات ومنهاج حقيقي رصين يوضع بأيادي أمينة بعيدا عن مافيات الفساد بمختلف أنواعها وإشكالها وألوانها..

 

الثانية- التفرقة و دوامة الصراع والاختلاف والتدافع ، حيث تعيش هذه الأحزاب حالة الصراع المستمر والتسقيط والتنكيل في بعضها البعض وكل هذا يندرج تحت الصراع على السلطة والمناصب الى درجة لم يعد يوجد شيء اسمه الثقة بينهم .. لذا نراهم يتوحدون في حالة واحدة فقط وهي عندما تتهدد مصالحهم كما حدث في أيام التحالف الثلاثي بقيادة التيار الصدري الجميع شاهد كيف توحدت القوى والأحزاب حتى زال الخطر وتنفس الصعداء والآن عادت الصراعات الى المربع الأول ،فمتى تأخذون الدرس والعبرة؟ والله المستعان .


١٦ أكتوبر ٢٠٢٢

إرسال تعليق

0 تعليقات